# بمزيد من الحزن والأسى، وبعد التسليم بقضاء الله وقدره، نعى تجمع المعلمين بولاية سنار، إعلان الحرية والتغيير وميثاقها الذي مكنها من الاستيلاء على السلطة التنفيذية في الولاية وتعيد به سيرة النظام البائد وتهتدي بمسيرته ظلما وجورا وتمكينا.
# في زمان مضى، على أيام البكاسي الجديدة والشنطة “التمكنا” والمجمعات الاستهلاكية والقبضة الامنية.. قلت لأحد الأخوة في سوق سنار الكبير، أن نظام الانقاذ جعل الكثير من المعلمين “يهجرون” المهنة.. ويقيمون مباراة اعتزال ل”الطبشيرة” والدروس الخصوصية لكي يلحقوا بركب السياسة والخطب الحماسية والمغانم التي لا تعد، ايامها بزغ نجم الشيخ “مصطفى محمد علي” كمشعل من مشاعل الاتجاه الإسلامي.. إلى جاء جيل “الفاتح عوض الكريم” في عربة فرملة الامتيازات والمناصب.. بينما كان أقرانهم من المعلمين في الأحزاب الأخرى ينظرون إليهم من نفاج احقيتهم التاريخية بهذه المناصب والامتيازات.. لا من باب ما فعلته الإنقاذ في البلد والشعب.. من ظلم وجور وتنكيل.. ولكن ما باب ما يحبونه لأنفسهم وهذا ما أكدته الايام في عهد ما بعد حكومة البشير.
# عندما كان جيل الأستاذ عثمان عبد الجبار وعبد الماجد البشير يقف في وجه الوالي الأسبق أحمد عباس سعد، ويقول لا لبيع الميادين العامة والساحات ولا لبيع أرض مدرسة سنار الثانوية للبنات.. فيقوم الوالي بتحويلهم من مديري مدارس ثانوية ملء السمع والأبصار، إلى معلمين جدول في مدخل الخدمة، كان مناضلو هذه الأيام يتواصلون مع الفريق صلاح قوش مدير جهاز الأمن لوضع ترتيبات المرحلة القادمة، بل كانوا يتاجرون بنضالات شعب سنار، ويخادعون الناس بتلك الاعتقالات المسرحية المفبركة، وهم للأسف من نفس كار المعلمين الذين قال عنهم والي سنار الانتقالي الحالي اللواء محمد عثمان حمد: “انا ممكن أصدق انو اي زول بكضب.. الا المعلمين”.. لم قال السيد الوالي هذا.. وما هي المناسبة؟!.
# في ظل الهشاشة السياسية.. وعدم معرفة الوالي الحالي بمكونات سنار، قام الخمسة العظام بمقابلته باعتبارهم ممثلين لتجمع المعلمين السناريين.. استصدروا منه قرارا بتعيينهم كنقابة بديلة لنقابة النظام البائد، دون الرجوع إلى القواعد وهم الذين من حقهم أن يختاروا ممثليهم في النقابة التي استولى عليها المغامرون الخمسة، مثلما استلوا على المركبات ووضعوا أيديهم على الحسابات وكأنها من مخلفات الدولة المبادة، وليس من عرق وشقاء المعلمين البسطاء.
# قام تجمع المعلمين بمقابلة السيد الوالي وتم وضعه في الصورة التي اكتشف لاحقا انه مهندسها وراعيها والمشير إليها، وعد بحل المشكلة بواسطة وزيرة التربية مناهل موسى عبد الله التي جلست مع المجموعة بحضور المستشار القانوني الذي أكد عدالة القضية، الا ان والي سنار وضع شرطا ينسجم مع “همبتة” الحرية والتغيير على الوظائف العامة، مثلما كان يفعل النظام السابق، حيث أمر الوالي الوزيرة بأن يتواصل المعلمون مع مسجل تنظيمات العمل لقيام جمعية عمومية لاختيار النقابة الجديدة ولكن بشرط الإبقاء على المغامرين الخمسة، واستكمالهم بمجموعة جديدة من الثائرين لأنه لن يلغي قراره الصادرة بتكوين النقابة الجديدة الا ان المعلمين رفضوا حكم الوالي غير المسنود بأي حجة قانونية غير صداقته لرئيس ذلك الحزب السياسي الذي يسيطر على الولاية.. ولم يجد حرجا في وضع زوجته على رأس نقابة محلية سنار وعضوية نقابة الولاية..
# المعلمون الذين لم يستطع أن يكسر شوكتهم وال منتخب مثل أحمد عباس.. لن يكسرهم وال محاط بالأزمات والمشاكل، صحيح انهم رفعوا إضرابهم من أجل وعد قطعوه للوالي الذي لم يكن عند كلمته عن حلم المشكلة.. إلا أنهم لن يستسلموا وانخرطوا عمليا لوضع حد لهذه المهزلة بجمع التوقيعات لقيام جمعية عمومية لإسقاط “رباعي الوالي وخامستهم زوجة السياسي” وتعيين النقابة التي يتوافقون عليها.
# ما ينبغي أن يكتب في هذه القضية التي تنعي الحرية والتغيير في سنار، لم يكتب بعد.. هناك الكثير من الأشياء التي تضيق أمامها هذه المساحة.. سنعود لهذه القضية تفصيلا.. ولكن بالأسماء.