صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الذكري التاسعة لراحيل العم الفاضل الاسمر ….

170

راى حر

صلاح الاحمدى

الذكري التاسعة لراحيل العم الفاضل الاسمر ….

الدهشة والصدمة والحزن العميق كانت هى ردود الفعل التى صدرت من كل من عرف بموت عمنا الاديب الكبير والفنان التشكيلى والخطاط والرسام والمتطلع والمثقف الفاضل الاسمر ..
فلم يصدق احد ان الرجل الذى ملا الدنيا بالحكايات والطرائف والنوادر التى تدور فى عوالم مدهشة تمزج بين حكايات جداتنا وتفاصيل المهمشين والمستضعفين .وقدم الكثير للثقافة الصحفية ..
كان يلم الكل حوله بكرمه وسمح معشره لا تمل منه ابدا كان حنونا وعطوفا وجياشا لا يبخل عليك بنصيحة ولا سرد قصة من واقعه الذى عاشه حتى صار منظورا عند الكبير والصغير والوزير والغفير .
يموت بهذه البساطة — يستيقظ من نومه ليكتب ويطالع جميع الصحف .
فتهاجمه ازمة قلبية لعينة ويموت بكل بساطة ربما هى نفس فلسفته فى الحياة …
البساطة وعدم الجرى وراء شئ الزهدالغريب الكامن فى نفسه والبحث عن الدفء فى عيون طلابه فى الصحافة واصدقائه ومحبيه واجترار الاف الذكريات بمهارة مصور بارع وبريشة خطاط يافع وقارى جيد .يسلام عليك ياعمى الفاضل الاسمر حتى فى الموت بسيط وجميل كما عهدك الجميع ……
لااعرف من اين ابدا فمجرد ما علمت بوفاة عمى الفاضل الاسمر يوم 6مارس فجر الاربعاءوجدت كل من يعرفونه من المثقفين والادباء حزانى جدا عليه الصغار قبل الكبار وكل واحد منهم يحمل ذكريات مع الفنان التشكيلى والخطاط الراحل الذى كان محبا للجميع ولا يحمل ضغينة فى قلبه لاحد…..
عموما يظل عمنا الفاضل الاسمر له جوانب كثيرة يمكن الحديث عنها ربما اولها حب الاخرين له من اول لقاء واتذكر اول علاقة غير مباشرة معه كانت فى اوخر سنينه حيث كان يحدثنى عن عمنا ابراهيم فؤاد رحمه الله ويروى لى كيف كان لقاءه به فى وهو فى اهل الخرطوم وكرمهم واحترامهم المتبادل فى ذلك الوقت ..
لقد كانت استفادتى منه استفادة كبيرة وانا اخذ رايه كل جمعة فى اى موضوع صحفى اود ان اكتبه كان لا يمانع ابدا بل يسدى الى النصح كنا حوله وحتى بدا سرد ذكرياته الممتعة التى لا تزهق منها ابدا فهوحكاء ممتاز وياسرك بالحديث وكنت جالس بجواره اقرب الاقربين اليه منهم جميعا وبالقرب من صديق له ظل ملازما له طيلة عمره واستغربة من انصاته واعجابه بما يقوله صديقه ولما سالته لام تعرف تلك التفاصيل من قبل ؟قال لى الفاضل دايما عنده الجديد ليحكيه وحتى اذ حكى نفس الحكاية يحكيها بمزاق مختلف.
وعم الفاضللا الاسمر ليس كان فنانا تشكيليا وخطاطا فقط ولكن كان متعددالوجوه الابداعية لايقلد احد بل كان مبتكرا يعمل عمله بصدق خارج روحه وقلبه قبل عقله , قال عنه احد الكتاب ان الفاضل الاسمرمن عمل لعمل مثل الفراشة التى تمتص رحيق كل الزهور دون ان يفقد مهارته ومواهبه .
لم يكن فى ذهنه السعى للشهرة ولا المجد ولا الفلوس فقد كان عمله بالنسبة له هى الحياة ومع هذا جاءه كل شئ بل استطاع ان يسجل اسمه فى سجل الخالدين فى مجال عمله بما قدمه لوطنه السودان .
يبقى ان اتحدث عن جانب مهم فى شخصية عمنا الفاضل الاسمر وهو صرامته واعتزازه برايه البعيد عن الموالسة وحسابات المصالح وهو ما ادخله برغم من محبة الجميع له فى معارك وصدامات مع عدد من المثقفين ورفقاء الدرب …
الفاضل الاسمر من الشخصيات الودودة التى تشعر عندما تلتقى بها اول مرة كانك تعرفها منذ زمن ترفع التكليف وتتحدث بطلاقة دون ان تبعث الملل على من يستمع اليها …
كان محبا لوطنه عند ما يتحدث عنه ومخلصا لعمله ولا اصدقائه واحبائه وساعيا لنشر البهجة بينهم .
واجزم ا ننا سنفقد عمنا الفاضل الاسمر الرجل الذى احب الناس جميعا فبادلوه حبا اكبر وحزنوا عليه حزنا صادقا فمثل عم الفاضل الاسمر يصعب تعويضه وتكراره انسانيا وابداعيا وعزاؤنا كن يحكى حكايته وايام كفاحه المشهودة ….
هيبة لا تخزنى ما كان والدك يحتمل حزانك ربت على ظهر اخوتك اخبريها ان والدكم فى الجنان (جمع جنة)يا ياسمية رددى المفردات ولدك فى الجنان فى جنة الخلد والى جنة الخلد حملنا جثمانه الطاهر فى موكب سار اطول موكب من موكب عرسه زفه المحبون الى الحبيب عز وجل . ان يهبه الله خيرا من الدنيا اخرة .
وخيرا من داره دارا وخيرا من اهله اهلا وزوجا خير من

زوجه

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد