أفكار
محمد الجزولي
الهجوم يا موتا !
الظروف التي يلعب فيها الهلال والبرنامج الضاغط الذي حاصرته به لجنة المسابقات بشأن المباريات المؤجلة يجعل ما يحققه من نتائج مقبولاً عند السواد الاعظم لدى جماهيره.
اداء مباراة كل 72 ساعة وفي شهر رمضان وعلى نجيل صناعي، مرهق جداً للاعبين ويخصم من رصيدهم الفني ويجعلهم يقدمون ما فوق طاقتهم لذلك علينا أن نشكرهم ونشد من أزرهم.
في مباراة حي الوادي أمس الأول وخلال متابعتي للمباراة عبر الصفحة الرسمية للنادي على (فيسبوك) شاهدت سقوط عدد من لاعبي الهلال بسبب النجيل الصناعي لأنهم غير معتادون عليه وفقد معظمهم توازنه بشكل واضح.
واتوقع أن تتحسن طريقة تعاملهم مع النجيل الصناعي بمرور الايام لأن الفريق تبقت له ست مباريات وكلها على النجيل الصناعي وليس هناك مفر من التعاطي معه.
الا أن هناك نقطة يجب أن ننظر إليها بعين الاعتبار وتتعلق بالشق الهجومي لٍلهلال والذي أصبح الحلقة الأضعف في تشكيل الفريق.
الأمر لا يتعلق باللاعبين لأن الهلال يضم أفضل المهاجمين في الساحة ولا يستطيع كائن من كان التشكيك في قدرات الغربال وعيد مقدم وياسر مزمل ووليد الشعلة.
المشكلة الحقيقية تتمثل في التكتيك الخاص بالهجوم وعدم انتباه المدرب لتشكيل الزيادة العددية لحظة الهجمات المرتدة لأننا شاهدنا لحظة تقدم أحد الاجنحة بهجمة مرتدة فإن العدد المتواجد من الهلال داخل منطقة المنافس أحياناً يكون لاعباً واحداً أو لاعبين بالكثير.
مع أن الوضع الطبيعي يفرض تواجد 4 لاعبين داخل منطقة المنافس عند الهجمة و7 لاعبين عند تنفيذ الركلات الثابتة، وهذا ما افتقده الهلال الذي ظل يعاني في تحقيق الانتصار.
الحديث عن ان البناء يحتاج لزمن والمدرب لا زال يعالج في المشاكل التكتيكية للفريق يجب أن لا يجعلنا نفض الطرف عن هذه النقطة السلبية.
فالبرتغالي جواو موتا مطالباً بمعالجة العقم الهجومي الذي يعاني منه الفريق والتركيز في هذا الجانب بدلاً من ارهاق المهاجمين بالجري بلا فائدة.
عودة المهاجم لمساندة الدفاع لا يمكن أن تشل هجوم أي فريق وفي كبرى أندية العالم شاهدنا مهاجمين في قامة كريم بنزيما وفينيوس يعودان لمساندة دفاع الريال ولكنهم ينطلقان بالهجمة مثل السهام.
في مباراة حي الوادي أمس الأول قدم الهلال شوط أول أكثر من رائع كان ينقصه فقط تسجيل الأهداف، وبرغم من الوصول المتكرر لمرمى المنافس الا أن الهلال اكتفى بهدف واحد عن طريق الشعلة.
وعندما تسيطر وتضع منافسك تحت الضغط يجب أن تنوع طريقة اللعب وتعتمد على التسديد من خارج المنطقة، لتسجل أكثر من هدف، حتى لا تدخل في تجارب الشوط الثاني غير الجيدة مع الهلال.
في الشوط الثاني تغير الأداء بشكل واضح وبرغم من التبديلات التي اجراها موتا إلا أن ذلك لم يكون كافياً للسيطرة على صحوة حي الوادي الذي كان يبحث عن التعادل.
كما أطلت ظاهرة التمريرات الخاطئة برأسها من جديد بعد أن ودعها الهلال منذ فترة وفقد الوسط قوة وتميزه بسبب ابتعاد والي الدين بوغبا عن اجواء المباريات.
وكشفت المباراة أن المدافع الكاميروني بانغا يملك شخصية فنية غير موجودة في الهلال وهي الانقضاض القوي والتمرير الطويل المتقن وسيكون له شأن مع الفريق.
كما أن عيسى رمضان قدم نفسه بشكل جيد في الطرف الأيمن وتميز بالهدوء الرزانة والخروج السليم بالكرة من الدفاع للهجوم ولكنه يحتاح لفرص أكثر حتى يقدم المستوى المنتظر.
اضاعة ركلة جزاء لن تقلل من قيمة محمد عبدالرحمن كواحد من أخطر المهاجمين في أفريقيا، و لكن كان عليه أن يترك الكرة للنيجيري عابدول اجاجون الذي يتميز بدقة التسديد.
اعتقد أن وجود الحارس الكبير جمعة جينارو في مرمى حي الوادي نيالا كان سبباً مباشراً في نهاية المباراة بهدف واحد حيث قدم مباراة كبيرة وصد ركلة جزاء ولعب دور القائد بكل اقتدار.
خلاصة القول: الهلال حقق ما يريد من مواجهة الوادي ولكن على جواو موتا أن يركز في التدريبات القادمة على اتقان التكتيك الهجومي حتى ينهي هذا الهاجس الذي يؤرق اللاعبين قبل المشجعين.
وفي الختام.. ويبقى الهلال هو الهلال.. والسلام.