صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عند المحن تتكشف معادن الرجال.. قافلتان للمناقل ونهر النيل من حسن برقو بإسم الرياضيين

335

– أبوعاقله أماسا
* في المأتم الوطني الكبير، وفي سرادق العزاء وبينما يتوافد المعزيين أفراداً وجماعات، يركز أهل الفقيد في الوجوه التي تمر بهم.. ليس هنالك دفاتر للتوقيعات والتمام، ولا حائط يسجل فيه الحاضرين أسماءهم وتوقيعاتهم.. ولكن الذاكرة تحفظ كل من حضر..!
* هو نفس الشيء عندما يتعرض الوطن الكبير لمحنة كالسيول والأمطار، وتتحول عشرات القرى إلى أثر بعد عين، ويهيم الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال بلا مأوى في العراء يتوسدون الأرض ويلتحفون السماء، بلا مأكل وملبس وهم ينتظرون كرم الله ولطفه، ووقتها تفتح الدفاتر وتتلى الآيات القرآنية التي تحض على الإنفاق، (وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذرٍ فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار)..(مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله فمثلهم كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) صدق الله العظبم، ويسارع إلى مغفرة من ربه وجنة عرضها السموات والأرض، ويدون إسمه في دفاتر الحضور في هذا المحفل الإنساني الكبير من أراد الله به خيراً، ويقدم العون لأهلنا في المناقل وبقية مدن السودان التي انتكبت في هذا الخريف، ومن يتصدى ويغيث الثكلى والأطفال والضعفاء.
* السلطان حسن برقو إلتقط القفاز وتقدم الصفوف بقافلتين إحداها تتجه إلى ولاية نهر النيل ومنطقة بربر، والأخرى تسير نحو المناقل، تحمل المأكل والملبس والخيام والمشمعات، وكرياضي شعرت بالراحة والإنبساط من هذه المبادرة التي سيكون لها الأثر الجيد في عكس الوجه الحسن للرياضة والرياضيين.. ويكون الأخ الدكتور حسن برقو قد إستحق الإشادة والتقدير والعرفان وهو يقوم بدور عجز عنه الآلاف من رجال الأعمال من الرياضيين وغير الرياضيين.
* الوطن بخير.. طالما أن الناس فيه يشعرون بأوجاع بعضهم، ولكن ثمة حقائق يجب أن تذكر هنا، أولها أن هنالك ملايين من المقتدرين من السودانيين بالداخل والخارج.. ولكن عند الإنفاق والفزع لاتجد إلا القليل..
* رغم أنني لا أنتمي لمجموعة النهضة ولم أكن من بين داعميها يوماً، ولكن المبادرة أعجبتني فحرصت على حضور التدشين ووداع القافلتين وهما الآن في الطريق إلى حيث يتجمع المتضررون.. وما أعجبني أكثر أنه سيرها بإسم الرياضيين، وسوف يستقبلها هناك أيضاً الرياضيين.. وفي هذه رسالة بليغة لكل من لم يفهم يوماً أن الرياضة لها عمق إنساني وخيري جميل..
* الحفل الذي حضره نخبة طيبة من الرياضيين حوت مبادرات أخرى على هامش الإحتفال بالقافلتين ومنها تكريم ممثل مدينة الجنينة الحائز على بطولة المدارس على مستوى السودان..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد