(أمبارح في المنام.. أمبارح في المنام)..!!

كـــــــرات عكســـــية

محــمد كامــل سعــيد

(أمبارح في المنام.. أمبارح في المنام)..!!

* سمعت تصريحاً لمرتضى منصور، رئيس الزمالك، مفادة ان عدد العضوية في القلعة البيضاء وصل الى (250) ألف ذلك بعد ما قام النادي بفتح العديد من المراكز الجديدة امام كل من يود نيل العضوية.. وناشد الرجل الاعضاء بالاسراع في دفع الاشتراكات وتلافي الوقوع في دائرة العقوبات..

* لقد ظللت لفترة طويلة اتابع ما يحدث في دوائر الاندية المصرية، خاصة القمة الاهلي والزمالك، لكن ما سمعته مؤخراً من تصريحات لمرتضى منصور تزامن مع حوار اجرته قناة الهلال مع رئيس النادي اشرف الكاردينال تحدث فيه عن الاوضاع الراهنة..

* ولعل من ابرز وأفظع المفارقات في تصريحات مرتضى والكاردينال تلك المتعلقة بعدد العضوية اذا ما قارناها بين الناديين.. الى جانب الفهم الاستثماري العميق الذي تتعامل به ادارات الاندية في كل الدنيا (شمال الوادي نموذجاً) والظلام الواقعي لانديتنا..

* اختصر رئيس الهلال حديثه في الحوار الطويل الممل، والذي امتد لاكثر من ثلاث ساعات، في ثوابت محددة لم تتجاوز (انا بنيت، وسجلت، وصرفت، واشتريت و.. و.. الخ) من العبارات التي يدمن التجار التعامل بها في سوق المحاصيل وغيره..!!

* الكل يعرف ان اي رئيس قاد المريخ او الهلال يتدخل في عمليات الشطب والتسجيل سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة عبر وسيط او سمسار.. وكالعادة اذا نجح اي لاعب، ولو بالصدفة، فان ذلك سيكون مدخلاً لاستعراض العضلات والفشخرة..!!

* اما اذا فشل اللاعب ـ كما هي العادة الثابتة ـ فان اللوم ساعتها يتحول الى اشخاص آخرين (غير الرئيس) ربما اعضاء لجنة التسجيلات، او الجهاز الفني، او الى اللاعب نفسه الذي لم يتمكن من التأقلم على اجواء السودان وطقسه وامطاره و(كتاحته)..!!

* لا انكر انني تابعت جزء كبير من حوار الكاردينال.. لكن وللاسف لم تخرج كلمات الرجل عن ما ورد في حواراته السابقة.. وكعادته ابتعد عن تناول اي عمل استمثاري كما يفعل رؤساء الاندية في كل العالم وبالتحديد في شمال الوادي (الاهلي والزمالك)..

* السيناريو الذي قدمه الكاردينال مع الهلال في ست سنوات، سبق لنا متابعته داخل نادي المريخ، حيث قضى جمال الوالي (14) سنة في الرئاسة دون ان نتابع اي انجاز او فوز للاحمر بلقب خارجي.. لماذا..؟! لانه سلّم نفسه للسماسرة والتجار..!!

* وبين ما حدث في المريخ بالامس في عهد الوالي، وما تابعناه بالهلال مع الكاردينال، يتمدد الفشل، وتتصاعد ألسنة المحسوبية، ونشهد للبعض بممارسة القفز بالزانة وصولاً الى أعلى المراتب من ناحية المال في حين ان الاندية هي التي تدفع الثمن..!!

* كان الفشل، وللاسف، هو القاسم المشترك بين قيادة الرجلين، وهنا لا ننكر ما قام به كل من الوالي والكاردينال من تهيئة وتأهيل للبنيات التحتية لكن ذلك يجبرنا على العودة للانجاز التاريخي الوحيد للمريخ والمتمثل في لقب مانديلا والذي يحكي عن تفرد وتميز اداري وفني بمعزل عن اي مليارات او اكتمال للبنية التحتية..!!

* لا تزال قصة سيدنا يوسف تحاصر عقلي وبالتحديد مشهد مجموعة الكهنة الذين يعرف كل واحد منهم درجة الوهم التي يتعامل بها (كبيرهم اليخماو) ويصرون على التسبيح بحمده ليل نهار رغم علمهم بانه موهوم، وهم يفعلون ذلك من باب الحرص على مصالحهم الخاصة وما اكثر مثل تلك النوعية في زماننا الحالي..!!

* تخريمة أولى: فشل الوالي والكاردينال في تحقيق غايات الجماهير المتعطشة للألقاب القارية علاقته قوية ومباشرة بتجاهلهما لاصحاب الشأن من الفنيين، الى جانب استنادهما على العقلية التجارية واعتقادهما ان الادارة مثل البضاعة.. فاذا اشتريا لاعباً بمليون فلابد لهذا اللاعب ان يقود الفريق للكأس فوراً والاّ فلا مانع من شطبه..!!

* تخريمة ثانية: نكرر ماذكرناه من قبل ولا نمل لاجل تحذير القاعدة الحمراء ونقول: يا خوفي على المريخ الذي كان عملاقاً بالامس القريب من ما سيحدث في الايام المقبلة من تردي وتواضع وتراجع وهزائم من كل الاتجاهات.. وكل ما اتمناه ان لا تصدق توقعاتنا ويفقد الاحمر جل بريقه في الموسم المقبل، وربنا يستر ويجيب العواقب سليمة..!!

* تخريمة ثالثة: برضو بنعيد: يظل ضعف الادارات المتعاقبة على نادي المريخ هو السر في تمدد الشخصيات الهلامية التي لو وجدت ادارة قوية تعرف قيمة انها تقود احد الاندية العملاقة بالسودان وافريقيا لما سمحت لاي متطاول او تاجر وطبّال للتمدد بالطريقة التي نتابعها في العديد من المساحات.. الادارة الضعيفة هي التي تفشل في تجحيم اي سمسار يسعى لبث سمومه في الوسط الرياضي والكروي.

* حاجة اخيرة: (أمبارح في المنام.. أمبارح في المنام.. جاني غزال الشام).. قال لي: (الكاردينال ده ح يظل رئيساً للهلال الى الأبد) وعليه فان البطولة الخارجية تبقى سراباً يحسبه الهلالاب ماء..!!