صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

لا خير فينا إن لم نقلها 

737
البعد الآخر
صلاح الدين حميدة …
لا خير فينا إن لم نقلها
أستعير مقدمة مقالي من عنوان كتاب السياسي الضليع و الكاتب المرموق الراحل منصور خالد ( سنة ١٩٨٠ م )، وفي نفس الوقت أستند على المقولة الشهيرة لأمير المؤمنين – سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال ( لا خير فيكم ان لم تقولوها و لا خير فينا إن لم نسمعها منكم )
كان بين عمر بن الخطاب ورجل كلامٌ في شيء، فقال له الرجل: اتَّقِ الله يا أمير المؤمنين! فقال له رجل من القوم: أتقولُ لأمير المؤمنين اتّقِ الله؟ فقال عمر: دَعْهُ فلْيَقُلها لي! نِعْمَ ما قال؛ لا خير فيكم إذا لم تقولوها لنا، ولا خير فينا إذا لم نقبلْها منكم.
علينا أن نُقِر و نعترف بالدمار الأخلاقي و القِيَّمي الذي حدث لنا طيلة السنين الماضية، وللأسف الشديد هذا الدمار أصاب عدد كبير جداً من السودانيين و أصبح سِمة ظاهرة لا تخفى على أحد و الشواهد على ذلك لا تُحصى ولا تُعد.
حتماً ستدور عجلة الإقتصاد عاجلاً أم آجلاً و ستنتعش البلاد، ولكن كيف ستعود الأخلاق و تصحى الضمائر الميتة و يعود إنسان السودان كما كان، لذلك وجب علينا أن نعترف أولاً بهذا الإنحطاط الأخلاقي الذي أُبتُليَّ به كثير من الناس ثم نشرع بأسرع ما يكون لإيجاد الحلول الناجعة للتخلص من هذا
المرض العُضال الذي إنتشر بيننا كإنتشار النار في الهشيم؛ يجب أن تتبنى الدولة هذا الموضوع الخطير والبالغ الأهمية بحشد كل من تبقى من الخيريين للعمل الجاد والدؤوب بإستخدام كل السُبل و الوسائل المتاحة مثل أجهزة الإعلام المختلفة و المساجد و دور العبادة مع التركيز على الدور الكبير الذي تلعبه المدارس بالتوعية و الإرشاد، فإذا لم تتسارع الجهود و تخلُص النوايا لكبح جماح هذا المرض اللعين الفتاك فعلى السودان السلام.
على كل مواطن شريف و مخلص المساهمة بقدر ما يستطيع للمساعدة لدفع هذا البلاء الذي أُبتُلينا به و تجنيب العباد والبلاد الهلاك المحتوم لا سمح الله …
.
صحيح ان البلاد مرة بحكم الإنقاذ العهد البائد الذى استمر خلال الثلاثون عاما . وحدث ما حدث من خلالها فقد جاء المؤتمر الوطنى فى بداية الأمر بشكل من الحكم الذى أوهم من خلاله الشعب والمجتمع انه حكم إسلامى يخضع التشريعات الإسلامية والسنة كان هذه فى بداية الأمر إلا أنه ظهر الوجه الآخر للنظام الإنقاذ الذى استخدم  أسلوب التضليل والكذب على الشعب باستخدامه للدين الاسلامى كغطاء وستارة لتغطية أفعالهم المخالفة للإسلام والشريعة من فساد مالى وفساد أخلاقى فى المجتمع الذى انتشر وأصبح كمرض السرطان سريع الانتشار وأصبح من الصعب علاجه وذلك نسبة لغياب الآلية التى يتم من خلالها تطبيق القانون وللأسف كثير من الأحيان يحدث التساهل وعدم المحاسبة خاصة لعناصر النظام البائد عندما كان السلطة بيدهم  لأنهم كان هم المستفيدين الوحيدين من ذلك وكذلك تقاطع المصالحة الشخصية مع المنتفعين منهم ..
امتد هذا الواقع وهذا الحال إلى يومنا هذا حتى بعد سقوط نظام البشير وقيام ثورة ديسمبر المجيدة فقد غاب الكثير من الأشياء على رأسها تطبيق القانون وانعدام الضمير وأصبح الواقع المعاش محاط بكثير من الضبابية وعدم الشفافية لا نعلم سبب معينا لذلك ولكن من الواضح أن تركة النظام البائد المثقلة كانت كبيرة وكثيرة على التغير الذى حدث وكذلك نجد أن مرحلة المعالجة صعبة فى الوقت الراهن فقد نحتاج إلى المزيد والمزيد من الوقت حتى نصبح كما كنا قبل الإنقاذ فقد كانت الوطنية والإنسانية وحب الوطن  هى عنوان الحياة فى السودان لكن للأسف لن يعود هذا الزمن الجميل فى ظل هذا الواقع المرير ….
ختاما…..
نسأل الله السلامة والرفعة والتقدم لهذا الوطن السودان  اللهم وطننا ومجتمعنا السودان من كل  معتدى  وغاشم ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وأرفع سخطك وغضبك عنَّا … أللهم آمي
ألا هل بلغت أللهم فاشهد… ألا هل بلغت أللهم فاشهد.
قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد