– يبدو أن التغيير لم يطال الكثير من المؤسسات والمرافق الحكومية خاصة تلك التي تتعامل مباشرة مع المواطنين والتي لازالت تتعامل بنفس عقلية وسلبية وعنجهية النظام السابق ونفس نظام البيروقراطية والعقلية الإدارية المتحجرة ..
– قادتني قدماي صباح الأحد الماضي لمكاتب التأمين الصحي بعمارة الرحاب بالخرطوم 3 وذلك بغرض تجديد دفتر تأمين صحي ووجدت عددا ليس بالقليل من المرضى وكبار السن في إنتظار تكملة إجراءاتهم وقمت بتسليم الدفتر القديم والبطاقة العلاجية للموظفة المسؤولة عن مباشرة الإجراءات وبعد فترة من الوقت دخلت إلى أحد المكاتب وعادت وقالت أن الشبكة الخاصة باستخراج الايصالات المالية طاشة والعمل متوقف وأرجعت لكل شخص أوراقه ومستنداته بحجة أن (الشبكة طاشة) غير معروف معود عودتها ..!
– الشبكة طاشة والموظفين في الفطور هي الشماعات التي نعلق عليها التسيب وغياب وزوغان بعض المسؤولين والموظفين ..!!
– المهم تذمر الجميع وقالوا أنهم لا يستطيعون الرجوع ومن ثم العودة مرة أخرى لتكملة الإجراءات وذلك نظراً لظروفهم الصحية وصعوبة المواصلات هذا إن وجدوا حق المواصلات خاصة أن أغلبهم حضروا من أماكن بعيدة ونائية..!!
– انتظرت ومعي البعض لأكثر من ساعتين على أمل عودة الشبكة (الطاشة) دون جدوى وعندها طلبت مقابلة المدير على أمل أن يصدر توجيها بحل هذا الإشكال وقد دلونا علي مكتبه بالطابق الأول وفعلا دلفت إلى مكتبه ومعي شاب من الحضور ووجدنا سيدة شرحنا لها الأمر ومشكورة نزلت معنا إلى المكتب الأرضي وقابلت موظف التحصيل وعادت لترد علينا بنفس النغمة (الشبكة طاشة) وكأنك يا بو زيد ما غزيت ..!!
– تسهيلاً للإجراءات وخدمة لهؤلاء المرضى من كبار السن الذين يتحركون بالعافية اقترحت على موظف التحصيل إستلام قيمة دفاتر التأمين الصحي وتكملة الإجراءات للمنتظرين واستخراج الايصالات فيما بعد عند عودة الشبكة (الطاشة) ولكنه رفض هذا الاقتراح وقال (ممنوع) وعندها قلت له أعطني رقم مديرك الذي أصدر قرار المنع لنستأذنه في تجاوز هذا المنع خدمة لهؤلاء الشيوخ والنساء المرضى ورفض أيضا ودخل مكتبه وأغلق الباب عليه .!!
– استعنت بعمنا قوقل ودخلت الي موقع رئاسة التأمين الصحي ووجدت عدداً من أرقام الهواتف اتصلت عليها جميعا للاستعانة بالمسؤولين لإيجاد حل ولكن للأسف لم يتم الرد رغم تكرار المحاولات ولا حياة لمن تنادي..!!
– هكذا تدار بعض المرافق والمؤسسات في زمن التغيير ولا تغيير يذكر بل نفس تعامل النظام السابق مع المواطنين ..!!
– إحقاقا للحق فإن الموظفة التي تستلم المستندات والتي تبدأ عندها الإجراءات كانت قمة في التهذيب والأدب والتعامل الراقي .
– قبل محاربة الكورونا يجب على دكتور أكرم وزير الصحة محاربة البيروقراطية والسلبية والسلحفائية التي تتعامل بها بعض المرافق الصحية خصماً علي صحة المواطن المريض الذي يتطلب وضعه الصحي خدمة وقتية سريعة..!
– خدمات المرافق الصحية بها فيروسات تحتاج إلى تطهير بمطهر أقوى من الذي نستعمله لمحاربة فيروس كورونا..!
– صدقت تلك السيدة الخمسينية المريضة التي ردوها بحجة أن (الشبكة طاشة) عندما قالت لهم أن زمن تكملة الإجراءات بالورقة والقلم كان أفضل وأسرع وأنتم أبعد عن العولمة والكمبيوتر والأجهزة الحديثة ..!!
– شبكة التأمين الصحي أصابها فيروس كورونا الإلكتروني .!!
– إذا لم نتخلص من نغمة (الشبكة طاشة) دون إيجاد البدائل سوف نظل محلك سر ولن نتقدم خطوة واحدة..!!
– أتمنى أن لا تطش الشبكة وتحرم المسؤولين بالتأمين الصحي من الإطلاع على شكاوى المواطنين والعمل علي إيجاد الحلول اللازمة لها.!
– خدمة التأمين الصحي مدفوعة القيمة من المواطن ويجب عليه أن يجد خدمة مريحة ومحترمة مقابل ما دفعه وما يخصم منه ..!!
– الأدوية التي يتم صرفها بالتأمين محدودة جداً وأغلب الأدوية خارج التأمين ..!!
– التأمين الصحي يحتاج الي ثورة وتغيير .
والله المستعان
