صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المؤلم.. والأشد إيلاماً في المريخ..!!

1٬117

زووم

ابوعاقلة اماسا

المؤلم.. والأشد إيلاماً في المريخ..!!

* أشد ما يؤلم من واقع المريخ الأسيف، وما استجد في خارطة مجتمعه حديثاً أن هنالك من يجتهد ويخطط ويدعم بسخاء، ثم يذهب لفراشه وينام ليحلم براهن ومستقبل زاهر للنادي، مقابل من يهدر وقته ووقت غيره وشيء غير يسير من كرامة الكيان وتأريخه في صراعات ومشاحنات فارغة لا تخدم أي طرف من الأطراف، فأصبح المريخ على الدوام في حالة هيجان وصراعات ذات طابع شخصي وفراغ لا ينتهي، في حين لو سألت كل أبطال حلبات الصراع هذه عن رؤيتهم المستقبلية للخروج من الوحل الذي يعيشون فيه من سنوات لن تجد لديهم إجابة تشفي الغليل وتضع النقاط على الحروف الحائرة ويزيل الإستفهامات من المشهد.. والسؤال الملحاح: ماذا يريد هؤلاء؟.. أو ماهو الهدف النهائي من هذه الصراعات والروح الشيطانية والعدوانية التي تسود مجتمع المريخ وتتقمص أفراده؟.. هل يطمح الجميع في أن يكون نادٍ مستقر ومتطور ومنافس لنخبة الأندية في القارة أم هنالك أهداف أخرى لا نعرفها؟
* ضروري جداً أن نتوصل لإجابات على هذه الأسئلة كمدخل لأي قراءة في دفاتر الحاضر المريخي وحلول قادمة أو محتملة للأزمة الإدارية لأننا بالجد قد وصلنا مرحلة الملل القاتل، لأن ما يجري الآن يهدر الأموال الطائلة والأوقات الثمينة في اللاشيء، وهاهو حازم مصطفى قد أنفق ملايين الدولارات في عشرة أشهر دون أن نبلغ مستوى من الرضا والقناعة، ويسود السكينة والهدوء مجتمع النادي، حتى الذين ساهموا في وصول الرجل لرئاسة المريخ نجدهم أول من سارع لبث القلق والهرولة نحو الإستنتاجات العجيبة والتحليلات التي تقرأ الشطح والنطح في عناوينها الرئيسية..!!
* ومن قبل كانت الأموال الطائلة قد أنفقت في عهد جمال الوالي ولم نشهد تغييراً في سلوك القاعدة الجماهيرية في التعاطي مع القضايا، أو حتى تؤسس لعمل منظم يهدف لبناء حزمة من المفاهيم والمباديء.. مثل التمييز بين ما يحتمل الخلافات والإنقسامات من قضايا المريخ وما يمكن إعتباره من المصالح العليا التي يجب أن يجتمع ويعترف بها كل المريخاب صغيرهم وكبيرهم..!
* مازال مجتمع المريخ في حالة هيجان وتضارب تكفي لإرباك أقوى الشخصيات العالمية وأكثرها ثراءً وحنكة، عندما يصطدم بآلاف الآراء المتناقضة التي ترد يومياً عبر الوسائط والصحف عن ذات الفكرة دون أن تسود في المجتمع ثقافة إتاحة الفرصة للرأي الآخر.. وبالتالي لن يفيد تبديل مجالس الإدارات طالما أنها ستصطدم بذات السلبية والعدوانية.. ليس حازم مصطفى وجمال الوالي وإنما محمد بن سلمان وفلاديمير بوتن ومنصور بن زايد والشيخ تميم ومحمد بن راشد، كلهم لن يفلحوا في إخراج المريخ من وهدته ما لم نحدد بالظبط ماذا نريد.. ونجتهد قليلاً في تحسين بيئة العمل.
* ما يجري في المريخ الآن أرى فيه معظم ملامح ما كان يحدث في الموردة قبل إنهيارها وهبوطها.. أعلم أن البعض سيعترض على هذه المقاربة ولكن.. ماذا كان يحدث في الموردة؟.. أعيد لكم قراءة صفحة من تأريخ ما كان في ذلك النادي العريق قبل أن يهبط.. وقبل بداية السرد يجب أن نعرف أنه لم يكن أكثر المشائمين في الموردة والرياضيين يتوقع أن يتهدد الموردة يوماً ما بالهبوط.. ناهيك عن خبوطها وفشلها في العودة لسنوات..!!
* كانت الموردة من الأندية المستقرة، ذات الملامح الإجتماعية ذات الطابع الأسري قبل أن تتسرب إليها التغييرات في سلوك البعض، فانقسم النادي إلى مجموعتين، الأولى قيادية تدعم وتتصدى للمشاكل الكبيرة.. كان على رأسها في يوم من الأيام الرجل المحترم محمود محمود محمد الأمين حامد والرشيد ميرغني والريح دمباوي وغيرهم.. والفئة الأخرى كان تفتعل المشاكل وتسيء هؤلاء وتشتبك معها.. وعندما تفاقم الأمر غادرت المجموعة الأولى وتركت الحبل على الغارب للمجموعة الثانية فوقعت الواقعة والطامة..!!
* في المريخ.. وعلى أيام جمال الوالي إختلط الحابل بالنابل.. بين من ينتقد من أجل وجهة نظر محددة تطالب بالتصحيح من أجل الكيان، وبين من كان يسيء لشخص الرئيس مباشرة، وخلق ذلك نوعاً من الصراع الجانبي بين المدافعين والمهاجمين.. فكانت المعارك حول (شخص) بدون تركيز على الفكرة، وبعد 14 سنه غادر الوالي وبقي مجتمع المريخ في مشاكله، والآن تكالبت الشتائم والإنتقادات والأزمات المصنوعة على حازم.. وسيغادر الرجل طال الزمن أو قصر.. وتبقى أزمات المريخ في مكانها.. تتعقد أكثر مع مرور الوقت.. يتغير الأفراد وهي ثابتة بكامل ملامحها..!!
* لذلك.. أتمنى أن نحدد سقف مطالبنا من الرئيس قبل أن نختاره.. وأن نتفق على (رؤية) محددة لإدارة الأمور.. بدلاً عن التخبط وإختيار شخص لأنه ثري قبل أن نطالبه بأن يكون جو هافلانج بعد أن يصبح رئيساً..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد