أفكار
محمد الجزولي
معيار 6+5..!!
يحظى اجتماع لجنة المسابقات بعد غدٍ الثلاثاء، باهتمام كبير من قبل اندية الدوري الممتاز خاصة طرفا القمة (الهلال والمريخ) لأنه قد يشهد تعديل بعض لوائح المسابقة.
فالحديث أصبح كثيراً عن أن أحد اعضاء لجنة المسابقات ألمح للمقربين منه أنهم سيقومون بتعديل اللائحة الخاصة بمشاركة المحترفين الأجانب في مسابقة الدوري الممتاز ولكن ليس هناك شيئ مؤكد حتى الآن.
بعيداً عما يخرج به اجتماع الثلاثاء الذي يترأسه نائب رئيس لجنة المسابقات محمد حلفا يجب أن يكون هم الاتحاد واللجنة تحديداً هو تطوير مسابقة الدوري الممتاز.
فشهدت هذه المسابقة في السنوات الأخيرة تراجعاً مريعاً على كل المستويات وأصبحت منافسة غير جاذبة للرعاة وحتى الجماهير ومن ثم جاءت جائحة كورونا التي جعلت الدوري الممتاز شبيه بدورات الأحياء.
بعد عودة الجماهير للمدرجات آن الأوان لتعديل اللوائح وجعلها أكثر مرونة من أجل تطوير الدوري السوداني وجعله مشاهداً على نطاق أوسع مع البحث عن رعاة للدوري.
تحجيم مشاركة المحترفين الأجانب وحصرها في ثلاثة لاعبين فقط فيه ظلم للأندية خاصة الهلال والمريخ بعد أن تعاقد الناديان مع ما يقارب العشرة لاعبين أجانب.
قام الهلال بتجنيس النيجيري اجاجون والايفواري سينغوني، فيما جنس المريخ اثنين ايضاً، وسيشارك اللاعبون الأربعة كوطنيين إلا ان ذلك ليس كافياً لأن النظر إلى دوري أبطال افريقيا يختلف عن الدوري الممتاز.
لذلك يجب أن تعتمد لجنة المسابقات المقترح الذي قدمه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قبل سنوات باتباع معيار (6+5) في تشكيل المباريات حتى تحافظ الأندية على الهوية الوطنية.
يجب أن يطبق الاتحاد هذا المعيار ويفرض على الأندية مشاركة 6 لاعبين وطنيين في التشكيلة الأساسية وخمسة أجانب، واذا تم استبدال اجنبي من حق المدرب أن يدفع بأجنبي مكانه وكذا الحال للاعبين الوطنيين.
هذا المعيار سيحافظ على وجود اللاعبين الوطنيين في تشكيلة أي فريق، حتى في التبديل وقد يصل عدد اللاعبين الوطنيين الذين سيشاركون في مباراة واحدة إلى 9 ولن يكون هناك أي ضرر على المنتخب الوطني.
يستوجب أن يأتي المقترح من لجنة المسابقات أولاً ومن ثم يوافق عليه مجلس الاتحاد اذا كان هناك رغبة ورؤية لتطوير الدوري الممتاز مع دراسة التجربة بعد نهاية الموسم اذا حدث التطور يجب السير عليها وإذا لم يحدث يجب مراجعتها وليس التراجع عنها.
وقبل ذلك يجب إبعاد موال تكافؤ الفرص لأن الهلال والمريخ سيفوز أحدهما باللقب والثاني وصيف بدون أجانب وبالتالي فإن تأثر الأندية بمعيار (6+5) غير موجود على الإطلاق.
التطور الكبير الذي حدث في الكرة التنزانية كان بسبب فتح مشاركة المحترفين الأجانب مما ساعد في رفع مستوى الدوري هناك وأصبح مشاهداً على مستوى عالٍ.
بل إن الهلال استفاد اعلامياً على المستويين الإفريقي والعربي بعد التعاقدات القوية التي ابرمها في التسجيلات الأخيرة وجذب اهتمام الصحافيين في إفريقيا.
يملك الهلال مشروعاً طموحاً جعله يرفع عدد الأجانب في كشف الفريق إلى 9 من بينهم اجاجون وسينغوني المجنسان لذلك هناك 7 لاعبين آخرين يجب أن يجدوا فرصة المشاركة في مباريات الممتاز.
وبالتالي يجب أن يكون تشريع اللوائح التي تحكم مسابقة الدوري الممتاز أكثر مرونة بشأن مشاركة المحترفين الأجانب في المباريات وسيسهمون بكل تأكيد في تطوير الدوري.
خلاصة القول: إذا تعامل اعضاء لجنة المسابقات بروح وطنية بعيداً عن (هلال مريخ) سيكون الاجتماع تاريخياً وسيخرج بقرارات قوية، أما اذا تعاملوا بنظرية الانتماء الضيق فالمتضرر هو الكرة السودانية.
وفي الختام: تفاءلوا خيراً تجدوه.. والسلام