زووم
ابوعاقلة اماسا
المريخ.. حالة أمنية حرجة..!!
* ما يحدث في نادي المريخ هذه الأيام لم يسبق له مثيل في تأريخ الرياضة السودانية، وربما لم تشهد القارة الأفريقية – رغم تخلفها – أحداثاً بهذه التراجيديا السوداء، وقد سبق لي أن تنبأت بأن الأسوأ في هذا النادي لم يأت بعد، ولكن ما رأيناه مساء أمس بإستاده في إستقبال الرئيس الشرفي أحمد طه التازي لعمري هو إعلان لحالة إنهيار يمر بها النادي، وهو لا يعبر فقط عن مجلس إدارة سيء، أو فترة إستثنائية من تأريخ هذا النادي الكبير وإنما يدل على كثير من التداخلات.. إختلط فيها الحابل بالنابل وأصبح الأغلبية لايميزون العدو من الحليف.. فالكل ضد الكل.. وقليل جداً يعي ما يفعل ويقول.
* المريخ في تقديري يمثل (حالة أمنية حرجة).. قد تضع الدولة نفسها ممثلة في حكومتها وسلطاتها الأمنية المختلفة في موقف حرج إن هي تأزمت أكثر وترك الحبل على الغارب وأخذت الإحتكاكات في التصاعد، وتطورت حالة الإعتداءات مما هو لفظي إلى عنف جسدي سيسفر بعدها عن كارثة رياضية ذات عمق إجتماعي إثني.. وفقاً للمعطيات التي سارت عليها الأوضاع.
* حكومة الفترة الإنتقالية ووزارة الشباب والرياضة وحتى من هم في القصر الجمهوري يتعاملون مع الشأن الرياضي على أساس أنه أمر لا يهمهم في شيء.. وأن الرياضة لديها حرمة وخصانة من التدخلات الحكومية حسب الموجهات المنصوص عليها في لوائح وتشريعات الللجنة الأولمبية الدولية والإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).. ولكن ما يحدث في المريخ صراحة تفاصيل تمس أمن المواطن والأمن الوطني القومي.. وكذلك تمس السلام الإجتماعي للمواطن السوداني، فعندما تأخذ الأوضاح منحى عنصري وإثني ويتصالح الناس مع هذه العبارات ويتداولونها بشكل واضح وفاضح فالأوضاع تكون قد تجاوزت الخطوط الحمراء سياسياً ورياضياً واجتماعياً.. ووجب على الدولة ممثلة في حكومتها وبأي صيغة أن تستدعي المسؤولين وتقرع نواقيس الخطر..
* لا يعني أن المكونات الرياضية الدولية ترفع شعار أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية.. أن نسمح بالفوضى تجتاح المجتمع وتهدد أمنه وإستقراره.. ويتعمد البعض اللعب على هذه الحبال للوصول إلى مبتغاهم على حساب الأمن الإجتماعي وحالة التعايش التي يستمتع بها السودانيين.
* مايحدث في نادي المريخ حالة شاذة من الإنفلات سببها غياب أو ضعف هيبة الدولة.. ففي عهد الحكومة البائدة كانت الجهات الأمنية تسارع وترفع الرايات الحمراء في وجه جماهير المريخ والهلال والرياضة عامة عندما تندفع الأحداث نحو الإنفلات بمثل مايحدث هذه الأيام على مسرح نادي المريخ…. وكانت الرسائل المستمرة تفيد بأن أمن الوطن والسلام الإجتماعي ليس ملعبة في أيدي بعض قيادات الرياضة من المغرضين.. من الطامعين في تلميع أنفسهم وتحسين سيرتهم بالمناصب الرياضية، والمطاردين لقطار الشهرة السريع.. ففي خضم الصراع الطاحن الذي كشف الأطماع والمصالح فقط أصبحت العملية الرياضية مسخاً مشوهاً لا أمل من تحقيق نتائج طيبة ولا حتى ممارسة تؤمن للعاملين في هذا الحقل الحد الأدنى من المتعة المرجوة… بل وستكون هنالك نتائج عكسية تعبر عن حالة الإهدار للإنسان السوداني والرياضي..!!