صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

البوشي.. ما في شي..!

547
زووم
ابوعاقلة اماسا
البوشي.. ما في شي..!

 

* عندما يوهم بعض مستشاري الغفلة الوزيرة الشابة ولاء البوشي بضرورة فرض هيبتها على كافة أوجه النشاط الرياضي، وضرورة أن تحمل العصا الغليظة في وجه شداد واتحاد كرة القدم، وأن جمهورية كرة القدم ينبغي أن تكون تحت أجنحة وزارتها، فذلك يعني أننا مازلنا (نحبو) في وحل الخلافات والأزمات القديمة، ويؤكد كذلك أن الرياضيين، لديهم ذاكرة (ذبابة).. تماماً، ولو كانت هذه الذبابة تنسى مكانها في جزء من الثانية ولا تلبث أن تعود إلى المكان ذاته، فنحن لم نستفيد من تجاربنا الطويلة والفاشلة تحديداً، وفي ظل حكومات متنوعة شهدت تدخلات حكومية في الشأن الرياضي وصراعات خصمت من طاقاتنا التي كان يفترض أن نسخرها للعمل والإنجازات، وها نحن بعد ٦٤ عاماً من الإستقلال نعيش فشلاً يعبر عن واقع مذري ومروع، ظاهره العمل والتضحيات وباطنه صراعات طاحنة وتصفيات وتجاوزات وإنهيارات وسقوط كل عام وبشكل مكرر، ومع ذلك وبذات ذاكرة الذبابة.. لا نحاسب أنفسنا.
* ولاء البوشي شابة ثلاثينية لم تعمل من قبل في عمل عام في السودان، ولم تخض تجارباً تكسبها الخبرات اللازمة لإدارة وزارة الشباب والرياضة، وأن تصبح جزءً من صراعات الوسط الرياضي في بواكير سنوات الثورة وبهذه التفاصيل الواضحة يدفعنا للقول: أنها لم تأت بجديد على عقليات الإنقاذ التي كانت تدير البلاد ثلاث عقود مضت، ودليل آخر على أنها اعتمدت على مستشارين يحرضونها ضد بعض المكونات الرياضية ليستخدموا سلطاتها وحماسها في تصفية حساباتهم القديمة كإمتداد للصراعات البغيضة في هذا الوسط، وهي تعتقد خطأ أن إتحاد كرة القدم يجب أن يخضع لسلطاتها بدون مساومة في ذلك، وأن الإعتراف على ما تراه وزارتها يعتبر تمرداً على الدولة ومعاكسة لها، لذلك تتقمص دور المتحدي، ونجدها على إصرار تام لكسر شوكة الإتحاد السوداني لكرة القدم ووضعه تحت أجنحة الوزارة، ما يعني أننا أمام معركة حقيقية تحتوي على جوانب غير مرئية من صراع النفوذ والسلطة.. وهو صراع تقليدي ومكرر في السنوات الثلاثين الماضية كما أشرت…
* صحيح أن الإتحاد الدولي قد أصدر توجيهات لمكوناته لتقديم التنازلات والتعامل مع الظروف الصحية التي يمر  بها العالم وإعتبار ذلك (ظرف طاريء).. وعندما نستخدم هذه العبارة فذلك يعني أن هنالك تنازلات فرضتها جائحة كورونا، والتوجيه الصادر من الإتحاد الدولي لمكوناته أن تتعاون مع (السلطات الصحية) في البلاد للإتفاق على بروتوكول خاص بهذا الظرف يسهم في درء الجائحة وآثارها، ولكن وزيرة الشباب والرياضة لا تمثل السلطات الصحية.. هذه حقيقة، وبالتالي فإن ظهورها في صراع مباشر مع شداد والوصول لمرحلة التباين يلفت النظر لوجود خطأ ما في الأمر.. لأن الموضوع من أساسه لا يتطلب هذه المعارك واستعراض العضلات، وكان بإمكان الوزيرة تمرير ما تريد عبر لجنة الطوارئ الصحية دون خوض هذه المعركة.. فضلاً أن ظهورها في مواجهة مع إتحاد الكرة فيه تدخل سافر في الشأن الفني لن يقبله أحد من الرياضيين، وبهذه الكيفية لن تستطيع البوشي إيقاف الدوري الممتاز،  لأنه شأن فني وليس من حقها.
