احمد محمد الحاج
إستهتار سوداني على الطريقة الإيطالية
□ خلال مؤتمر صحفي أقامه رئيس الصليب الأحمر الصيني (صن شوبينج) أمس الأول بإيطاليا عن مسببات تفشّي فايروس الكورونا بتلك الأرقام الضخمة (بإيطاليا) ذكر (صن شوبينج) بأنهم وجدوا الكثير من (الثغرات) خصوصاً في مدينتي (ميلان) و (كوردوبا).
□ رئيس الصليب الأحمر الصيني قال (أن إجراءات الحجر المنزلي ليست جادة، لأن وسائل المواصلات، ما زالت تعمل والناس تتجول في أنحاء المدينة، ويتجمعوا في الفنادق، ورأيت الكثيرين لا يلتزموا بالحماية الشخصية).
□ وأضاف (لا أعلم حقيقة بماذا تفكرون هنا، مطالبًا بتوقف كل شيء، مشددًا (لا بد أن تتوقف كل الأنشطة الاقتصادية، ولا بد أن تتوقف جميع أشكال التقارب الاجتماعي التي تعودنا عليها، ولا بد أن يبقى الجميع في منازلهم، ولا بد للجميع أن يستعد للتضحية من أجل حماية الآخرين فحياة الأخرين هي أهم ما نملكه الآن).
□ وعن التجربة الصينية في مكافحة المرض، قال رئيس الصليب الأحمر الصيني (لدينا في مدينة ووهان الصينية كان لا بد من مرور شهر كامل على الإغلاق التام، ثم استطعنا العناية بالمرضى في المستشفيات، وبالتالي وصلنا للتحكم التام في المرض).
□ إحصائيات اليوم الرابع على التوالي لم تسجّل أي إصابة في الصين منبع الكارثة ومرتع الفايروس فلو ركزنا في نقطة محددة جداً لتصريحات (صن شوبينج) سنعي لماذا لجأت الكثير من الدول (لشل) كل شئ تأهباً للمرحلة الحرجة.
□ صن شوبينج ذكر جملة مهمة جداً وهى (شهر كامل من الإغلاق التام) ثم والتي تفيد الترتيب مع التراخي (إستطعنا العناية بالمرضى) لأن مجابهة جائحة كورونا في ظل تضاعف العدد اليومي للإصابات أمر غير ممكن وفشلت فيه أكبر الدول الأوروبية والآسيوية التي تمتلك كل المقومات اللازمة للعناية بالمرضى.
□ ولكن بعض الدول مثل إيطاليا واسبانيا وألمانيا وايران وأمريكا وفرنسا لم تعي حجم الكارثة إلا بعد الفوات الآوان (ولا زالت) غير مكترثة لما يحدث حولها ولم تصدر قرارات صارمة بشأن الإجراءات الاحترازية لإيقاف تفشي الفايروس ومن ثم التمكّن من علاج المصابين.
□ الآن باتت ايطاليا تتعامل مع مرضاها بفقه (طب الحروب) حيث يختار الأطباء (البقاء) للأقوى وهو أن يتم تقديم جهاز التنفس الصناعي لمن هم أصغر سناً ونزعه من كبار السن.
□ ايطاليا تقريباً فقدت السيطرة وانهار نظامها الطبي تماماً فحتى كتابة هذا المقال بلغ عدد المصابين (47 ألفا و21) توفي منهم (4 الاف و32) وعولج منهم (5 الاف و 129) وكله بسب التراخي وتطبيق الاجراءات الاحترازية المشددة.
□ تنهار الدول الأوروبية (طبياً) والسودان لا زال في يغط في (سبات عميق) فحركة الشوارع لم تختلف اطلاقاً والتجمعات لازالت قائمة وتفشي هذا الوباء في السودان ربما قتل ثلاثة أرباع سكانه دون تضخيم.
□ ما يحدث في الأسواق وأسفل كبري الحلفايا وجلسات المقاهي وتدخين الشيشة والحشد المهول من الفرّاشة والإزدحام الكبير يؤكّد أن السودان يحتاج إلى تطبيق اجراءات صارمة وفرض هيبة الدولة بقوة.
□ أعلم تماماً أن البعض يعتمد على رزق اليوم باليوم ولا يعقل أن يتوقف عن العمل ولكن الإجراءات الاحترازية يجب أن تفرض على الكل حفاظاً على صحة الجميع فأنت لا تريد أن تبقى بالمنزل لأجل قوت عيالك ولكن في حالة إصابتك بالمرض فمن سيوفّر قوتهم وقتها.
□ أخلوا الأسواق وأوقفوا الرحلات الداخلية تماماً افرضوا حظر التجوال لأكبر عدد من الساعات وكل من يخالف تلك الاجراءات زجوا به إلى مواقع العزل الصحي فحياة الناس ليست لعبة وهذا الوباء كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
□ تذكروا أن الأول من مارس من العام 2020 سجّلت إيطاليا (270 حالة فقط) وخلال (ثلاثة أسابيع فقط) قفز الرقم إلى (47 ألف و21 حالة) وكل ذلك بسبب السلوك الهزلي واللامبالاة من قبل المواطن والدولة في التعامل مع هذه الكارثة بوعي شديد.
□ النظام الطبي في السودان مهترئ وضعيف ويعتمد في المقام الأول على المشافي الخاصة التي (تجزر المواطن) بأرقام فلكية للعلاج وهى (ذات المشافي الخاصة) ستكون أول من يتنصّل من مجابهة جانحة الكورونا.
□ لا نملك أية مقومات ياعالم رجاء الزموا منازلكم وابتعدوا عن عبط التجمعات والكتشينة والشيشة والمصافحة مارسوا تجارتكم اليومية وابتعدوا عن بعضكم البعض (مترين على أقل تقدير) البسوا الكمامات وعقموا الأيادي وعززوا المناعة بالبرتقال والبصل والثوم والعسل.
□ حاجة أخيرة كده :: اللهم احفظ بلاد المسلمين وأزل عنها هذا الوباء.