هزة عنيفة

نبض الصفوة

امير عوض

هزة عنيفة

بالأمس، خسر المريخ نقطتين هامتين أضعفتا حظوظ الفريق في الصراع علي اللقب بعد إتساع الفارق بينه و بين الهلال.
المريخ، كرر التعادل للمرة الثالثة توالياً، و اللافت هذه المرة هو أن يتعادل الفريق مع متذيل ترتيب الدوري الخرطوم الوطني.
النتيجة أتت طبيعية و متسقة تماماً مع الأجواء الفنية و الادارية التي تكتنف مسيرة الفريق.
طبيعي أن يتعادل فريق و يهدر النقاط بعد أن سرحت إدارته جهازه الفني قبل أكثر من شهرين من الآن (19 مارس) و تركته بمدرب وطني – وحيد – بدون جهاز فني متكامل طيلة هذه الفترة الزمنية!!
جُرم إداري فادح، أدي لتدهور مستوي الفريق تحت قيادة ابراهومة الذي أصرّ هو الآخر علي التواجد في هذه الظروف الغريبة و قاسم بذلك الادارة في الوزر و التجني علي المريخ.
17 جولة بالتمام و الكمال أداها المريخ في بطولة الممتاز بمدير فني بلا معاونين و بلا معد بدني في ظاهرة لا تشبه المريخ و لا تشبه الأندية الكبيرة و لكنها تشبه النهج الاداري الفاشل الذي تعامل مع البطولة المحلية الاولي بكل استخفاف و استهتار.
نعم، فمنذ الوهلة الاولي تابعنا استخفافاً و استهواناً بالدوري لحظة ان قرروا إبتعاث (لاعبي الصف الثاني) لمبارتي الجولتين الأوائل.
و بعد ان تلطفت بهم الاقدار بعدم الخسارة في تلك الجولات و فقدان الفريق لفرصة التأهل عبر مجموعته الأفريقية توقعنا من الادارة إيلاء الدوري ما يلزم من الأهمية القصوي بصفته البطولة الأكبر المطروحة علي ساحة تنافس المريخ و لكن للاسف تواصل الاهمال و تركت الادارة ابراهومه يعمل بلا مساعدين و بلا معد بدني!!
النتائج الحالية حصاد طبيعي لما قدمته الادارة خلال شهرين من الصمت و التلكع و التفكير و المشاورات في الوقت الذي تمضي فيه وتيرة الدوري متسارعة لا تحفل بالعشوائية التي تمارسها إدارة المريخ.
النتيجة طبيعية.. و الجُرم مشترك بين ابراهومة و الادارة.. و عليهم الاعتراف بذلك و نقد انفسهم نقداً ذاتياً قبل الشروع في عقاب اللاعبين.
*نبضات متفرقة*
البطولات لا تتحقق بالعشوائية و السبهللية في التخطيط.
أيعقل أن يستمر فريق بقامة المريخ في منافسة بدون معد بدني مؤهل لمدة شهرين كاملين!!
لا يوجد فريق في الممتاز يقوده مدرب يعمل منفرداً بلا مساعدين!
في الهلال، منافسنا الأبرز، يتواجد جهاز فني متكامل و مستقر – برغم ضغوط الاعلام – و معد بدني و محلل أداء.
7 فنيين مختصين يعملون في الجهاز الفني لنادي الهلال الذي تتعامل إدارته بإحترافية و بمهنية عالية في كل ما يخص فريق كرة القدم مقابل مدرب وحيد في المريخ بلا مساعدين و لا معد أو محلل أداء!!
أبان المشاركة الأفريقية وضعت ادارتنا الفريق في معسكر محترم و استقدمت جهازاً فنياً متكاملاً و تعاقدت مع محلل أداء، و بمجرد تبخر الحلم الأفريقي بعثرت الادارة كامل الاستقرار الفني للفريق!!
ابراهومة، الذي قبل أن يعمل في هذه الظروف و تجاهل إكمال جهازه الفني و الاستعانة بأي مساعد وطني، شريك أساسي للادارة فيما وصل إليه الفريق حالياً.
المريخ الآن، فريق فاقد للشكل و الملامح و الجاهزية البدنية.
كلما اكتسبه الفريق في معسكر القاهرة تبخر الآن بفضل العشوائية و الاستهتار بعامل الزمن و عدم الاحترافية.
الادارة تفرغت للصراعات الداخلية و اهملت الفريق، و لولا جهود رئيس النادي لفارق المريخ مركز الوصافة قبل فترة.
فقدان النقاط علي ترتان (صبة) ملعب الخرطوم سيتكرر طالما إرتضيتم اللعب علي أسوأ ارضيات العالم.
الفريق يعج بالمصابين، و هذا الملعب سيزيد الطين بله في ظل عدم وجود معد بدني.
التونسي الغرايري حضر (بدون جهازه المعاون) بعد بداية الدورة الثانية و اشك في أن يسعفه الزمن لينقذ الفريق من حالة الضياع الحالية.
الرأي عندي أن يبدأ الفريق تجهيزاته للبطولة الأفريقية منذ الآن و أن لا يهتم كثيراً بصراع الدوري بعد التفريط المتكرر في النقاط.
*نبضة أخيرة*
الحصاد.. من جنس العمل.