صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حميدتي غلطان

55

افياء

ايمن كبوش

حميدتي غلطان

# لم يعجبني مطلقا.. موقف الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي.. من الآلية العليا لحل الأزمة الاقتصادية التي اعتذر عن رئاستها.. صحيح أن “حميدتي” المختلف حوله من مكونات سودانية عديدة لم يفصح عن الأسباب الحقيقية التي دعته لاتخاذ هذا الموقف المتراجع، الا انه لن يخرج، بطبيعة الحال، من بعض ردود الأفعال المعزولة الرافضة لرئاسته لهذه الآلية بدواع لم تعد تقنع احدا.. البلد في أزمة حقيقية لن يحلها هتاف ” مدنياو وعسكرياو” ولكن يحلها من يستطيع توفير مليارات الدولارات لإقالة عثرات الاقتصاد السوداني بالموبوء بخلل النفوس.. قبل خلل السياسات الاقتصادية.

# تصرف حميدتي الذي صنع خاطرا لأولئك الروافض، لا يشبه رجال الدولة العظماء الذين يتسامون فوق جراحاتهم الشخصية من أجل رفاه شعبهم.. ومن أجل حياة كريمة لمواطنيهم.. احسب أن المواطن العادي غير المؤدلج في عوالم “ساس يسوس” كان أكثر سعادة بإعلان رئاسة حميدتي لآلية حل الأزمة الاقتصادية.. وتأتي هذه السعادة من تلك الثقة الوافرة بأنه يملك القدرة على العمل والحركة في مساحات واسعة تدفع عجلة الصالح العام إلى الامام بما أوتي من أموال طائلة وعلاقات متميزة مع اقرب دولتين هما الإمارات والسعودية.. وتأثير حميدتي عليهما وعلى الراهن السياسي السوداني، إذ أن أزمة الراهن السياسي التي مازالت تراوح مكانها هي في الأساس أزمة اقتصادية خانقة فشلت الحكومة الانتقالية في معالجتها بعد شهور عديدة من أداء القسم.. عطفا على فشلها في إيجاد بدائل مقنعة ومنطقية تعيد الثقة للمواطن السوداني الذي اعياه نضال التجوال ما بين محطات الوقود والغاز وصفوف المخابز وانقطاع الكهرباء.

# اختار حميدتي الطريق السهل بالتخلي من المسئوليات والمشاريع الكبيرة التي رسم خطواتها في أكثر من اتجاه.. ولكن هناك من يعلمون بان إعلان رئاسته لهذه اللجنة.. هو في الأصل بيان فشل علني للحكومة الانتقالية.. ولكنه آثر السلامة بالامتثال لمطالب بعض الذين لا يعملون ولا يردون الذين يعملون.. دون أن يحصلوا على أي تفويض من الشارع السوداني.. وكأنهم لا يحسون باوجاع هذا الشعب الذي لا يخلو جسده من الآثار الظاهرة لعلل الاقتصاد والخوف الشديد من المستقبل.

# سنظل طويلا في محطات الفشل، ما لم نقبل بالآخر بنوايا صادقة وصافية.. ثم نقبل على العمل من أجل الوطن وانسانه الذي كان يمشي بأقدام مجنحة تطير.. يوم ان كان لب هذا الكون والباقي قشور.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد