راي حر
صلاح الاحمدي
الاستمرار يولد …العفن
ثلاثة اشياء تعفن بالاستمرار .الماء والدم والادارة هكذا تعلمنا من سنة الحياة ومن بديهيات الطبيعة
فالمياه الراكدة التي لا تتحرك حتي لو بقذف الحجارة فيها تصبح ساكنة راكدة وقاتمة وتلجا اليها الحشرات المائية بما فيها البلهارسيا والقواقع والطحالب ولا يقبل عليها حيوان للشراب او حتي للاستحمام
.كذلك الدم حينما يسقط علي الارض ويتجمد ويتجلط ويزال كرقائق عضوية من فوق السطح الساقط عليه .
والادارة الرياضية ايضا لها نفس خواص المياه الراكدة والدماء المسالة .كما ادارة كروية متحركة منعشة لمحيطها ومبدعة في قراراتها ومستحسنة اختياراتها ومتمسكة بمعابير اختيار
الادارى الرياضي وعلي التصرفات وعلي القيم ومنزهة الاداري الرياضي عن الهوي وعن المصالح الشخصية والوساطة والرشوة والمحسوبية وعن الكسب الحرام وعن التطنيش علي الفساد وعلي الانحراف في المال العام وفي ذلك التنزه عن الموبقات ويكون للادارة الرياضية التي تقودنا علي مستوي القطر الحقية السليمة حق السلطة علي موقع عملها دون انتظار لنفاق الاداريين لجلب الاعضاء بالجمعيات العمومية المستجلبة او رياء المتعاملين او حتي انتظار شكر او ثناء علي الواجب كل هذه التعريفات بديهية ومعلومة للقاصي والداني للممارسة التي كانت تمارسها الهيئات الرياضية في عهد النظام البائد مع بعض ضعف مراكز ادارة اتخاذ القرار في اي مؤسسة او نادي او وزارة او حتي القادمين من خارج رحم الرياضة مثل السياسين ورجال الاعمال ولعل ما نعانيه كأمة رياضية حباها الله نملك كل عناصر النجاح والتفوق والخير
الا اننا اصبنا بادارات فاشلة في كل مناحي الادارة الرياضية في السودان للاسف الشديد ففي زمن ما قبل ثورة ابريل شاب الادارة الكروية العجز والشيخوخة والاستمرار.
العفن دب في اوصال الرياضة
سمعنا عن مبررات للاستمرار في هذا المناخ كثير من الاقاويل كأن من يصلح لهذا المنصب ومن يصلح بديلا عن فلان اوعلان وكأن الادارة الرياضية اصبحت عقيمة
وانتهي عصر خصوبتها وتعثرت في ولادة قادة رياضيا واداريين مقتدريين محترميين جدد ولكن كل هذا تهدم واصبح في خبر كان خلال فترة الثورة يوم خرج الرياضيين وفي نيتهم انهاء عهد من الشيخوخة والعفن من الاستمرار في الادارة الرياضية من العهد البائد التي اتت بالفساد في المال العام عن طريق امانة المؤتمر الوطني الظالمة التي جعلت الكفاءة تبتعد عن ادارة
الرياضة في الاندية والمؤسسات حين مارست الفساد عبر ضعاف النفوس من الاداريين و سوف يتحقق ما كنا ندعيه بان استمرار الركود يولد العفن ولم يصدقنا احد للاسف الشديد
نحن في عصر رياضي جديد نستبشر بقيادات رياضية جديدة تاتي بارادة رياضية حتي لو تكن ضئىلة ولكن نتمني ان تكون تلك القيادات من قراءالتاريخ الرياضي بالادارة ومتعظي التجربة ولديهم من الخطط والحنكة الرياضية ما يستطعون به قيادة الرياضة من فجوةمظلمة وصلنا اليها نتيجة نظام استمر الي ان عفن في موقعه.
الرياضة بها القدرات الادارية والابداعية بما لا يحصي من خريجي كلية ا لتربية الرياضية ولدينا من الاداريين وامكاناتهم ما يستطيعوا ان يقفزوا بهذه الامة قفزات يستحقها الوسط الرياضي الا ان الاسباب وراء الاستمرار في الادارة اسباب مضمونة من هؤلاء الذين سوف استمروا في الماضي والشائخون في مناصبهم فنرجوا ان يكون لدي رئيس الوزراء وحكومته ما يمكنهم من مشاهدة الماضي وتحليله والعمل علي عدم عودته مرة اخري في صور ة اعادة انتاج نظام عفن وهذا ما يخيفني