الإمبراطورية الغارقة ..!!

زووم

ابوعاقلة اماسا

الإمبراطورية الغارقة ..!!

* ملف الدكتور حسن برقو تقول عناوينه البارزه أنه (كوز) بعين قويه، فصل من حزب المؤتمر الوطني بعد سلسلة قضايا بدأت بالقضية التي تفجرت الآن ولكنها لم تنته بها، حيث أنه ذلك الشخص الذي تولى منصب أمين أمانة شرق ووسط أفريقيا في الحزب الحاكم، وكان حلقة وصل بين الرئيسين المخلوع عمر البشير والمقتول إدريس ديبي، وبين إنجمينا والخرطوم إشتعل العشق الممنوع وفاض الكيل حتى زجت بالهامات في زنازين الأمن والمخابرات بتهم مختلفة، وفي إنتخابات الإتحاد السوداني لكرة القدم كان الرجل قد طرح نفسه في وقت بلغ فيه الصراع ذروته بين مجموعتين يقود إحداها كمال شداد والثانية بقيادة دكتور معتصم، وكلنا يعرف أن المجموعة الأولى كانت مسنودة من الحزب الحاكم، ومن العجب والعجائب أن حرباً إدعوا أنها كانت ضد المفسدين في ظاهر الأمر، كان الهدف الأساسي منها هو (إقصاء) قيادة الإتحاد السوداني لكرة القدم في ذلك الوقت فهي في نظر ذلك النظام خارج سيطرته، يقوده دكتور معتصم جعفر ومجدي شمس الدين وأسامه عطا المنان وثلاثتهم معروفين بخلفياتهم الإتحادية الديمقراطية والختمية، وكان الملف نفسه في يد تلك العناصر التي تلعب بالبيضة والحجر وتبيع وتشتري الذمم على قارعة الطريق، وكانت المعركة حامية الوطيس بين معسكري شداد ومعتصم، وفي ذلك الوقت الذي بلغت فيه الأرواح الحناجر إكتشفوا أن (حسن برقو) تقدم بترشيحه من خارج المعسكرين وقدم إغراءاته على طريقة الغاية تبرر الوسيلة، وكانت غايته هنا أنه قد خلع جلبابه السياسي بعد تلك الزوبعة التي كان سبباً فيها تحت قبة المؤتمر الوطني وبعد أن أصبح المسرح السياسي لا يستوعب أدواره.. واحترقت مراكبه وشخصيته على المسرح السياسي وانطلق يبحث عن دور جديد في عالم الرياضة، ولا غرو أن هذا الهدف لا يكلف شيئاً غير أن تتميز بقابلية الدفع فقط والدفع الرباعي لوسائل التجميل الإعلامي، فهنالك أصوات معروضة في السوق لمن يدفع أكثر..!!
* الدور الجديد لحسن برقو هو شخصية (النجم الرياضي)، وما أسهل عملية بناء هذه الشخصية لرجل ثري وجريء، لاتقيده أي قيود في أي شيء، لدرجة أنني هممت بأن ألقبه بميكافيللي العصر، وإهتماماته بأن يكون هو النجم كانت واضحة جداً من خلال تعيين حاشية من الصحفيين وإدارة إعلام تضاهي إدارات الإعلام في المؤسسات، فأصدرت صحيفة تحمل لقبه (السلطان) وحرصه على عقد مؤتمر صحفي كلما أراد أن (يكح) ومع ذلك تجد من يصفق، وقد حطم رئيس لجنة المنتخبات الوطنية الرقم القياسي للمؤتمرات الصحفية والظهور الإعلامي والحديث المكرر والممجوج والممل.. حتى فشله في إقناع المصريين بأستضافة مباريات المنتخب حوله لإنجاز بإقامة المباريات في المغرب، وهو نفسه حسن برقو المساند لرئيس المريخ المخلوع سوداكال، هذا التحالف العجيب لم يكن حاضراً بإستاد المريخ ليلة إستضافة أهم حدث رياضي في العالم ذات يوم بلقاء ملحق الصعود لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا بين مصر والجزائر عندما حبس العالم أنفاسه وتوجهت أنظاره للقلعة الحمراء، ولا يجرؤ برقو على تحميل حليفه مسؤولية اللعب خارج السودان بسبب إهماله المتعمد للإستاد الذي كان مفخرة.. فالتحالف هنا لأهداف ليس من بينها تطوير كرة القدم والإرتقاء بالمرافق الرياضية، فحسن برقو حتى في إتحاد الكرة لم يتحدث عن إهتمام بالمباني والمعاني بقدر ما أنه إهتم بالشكليات وأصبح إستاف مكتبه يوازي بقية الإتحاد وإذا انخفض التكييف في مكتبه درجة واحدة تعلن الطواريء..!!
* نعود للإنتخابات الكارثية التي طرح نفسه خلالها، وكيف أنه لم يكن مرشحاً من المعسكرين ولكنه حصل على كل الأصوات التي شاركت ومحطماً الرقم القياسي في انتخابات فاحت منها رائحة روث البقر المختمر (الزبالة).. ولكن من غير الطبيعي أن تتبدل الأدوار بذلك الشكل المذهل وتنجح في العبور… إلا إذا أصيب الشعب السوداني بالزهايمر، والأدهى أن برقو ذاته وبكل ما مر بها من محطات يأتي ليلتقي برئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان وعدد كبير من وزراء الثورة ثم يتقمص روح الثورجية ليتحدث عن النظام البائد.. فالأمر هنا ربما هو تحول يجعله يتنفس الصعداء من قيود الماضي فينتقم لما جرى له من رفاق الأمس. ولكن رفاق الأمس، والذين هم (الدولة العميقة) اليوم لايمكن أن يتركوه يلهو ويقدم عروضه في السيرك الرياضي دون أن يدفعوا بما ينغص عليه ويعكر صفوه، ويبدل رائحة العطور الفرنسية الزائفة التي عمت المكان… فتحركت الأرض تحت هذه الإمبراطورية والكل يبحث عن (الحقيقة)، بدءاً تلك رفاق الأمس الذين وضعوا كل الملفات السرية والمخالفات في طاولة الإعلاميين.. وحتى خصومه الكثر في الرياضة، وأولئك الذين يتأثروا بهذه الإمبراطورية بعد أن فاحت روائحها ومن باع ومن اشترى، كلهم ثاروا اليوم ضده..
* بعضهم يقول: أنه قدم تضحيات كبيرة مع المنتخب الوطني، ولكن الواقع أنه أنفق الكثير من المال حتى يرسخ هذه القناعة عند الناس.. ولكن الحقيقة أن أفضل ما فعله برقو في فترته هذه شاهدناه وتابعناه عندما كان يشرف على المنتخبات أسامه عطا المنان، وفي عهده لعب منتخبنا الكان مرتين تجاوز في إحداها الدور الأول، وتأهل للمربع الذهبي في بطولات المحليين مرتين..!
سنعود
حواشي
* المقولة التأريخية المنسوبة للشيخ فرح ود تكتوك تقول: (خربانه دار الغش… أم بناياً قش)..!
* قلنا أن الحديث عن الفساد في الوسط الرياضي يفترض أن يحسم ونترك الثرثرة فيه ونجتهد في تشريعات تبريء ذمم الأبرياء وتدين المجرمين من قريب قبل أن يتحول الفساد نفسه إلى دولة لديها ما يحميها ومن يدافع عنها.
* إختبار النزاهه؟.. هل هذا الشيء موازٍ ل(جهاز كشف الكذب) مثلاً.. !!
* وصل المريخ ليلة أمس إلى القاهرة في أولى رحلات الفريق في عهد المجلس الجديد.. ومهما كانت النتيجة فإن الحقيقة التي يتوجب على كل مشجع مريخي معرفتها وأخذهافي الإعتبار أن الخراب كبير في هذا النادي ويحتاج لتضافر جهود الجميع وليس مجلس الإدارة فقط حتى يتجاوز النادي هذه الحقبة المزعجة.
* أذا اعتمد أنصار المريخ على ذلك الدور السلبي في هذه المرحلة فإنت النتيجة الحتمية ستكون فشل المجلس الحالي، وإذا حدث الإنهيار ستكون الكارثة بوجه آخر.
* من مميزات هذه الحقبة أن من خاضوا الإنتخابات وخسروها ظلوا مرابطين ومتحزمين في خدمة الكيان إكثر من بعض الذين فازوا..!!
* في تقديري أن أزمة المريخ الفعلية قد انتهت، وأن الوزيرة الولائية ليست طرفاً فيها حتى يتم تهديدها بالقتل من المهووسين… فالمخرجات الحالية تعكس نهاية مثالية لحقبة قلنا أنها كانت للنسيان..!!
* ليس ندماً على النظام البائد.. ولكن أزمة المريخ ماكانت لتصل مرحلة التعقيد إذا كانت في عهد الإنقاذ… والفرق بين الحكومتين أن الإنقاذيين كانوا يرون في الإستقرار الرياضي عمقاً يمكن أن يؤثر على الأجواء العامة في الدولة…!!
* الآن.. أنظروا معي لما أحدثته أزمة المريخ من شروخ في البنيان الإجتماعي السوداني.. بعد أن ارتفعت النبرة الجهوية والقبلية والعنصرية…!!