صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

(الخواجة) الذي كان يدرس (العربي) في (المدارس) و(الفيزياء) في (الملاعب)

94

صابنها

محمد عبدالماجد

(الخواجة) الذي كان يدرس (العربي) في (المدارس) و(الفيزياء) في (الملاعب)

الحصة الصباحية
شندي الجميلة طلّعت الفنانين عثمان الشفيع وعلي ابراهيم اللحو والطيب عبدالله وحسين شندي وعبدالمحمود يس ابوشريعة (الخواجة).
تطربيني (يا حليل ربوع شندي) للشفيع (وما دام نسى العشرة) للحو و(السنين) للطيب عبدالله و(قطار الشوق) لحسين شندي و(الباص اللولبي) لعبدالمحمود يس ابوشريعة.
…………
• ونحن (شفع) في محطة شندي – كنا عندما نستقبل قطار كريمة المشترك وقطار بورتسودان وحلفا – كان الركاب يسألوننا (همسا) عن عبدالمحمود يس ابوشريعة (الخواجة).
• كان الركاب يخصونا بشيء من الحب والتقدير – لأن هذه المدينة خرج منها عبدالمحمود يس لاعب (ساردية) شندي – الذي استطاع من (الشقالوة) ان ينافس ويتفوق على كل نجوم الهلال والمريخ والموردة والمنتخب الوطني الذين كان التلفزيون والاذاعة تنقل مبارياتهم وكانت الصحف تنشر صورهم.
• تفوق عبدالمحمود (الخواجة) على كل الاسماء التى كانت موجودة في الهلال والمريخ والموردة وقتها وهم من عباقرة الكرة – ليس في السودان وحده وانما في افريقيا وربما في العالم اجمع.
• ونحن في تلك السن كان الخواجات الروس والالمان والانجليز والفرنسيون يأتوا الى شندي راكبين دراجاتهم البخارية او عرباتهم الالمانية – كانوا يأتوا للنقعة والمصورات والبجراوية – وكانت كل هذه الحضارات بما فيها من تاريخ عظيم واثار نادرة لا تجعلهم ينسوا ان يقفوا عند عبدالمحمود يس ابوشريعة (ساردية) تقديرا واحتراما.
• عبدالمحمود كان (هرم) اخر – يقدم كل الفنون – التاريخ والحاضر والمستقبل – كل هذه الاشياء كان (الخواجة) يجمع بينها في لعبة واحدة.
• اعملوا شير.
• ادخل استاد شندي وشاهد مباراة لساردية بزيها الاخضر والاحمر يقودها عبدالمحمود – ح تلقى الجمهور كلو فاتح خشمو.
• حتى بتاعين التذاكر في بوابات الاستاد المختلفة لمن الكورة تكون عند عبدالمحمود بتفوت فيهم عديل – من غير تذكرة.
• كأن على رؤوسهم الطير.
• لا تذكرجي.
• ولا بوليس.
• بقول ليك حاجة.
• ونحن صغار كانت سينما شندي تقدم الافلام الهندية – عندما يكون بطل الفيلم (اميتاب) – لا بد ان تدخل السينما (لوج) ولو كان ذلك بقروش الفطور.
• حديقة شندي البلدية كان يغني فيها اللحو وثنائي العاصمة.
• اما استاد شندي فكان عندما يلعب فيه عبدالمحمود يس فان مباريات ساردية كانت اقرب لقفلة المولد.
• الاعمي بكون شايل المكسر – كل خطوط المواصلات من الشقالوة والمسيكتاب والتراجمة وكبوشية وام علي والمحمية بتكون ماشة على استاد شندي.
• ناس مويس والقليعة والحفيان حتى حوش بانقا – باصاتهم بتقيف في استاد شندي.
• اما غرب شندي – من حجر العسل وحتى سقادي – كانت تحركاتهم كلها نحو استاد شندي.
• ناس الصفر والابيضاب والمكنية والكمير وبقروسي…كلهم بكونوا في الاستاد.
• في الوقت داك – لا ظلط ولا كبري – مع ذلك كان الناس سعداء بالمعاناة التى يجدونها من اجل مشاهدة عبدالمحمود ساردية.
• قلت كثيرا ان (منقة) شندي اخذت طعمها (الشنداوي) الجميل من لعبات عبدالمحمود ساردية الهوائية – عندما يلعب عبدالمحمود لعبة (هوائية) – كل قوانين الفيزياء بحصل ليها شلل تام.
• ما في قانون بيصمد مع الخواجة.
• عبدالمحمود كسر كل القوانين…البنعرفها والما بنعرفها.
• كان يفعل اشياء فوق القانون.
• بثبتها كيف؟.
• بيلعبها بي ياتو طريقة؟.
• هذا شيء لم نصل له حتى الآن.
• موز شندي اخذ (حلاوته) منه – بيلعب الكورة باص لي نفسو – تمشي وتجيه راجعة واظن من هنا جاءت عبارة لعب الكورة (موزه).
• الموز الشفناها في لعبات عبدالمحمود ساردية – جناين شندي كلها تشهد له به.
• جناين شندي ذاتها – التى غنى لها الشعراء – ربوع شندي بخواصه (العصرية) – كل هذه الاشياء جسدها عبدالمحمود في العابه.
• كورتو كان (درس عصر).
• ولا عجب في ذلك فهو (استاذ) في المدرسة.
• حتى النيل في شندي له انحناء خاصة في منعرج المدينة التاريخية العظيمة احسبه احتراما لشندي العظيمة.
• شندي المحطة.
• انتوا ما شفتوا أي حاجة في شندي عندها (تميز) خاص.
• رغيف شندي براهو – ما في رغيف متلو.
• منقة شندي.
• موز شندي.
• فراد شندي …ودكان حزقيال.
• أي حاجة تربطها بشندي ، تكتسب ذلك التميز.
• حتى (طعمية) شندي بضربوا بيه المثل في محطة شندي – محطة السكة الحديد.
• الباسطة.
• والسمك.
• فول ابوالزيك وفول جاد….ومحلات ولاد جاد امين للزيوت وللادوات الكهربائية – وعطارة همام والتيمان – كل شيء في شندي عندو خصوصيته.
• حجو في الجزارة.
• واسمر والمريود في الاستاد.
• كل شيء في شندي جميل ورائع.
• حتى (مليم) كانت حكاياته في الاستاد وفي السوق عن (النسر)العريق تروج وتشاع.
• ولا عجب في ذلك فمن تلك المدينة خرج (المك نمر) – وعبدالمحمود يس ابوشريعة الذي رفض كل رجاءات الهلال والمريخ وظل متمسكا بفريق الحي فريق الشقالوة نادي ساردية العريق.
• لذلك انا افضّل ان اقول عنه عبدالمحمود ساردية – وليس عبدالمحمود الخواجة لأنه جسد الوفاء والاخلاص عندما كان خلية ابداع كروي.
• لا تقول لي رونالدو.
• ولا ميسي.
• ما تقولوا لي حاجة.
• ما كان يفعله عبدالمحمود لو وثقته التلفزيونات – كان ناس عصام الشوالي ورؤوف خليف شافوا ليهم شغلة تانية وما ضيعوا وقتهم في الدوري الانجليزي او الاسباني.
• الباسطة في شندي عندها طعم تاني.
• عارفين السبب.
• السبب تلك الحلاوة الكروية التى كان يقدمها عبدالمحمود شندي.
• او عبدالمحمود ساردية.
• عبد المحمود بكل ذلك الفن – كان بفانلة خضراء بالرقم عشرة وشعر كتير (خنفس) – استاذ في الملعب واستاذ في المدرسة.
• كان فنان في أي حتة.
• استاذ لغة عربية في المدرسة – تميز بابداعاته في الخط العربي والنحو والصرف.
• وكان كذلك استاذ (فيزياء) في الملاعب – أي مدافع بجرسو ليك – وبطلعو من المباراة ما فاهم أي شيء.
• الزول دا كان بيلعب الكورة لي نفسو في اتجاه ..وبتحرك ويستقبلها في الاتجاه الاخر.
• الكورة تمشي وتجيه.
• لا المدافع.
• ولا الحكم.
• ولا الجمهور.
• كان بكون فاهم حاجة.
• بيلعب ليك الكورة (لولبية) – اشطر اختصاصي (تخدير) ما بعرف الكورة ماشي وين؟.
• او جات من وين؟.
• فوق ذلك كانت عندو ضربات رأسية – قيامة رابطة – ولعل ذلك كان سببا في التأثير على ذاكرته – الزول دا كان بثبت الكورنر والتصويبة القوية بي رأسو.
• بعمل شنو تاني؟ – ما بتعرف حاجة.
• زمان في المدارس كان في زول بزور المدارس في نهاية الفترة الاولى بقولوا عليه (الحاوي).
• الحاوي دا كان بطلع من جرابه (كدايس) و (عصافير).
• الحاوي كان ممكن يطلع من عينك (قفص برتقال).
• وممكن يطلع ليك من جيبك (عنقريب).
• عادي عندو.
• ما كان يفعله (الحاوي) هذا – كان عبدالمحمود يفعل اضعافه في المستطيل الاخضر.
• سحره كان حلال.
• وقدام الناس كلها.
• هذا اللاعب كل من شاهده – مقارنة مع الاسماء التى كانت تلعب في ذلك الوقت والاسماء التى تلعب في هذا الزمن بما في ذلك الدوريات الاوربية بقول انا ما شفت لاعب متلو.
• مدرب المنتخب الوطني الاجنبي عندما كان المنتخب يعسكر في بركات في ولاية الجزيرة – قال ليه انت ألعب من سامي عزالدين وألعب من مصطفى النقر – لكن للاسف الشديد المنتخب بيلعب فيه فقط لاعبي الهلال والمريخ.
• عبدالمحمود كان حكاية.
• بدخل المباراة شايل ليه عود او كمان.
• او اروغن كامل.
• ما عارف.
• المهم كان بيطربنا طرب شديد.
• كل هذه الاشياء كان يصونها بالاخلاق الرفيعة – والانسانية العالية – لو حكيت ليكم عن انسانيته واخلاقه – ح تقولوا دا كان (ملاك) وليس (خواجة).
• عبدالمحمود رحل عن دنيانا امس الاول الاربعاء 11 مارس 2020 بعد معاناة طويلة مع المرض ، الذي تسبب ان يفقده ذاكرته.
• كل هذه الاشياء سوف تكون كفارة له – وسوف يجد جزاء ذلك في الدار الاخرة ما لم يجده في هذه الدنيا.
• نسأل الله له الرحمة والمغفرة.
• ولا حول ولا قوة إلّا بالله.
متاريس
• رحم الله الماحي موز احد (ملوك) سوق شندي الذي رحل في الاسابيع الماضية.
• وقبل ذلك بفترات طويلة رحل الهادي الجميل الهادي جمعة لاعب النيل شندي السابق وشقيق ابراهيم ومبارك والسحار وميرغني وكمال جمعة لاعب المنتخبات السنية السابق.
• هؤلاء كانوا علامات واضحة في شندي.
• الاكيد انني سوف نعود للكتابة والتوثيق لعبدالمحمود رحمة الله.
• هذا اللاعب يستحق الكثير.
• كل ما كتب عنه وما شاع عن سيرته العطرة يمثل (نقطة) في محيط.
• حق عبدالمحمود علينا ان نذكر جميله وابداعه الذي كان يقدمه.
• وحق علينا ان ندعو له في كل حين وكل صلاة بالرحمة والمغفرة.
• اهله في شندي وفي الشقالوة وساردية ..سوفوا يكونوا في الموعد – فهم يعرفون قيمته جيدا.
• …………..
• الصبة الاخيرة : اللهم ارحمه واسكنه في عليين …برحمتكم اللهم نستغيث.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد