في الهدف
أبوبكرعابدين
الإعلام مابين قوة خليفة المهدي ومثالية فيصل وحمدوك!
قال رجل حكيم ذات مرة:(لاشئ أسوأ من خيانة الإعلام والقلم ،فالرصاصة الغادرة قد تقتل فردا أو جماعة ،بينما الإعلام الخائن يقتل شعبا كاملا)
* إن هندسة التجهيل وإدارة الفهم أصبحت علما له مدارس متنوعة ، فنشر المعلومات والأخبار قد يكون لأجل التأثير على الجمهور والحصول على نتائج يستفيد منها أصحاب المصالح والأجندة الخاصة ، وذلك بالطبع يتطلب دراسة نفسية وسلوك وإدراك الجماعة التي فقدت (السلطة والثروة) وهما أشد إيلاما وحرقة لو كنتم تعلمون ..
* سيدي رئيس الوزارء د. حمدوك وأخي أستاذ فيصل محمد صالح وزير إعلامنا المحترم ، لايخفى عليكما البتة إن علم التجهيل والتضليل أصبح علما يدرس ويعتمد على بث الخوف وإثارة الشكوك وصناعة الحيرة والقتل المعنوي للشخصيات من أجل تحريك الشارع ووأد الثورة ! إن أعداء الثورة الآن يسرحون ويمرحون وأنتم بكل أسف تنظرون وهم في نشوة يغشون بمنتهى الضمير ويكذبون بمنتهى الأمانة ويخونون بمنتهى الإخلاص ويدمرون شعبهم ووطنهم بمنتهى الوطنية ! إنهم الأخوان أخوان الشيطان قاتلهم الله أينما كانوا ، ولكننا في حيرة من صمتكم لما يفعلون!!
* تذكرة مهمة لكما د. حمدوك وأستاذ فيصل (مازالت أسلحة الدمار الإعلامية بيد أعداء الشعب وأنتم تنظرون ، صحفهم تعمل والثورة بلا صحافة تقاتل من أجلها وكتابهم كتاب الزور والبهتان يسرحون ويمرحون بلارقيب ولا حسيب وهذا أضاع هيبة الثورة والحكومة في ذات الوقت!! انظروا إلى الإذاعة والتلفزيون القومي وكليها مستعمرة كيزانية بلا تفعيل للوثيقة الدستورية والتي تنص على إزالة التمكين وكذا الفضائيات والإذاعات الخاصة المملوكة لكوادر النظام المقبور يعبثون ويبثون سمومهم وأنتم بكل أسف تنظرون !!
* مالكم كيف تحكمون ؟ فإن كنتم عاجزون فترجلوا حتى يأتي من هو أهل لحفظ وأخذ حق الشعب من هولاء المجرمون..
* رسالتي المباشرة وصلت ولكني سأواصل سرد التأريخ القديم لعل قومي الآن يعتبرون.
* لم أفتح ملف الإعلام في عهد الخرطوم التركية بيد أني سأكتب عن كيف كان يلعب الإعلام في عهد الخليفة عبدالله التعايشي دوره في فرض هيبة السلطة والحفاظ على مكاسبها من عبث العابثين ليكون ذلك درسا مهما لقادتنا وساستنا اليوم.
* تذكرة أولى لدكتور حمدوك رئيس حكومتنا المبجل .. كان الخليفة عبدالله التعايشي يؤدي دورا مركزيا ومحوريا في إدارة حكومته رغم إنه لم يكن المصدر الوحيد للتشريع في الدولة ، فقد كانت رسائله لمن تحته من الأمراء والعمال( ولاة الولايات البعيدة) يحضهم على أن يقيموا أحكامهم القضائية والإدارية على أساس ماورد في الدستور والقانون المعمول به حينها المستند على تعاليم الإمام المهدي بصرامة وبلا تهاون ، أما في العاصمة أم درمان فقد كانت سلطة الخليفة تحمل الوزن الأكبر والعدالة تنفذ فورا بما يحفظ من هيبة الدولة بتطبيق القانون بصرامة وقوة وأمام أعين وسمع الجميع ليكونوا عظة وعبرة لكل من تحدثه نفسه على تجاوز القانون.
* مسجد الخليفة وخطبه كانت مركزا إعلاميا وكان يعطي الفرصة لكل من يود مخاطبته في مختلف الأمور ، بينما كان التسلسل الهرمي للقيادة العسكرية وسيلة من وسائل توصيل رسائل الخليفة وتوجيهاته عبر ( المنادين) وهم المكلفين بتبليغ الأخبار والرسائل والتعليمات عن طريق ترديدها بصوت عال في شوارع وأزقة المدينة .
* في ذات الوقت كان الخليفة يتلقى التقارير والمعلومات عن طريق التسلسل الهرمي للقيادات المختلفة وكذا جهاز المخابرات الذي يجمع المعلومات ويكشف الذين يبثون الشائعات ويعملون ضد الدولة والقانون والخطرين على الأمن العام ليلاقوا العقاب المناسب في الوقت المناسب والطريقة المناسبة لما يحفظ للسلطة هيبتها وقوتها.
* أقام الخليفة العديد من المحاكم ( محكمة السوق ، محكمة بيت المال ، محكمة الإسلام وهي المحكمة العليا وبها ٤٠ قاضيا)
* لم يكن هناك تباطؤ في المحاكم وتنفيذ القانون وبصرامة حفظت هيبة السلطة والدولة ولم يكن هناك أي تهاون أو تراخ حتى يسمح للخونة بالعبث والفساد ، فياترى ماهو وجه المقارنة بين تنفيذ العدالة حينها والإنتظار الممل والمخل الآن في تنفيذ العدالة في جرائم أوضح من الشمس في رابعة النهار!!
* سادتي الكرام هناك وثيقة دستورية وقانون يجب أن ينفذ بلا تباطؤ وبصرامة وقوة ،بيد إننا نرى شيئا آخرا فيه التراخي والتباطؤ مما أفقد حكومة الثورة هيبتها ومصداقيتها وأغرى أعوان النظام السابق على إساءة الأدب لأنهم أمنوا العقاب وراحوا يسرحون ويمرحون دون حسيب أو رقيب بل ويهددون الإستقرار وأمن الثورة!!
* لن نذكركم في آخر المقال على ضرورة تنظيف الإذاعة والتلفزيون القومي ووضع قانون جديد للصحافة والإذاعات والفضائيات وحتى شركات الإتصال والتي هي الشر المستطير الذي يدمر بمنهجية في الإقتصاد وإمتلاك المعلومات والتجسس لصالح النظام السابق وأنتم في غفلة نائمون!!
* رسالة أخير للسادة حمدوك وفيصل : إن المثالية والطيبة الزائدة عن اللزوم قد خصمت من رصيد الحكومة وأغرت الأعداء فهلا تغيرت طريقة التعامل لتتلاءم مع حرارة الثورة والثوار؟؟.