* الآن وقد صدر قرار لجنة الطواريء بتمديد تعليق الأنشطة الرياضية وهو قرار تعسفي وفوقي إستخدمت فيه الوزيرة سلطاتها مع لجنة الطواريء، لأن هنالك تساهل وتراخي عام فيما يخص الحرب على الكورونا، وقد اختفت كل مظاهر الإحترازات من الحياة السودانية فأصبح الشعب في مواجهة طاحنة مع قضايا أخرى يراها أهم وأكبر، وحتى نحن كإعلاميين لا نرى هذه الإشتراطات إلا بعد السادسة مساءً عندما تمر بالكباري وتجد السلطات الأمنية قد أغلقتها في إجراء عقيم يدل على العجز، وفي أم درمان تجد كل المدينة مساء على شارع النيل في حفلات شاي مفتوحة، وفي المساحة الواقعة بين كوبري شمبات والحلفايا نجد أعداداً من البشر يفوق سعة إستاد المريخ والهلال في مواجهاتهما معاً، وصفوف الخبز تشهد جمهرة أكثر من رواد دار الرياضة وبعض مباريات الممتاز، لذلك نرى منع استئناف الممتاز وتمديد حظر الأنشطة الرياضية قراراً متسلطاً، والواقع أن كل الشباب يتبعون لوزارة البوشي، حتى جمهور الدورات التي تنظم في ميادين الأحياء، و احتفالات عيد الجيش أيضاً… أم أن الذين يتجمعون في احتفالات الجيش لا يتبعون للجنة العليا؟
* عموماً في عهد البوشي (ما في شيء) جديد.. بل المزيد من الصراعات واستخدام النفوذ..!!
حواشي
* خلط السياسة مع الرياضة أفرز لنا هذا المسخ الذي نعيشه الآن… ومن المظاهر المستمرة لهذا التشويه أن يتحدث البعض عن (إتحاد الكيزان) وإتحاد التمكين.. ويدعون الحكومة لإدراج إتحاد كرة القدم في إجراءات لجنة إزالة التمكين.. وفي ذلك خلط مخل وقاصر ويدل على حالة إفلاس وغباء، فهذا الإتحاد يحمل ديباجة مهمة جداً تؤكد أنه (منتخب) وبهذه الصفة لا تستطيع قوة على الأرض إقصاءه.. وهذا ليس دفاعاً عن أشخاص الإتحاد إنما هو تثبيت لفكرة بغض النظر عمن يجلس على دفة القيادة..
* الإتحاد الدولي ليس حزباً سياسياً في السودان حتى يتعامل بإنفعالات وإندفاع بل هو مؤسسة محترمة لها لوائحها ومبادئها ومن لا تعجبه تلك اللوائح عليه مغادرة عضويته ويمارس كرة القدم خارج منظومته..!
* شخصياً.. أحتفظ على طريقة تلك الإنتخابات، وربما أكون شاهداً على بعض تجاوزاتها، ولكن كل من يتحدث اليوم كان على رأسه الطير وقتها.. ولم يفتح الله عليه ولو ببيان استنكار وشجب وإدانة..!
* المضحك والمبكي حقاً ما يحدث في مجلس المريخ، حيث لا أحد فيه يستطيع أن يبرر ما يحدث من تفاصيل.. المدير التنفيذي مدثر خيري يخاطب الإتحاد بعدم جاهزية ملعب النادي للدوري الممتاز، وسوداكال يتصل بالمهندس فاتح باني ويقول: أن مدثر خيري لا يمثل المريخ.. ويوفد مصطفى توفيق لسحب خطاب مدثر… بالله عليكم هل هنالك نادٍ من أندية الكرة الأرضية يدار بهذه العشوائية ياسوداكال؟
* شارفت دورة الإتحاد العام على النهاية، وكل من له رأي فيه عليه أن يتهيأ للدفع بالبديل الناجح.. بدلاً عن الإنشغال بتوافه الأمور.
* هذه الدورة ستكون الأخيرة للبروفيسور شداد، منطقياً.. وهذا يعني أنه سيكون جزءً من تأريخ اللعبة في السودان، ونحن في انتظار (صلاح الدين) الكرة السودانية..ليحقق الإنجازات..!
* لدي إعتقاد جازم أن شداد ظل شماعة الفاشلين.. وكل من يفشل في مهمة رياضية يقول أنه كان السبب..!
* لم يتبق الكثيرين من أولئك الرياضيين المدفوعين بقناعات راسخة ويستطيعون القتال حتى الرمق الأخير دفاعاً عنها… والأغلبية في غاية الهشاشة، أو هم كالعشب الرطب الذي يتمايل أينما هبت الرياح..!
قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد