لم يعد هناك وقت.. !

افياء
ايمن كبوش
لم يعد هناك وقت.. !

# قلت لهم: لم يعد لدينا وقت كافٍ.. للاجترار والتلاوم.. بعد ان عاد الفريق الى معقله بام درمان.. يجب ان نطرد جيوش الاحباط.. ان نبدد سحب القنوط لكي نفوت الفرصة على تلك الثعابين التي غادرت جحورها اخيرا بعد ان ظلت بداخلها طوال الشهور الماضية في انتظار هذه الخسارة العارضة.
# عودة المارد الازرق الى معقله.. تعني اول ما تعني.. اغلاق جميع الملفات التي يحتاج الحديث فيها وعنها لمساحة والى زمن، علينا الابقاء على ملف واحد فقط مفتوحا وهو ملف لقاء العودة المقرر الاحد المقبل بالمقبرة.. الاهتمام بهذا الملف يعني كذلك اعلان الطوارئ… واستنفار جميع المكونات الهلالية، الا من ابى، من احل اعادة سيناريوهات تلك الملاحم التي لا تنسى، مثل ملحمة نساروا.. وملحمة بترو الانجولي.. وملحمة الاهلي المصري الثلاثية.. قد تلاحظون، ايها الزُرق الاماجد، ان هذه الملاحم كلها، كانت تتحدث عن صولات وجولات افضل فريق هلالي، خلال العشرين سنة الماضية.. وقد جاءت جميعها بعد خسائر كبيرة مُني بها الهلال خارج ارضه، والملاحظة الابرز كذلك، ان هلال تلك الفترة، لم يحقق سوى انتصار وحيد في التمهيدي خارج ارضه مع تعادلين امام الزمالك والترجي الى ان خرج بفارق الاهداف امام النجم الساحلي في معركة نصف النهائي.
# ارتفاع ثقافة الانتصار خارج الارض في الاونة الاخيرة، وضعت لاعبي اليوم تحت ضغط رهيب، حيث يتعامل الجمهور الازرق مع هذه النتائج على اساس انها الحقيقة الوحيدة الموجودة في عالم كرة القدم.. وهي غير ذلك.
# أعود واقول ان تحميل المسئولة كاملة للمدرب واللاعبين، لن يعفينا من الإشارة إلى ناحية إيجابية مهمة.. تحسب لصالح المدرب ولاعبيه بطبيعة الحال.. وهي العودة الى اجواء اللقاء بعد شوط الانهيار والنسيان.. مع ان تقدم سان جورج قد جاء في الزمن الذي يمر فيه الهلال بمرحلة انعدام وزن وشرود.. ولكن يحمد للاعبين انهم لم يركنوا كثيرا لذلك الانهيار المفاجئ واستطاعوا أن يتماسكوا فلم تفتر رغبتهم في العودة ولا عزيمتهم في القتال حتى آخر نفس من عمر المباراة.
# اخيرا اقول ان الفريق الذي لا يقهر.. والفريق الذي لا يخسر ولا يتعادل.. لم يولد بعد لكي يعرفه عالم كرة القدم.. لذلك نقول ان خسارة الهلال على ملعب بحر دار.. نتيجة طبيعية وعادية ومقبولة بالنسبة لفريق لم يغادر بعد محطة حمى البدايات.. لذلك علينا أن نضع خسارتنا تلك، في اطارها الصحيح الذي يعبر عن حقيقة الاشياء ويفتح لنا نفاجا للتدبر والاعتبار وتعلم الدرس تحت شعار: “العترة بتصلح المشي”.