صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المنطقي الوسطي!!

428

راي حر

صلاح الاحمدى

المنطقي الوسطي!!

قالها الشاعر نزار قباني لا توجد منطقة اوسطي بين الجنة والنار
ولكنه لم يكن يتكلم عن اليوم الاخر بل تناول شان من شؤون هذه الدنيا المشاهدة وايضا قالها القاضي فى مسرحية شاهد ما شاف حاجة يا ابيض يا اسودالرمادي ده انا ما احبوش ولكن الدنيا فى غالبها المطلق الا مختلف درجات الرمادي ؟الابيض والاسود ما هما الا عملة نادرة الوجود هذا اذا لم نبالغ ونقول معدومة الرمادي ودرجاته هدم المنطقة الاوسطي التى تميز الحياة البشرية في كل تبدياتها وعلى اختلاف زمانها ومكانها ولكننا جميعا نتمايز فى درجات انكارنا لحقيقة وجود الرمادي وقبيلته او في حالة اكثر واقعية فاننا نبدي عدم محبتنا لهذه الحقيقة اي لا نتصالح معها بل نتعامل مع ما يدور فى رؤوسنا
ونحن فى السودان بجانب اننا نهوي اوطاننا فى حال الرحيل بعيد نتذكر خلاننا .احوج ما نكون الاعتراف بحقيقة الاوضاع الرمادية التى نعيشها وعليه خلق هذه المنطقة الوسطي بيننا لنلتقي عبرها وفيها وبالضرورة والبداهة لا اعني اية منطقة وسطي جغرافيا ولكنها منطقة نعمل على اقامتها فى افكارنا ووجداننا وتطلعاتتنا ومخاطباتنا
لانه ليس لدينا بعد الهويةا لتى نتفق على تعريفها بالحد الادنى ولا القراءة المشتركة للماضي بالصورة التى نستفيد من ايجابياته وتفادي سلبياته سويا وصار من الطبيعي ان نختلف علي كيفية تشكيل المستقبل ومن هم المهيئون منا لقيادة وتوجيه ذلك العمل فهناك مثلا المصطلح الذي يتداوله الكثيرون بعضهم بوعي واخرون بدونه .السودان الجديد الذي الخير العميم من نعيم مقيم وطرائف جديدة فى الحوار والتداول ومقابله السودان القديم الذي يعنى الظلم والفساد والسوءبل الخيانة ولا يقف الامر عند هذا الحد بل هناك تحديد واضح لمن هم قوي السودان الجديد ومنهم قوي السودان القديم وهذا سيناريوجديد لاعادة مسلسل الاقصاء والاستصال وبكل ما يقابله من الاقصاء المضاد والاستصال المضاد
وبدون تفاصيل حكمة السلف الما عندو قديم ما عندو جديد ولنعتبرها بغرض الجدل هنا من ارث همنا القديم الواجب الازاحة فى احسن الفروض او الازالة ان دعاء داعي الفداء
دعونا ننتظر امال تبني هذين المصطلحين الذين يحملان احكاما مسبقة واضحة على فئتينمن السودانين تم تصنيفها هذا التصنيف الذي ليس فيه اي جديد فى حد ذاته سوى الجهة التى اصدرت منه والتسمية التى خرج بها هذه المرة فذات قوي السودان القديم التى سميت بالطائفية زائد او ناقص البغيضة و الرجعية مرات اخر بل حتى هي اضحت اسم العلم للحزبية الضيقة مع الاعتراف بوجود احزاب حداثية تانئي بنفسها بعيدا عن هذه الحزبية الضيقة بشتي الطرق والوسائل اولها تصدر قائمة المسيئين لها وصولا الى القيام بالانقلابات التحوطية من شرورها حتي لانكون من زمرة العربية الضيقة التى تعني احزابا بعينها واذنيها وفهمها وليس سواها من احزاب او تنظيمات ديمقراطية ثم ماذا كان الحصاد من كل هذا
كان ان اضاع بعض السودانيين وقت كل السودانيين فى محاولة تجاوز واقع السودان وتركيباته وتجربته واستبداله بواقع مستمد من رؤاهم لانهم كانوا غير مهتمين بوجود للضمير والعقل او التجربة السودانية حينا او انهم لم يعرفوا بوجودها حينا او لانهم احتقروا شكل وجودها حينا اخر
فكانت ابدا اهازيجهم ورغباتتهم التى تردد رئيسنا هزم الرجعية هيلا هيلا وسحق الحزبية هيلا هيلا فجاءات هذه المهزومة والمسحوقة فهزمت وسحقت القائلين بذلك بقوة وسند واصوات الشعب وليس بقوة البندقية ولا من ابراج الدبابات وجاء الذين قالوا ان الحزبية الضيقة والطائفية البغيضة قد مضت الى غير رجعة وتتكرر المشاهد فمتى نعي الدروس؟
لا بديل لنا من المنطقة الوسطي هذه النى تقبل فيها جميعا على بعضنا البعض لنتعرف عن كثب على امالنا واحلامنا مخاوفنا وهواجسنا ولنري بعضنا البعض عن قرب لنكتشف اننا جميعا بشر وليس للاخرون منا ضنب او قرون وهي المنطقة الوسطي نتحاور ولا نتجادل نتفاكر ولا نكابر ونفاخر ننتقد اخطاءنا ونهدي عيوبنا ولا نشتم ونسئ لبعضنا البعض فقد شبعنا من الجدل والمكابرة والاساءات ولم تورثنا سوي الهوان والفقر والدمار ولنمضي بقوة في درب التصالح الوطنى فالفرصة امامنا متاحة والظروف يجب ان نعمل على تهيتها بوعينا وعملنا وعلمنا لنبني البنحلم بيه يوماتي

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد