القمة.. ترقب وحذر في المعسكرين.. وصراع عقول كنغولي وبرازيلي..معنويات حمراء ودوافع زرقاء..

كورة سودانية – النور أحمد عبد الرحمن

مواجهة القمة الهلال والمريخ تعتبر عرس كروي في السودان من أهم المباريات في الموسم تبني عليها الآمال في كلا الجانبين حيث تستطع فيها نجوم ويكتب فيها ميلادهم وأحياناً أخرى تكتب لهم تأشيرة الخروج، لذلك ينتظرها جمهور العملاقين بفارق الصبر في كل موسم ليدعم كل أنصار فريقهم المحبب حتى تحقيق الإنتصار والاحتفال الذي يعقب الإنتصار فالفائز يحتفل بها لأيام وليالي، بينما الخاسر تلقي به في اتجاه آخر ويكون في نفق مظلم جداً بسبب تداعيات الهزيمة وثورة الجمهور، فالكل يترقب قمة الممتاز الخميس القادم والكل يطمح في أن تكون قمة في كل شئ من جانب الفريقين والجمهور وطاقم التحكيم الذي يدير المباراة حتي تخرج المباراة بالصورة التي تشرف قمة السودان.

المريخ .. معنويات عالية

يدخل فريق الكرة بنادي المريخ مباراة القمة القادمة وهو في حالة معنوية عالية بعد الاستقرار النسبي الذي شهده الفريق في الفترة الأخيرة على صعيد فريق الكرة حيث منذ اخر تعادل له أمام حيدوب النهود لم يفقد الفريق ااي نقطة أخري حقق ثلاث انتصارات متتالية جعلته قريب جداً من المنافسة على الصدارة والاقتراب أكثر من ااي وقت مضى منها، حيث يدخل المريخ القمة وهو في المركز الثالث برصيد “29” نقطة بفارق مباراة عن الهلال المتصدر ومباراتيين عن حي العرب صاحب الوصافة برصيد “32” نقطة، لذلك يدخل المريخ المباراة وهو في كامل الجاهزية والمعنويات لتحقيق الإنتصار وخطف الوصافة من السوكرتا والصدارة من الهلال حال تحقيق الفوز في المباراة المؤجلة للاحمر.

ريكاردو يعيد التوازن للاحمر

منذ توليه المسؤولة خلفاً للمدرب التونسي المقال غازي الغرايري أفلح البرازيلي ريكاردو في قيادة الدفة الفنية للمريخ باقتدار حيث حقق الإنتصار في جميع المباريات عدي تعادل وحيد أمام حيدوب النهود، ونجح المدرب البرازيلي في فرض شخصيته علي الفريق ونفض الغبار على كثير من النجوم الذين كانوا حبيسي دكة البدلاء في عهد الغرايري، ريكاردو سبق له أن عايش أجواء الديربي كثيراً وهو مدرباً للعملاقين، لذلك هو خبير بهذه المباريات ويعرف من أين تؤكل الكتف.

نجوم يراهن عليها المريخ

هنالك لاعبين دائماً تعول عليهم الجماهير كثيراً في مباريات القمة وتراهن جماهير المريخ كثيراً على خبرة القائد رمضان عجب في مثل هذه المباريات الكبيرة فالاعب من الهدافين في مباريات القمة وسبق له الوصول إلى الشباك الزرقاء وقيادة الفريق لتحقيق الإنتصار وهو صاحب هدف الفوز في آخر مباراة للقمة في بطولة الدوري الممتاز، هنالك أيضاً المهاجم الصاعد الجزولي نوح تعول عليه كثيراً جماهير الأحمر نسبة لغياب المهاجمين المميزين عن صفوف الفريق وهو من اللاعبين الموهوبين أصحاب البصمة والتأثير الواضح في نتائج مباريات المريخ الأخيرة حيث يمتلك اللاعب حساسية عالية مع الشباك وينتظره مستقبل كبير مع الساحرة المستديرة، هنالك أيضاً لاعب القمة المفضل لدي الجمهور الأحمر السماني الصاوي تراهن عليه كثيراً وهو الذي يملك سجل تهديفي رائع أمام الهلال بل يختفي في كل مباريات الموسم ويظهر في مباريات القمة فقط، تشهد القمة القادمة مشاركة نجم جديد تعول عليه جماهير كثيراً وهو صانع الألعاب الكولومبي برايان ادنسون الذي يقدم في مستويات متميزة جداً منذ تولي ريكاردو القيادة الفنية للاحمر ويمثل الكولومبي محور أداء الفريق الذي يرتكز عليه الفريق بصناعة اللعب للمهاجمين وتسجيل الأهداف حيث تتوق جماهير المريخ لتألق الكولومبي في هذه المباراة وقيادة فريقها للانتصار.

الهلال .. قلق وحذر

يدخل الهلال الي مباراة القمة القادمة وسط حالة من القلق والحذر تسيطر على الديار الزرقاء بعد تعثر الفريق في اخر مباراتين بالخسارة أمام اهلي الخرطوم والتعادل أمام كوبر البحراوي، هذه النتائج السلبية أدخلت الشكوك في المعسكر الأزرق وأصابت الجماهير بحالة من الذهول بعد النتائج والانتصارات المتتالية التي حققها الفريق والتي بلغت 11 فوزاً علي التوالي، حيث أظهرت المباراتين الأخيرتين خللاً كبيراً في المنظومة الدفاعية للهلال وحالة من عدم الإنضباط التكتيكي، فالفريق أصبح يعاني في محور الارتكاز ويلعب بخط دفاع مكشوف لكل الفريق يسهل اختراقه حيث ولجت شباك الهلال 5 أهداف في مباراتين فقط، لذلك يأمل جمهور الأزرق في معالجة الأخطاء سريعاً قبل مباراة القمة التي تمثل امتحان لنجوم الأزرق لإثبات بأنهم الأفضل علي مستوي السودان من كل النواحي، حيث لا تتوافر لفريق آخر غير الهلال نصف هذه المعينات من حيث الاستقرار الفني والإداري والصرف المالي والمحترفين الأجانب لذلك نجوم الهلال مطالبين بالارتقاء للمسؤولية وتقدير الشعار وتحقيق الإنتصار وإسعاد الأنصار.

فلوران في الامتحان

يدخل التقني الكونغولي فلوران ايبينغي اول مباراة قمة له في السودان بعد توليه الدفة الفنية للأزرق مطلع الموسم، ويتطلع لقيادة فريقه لتحقيق الإنتصار وكسب رهان الديربي الأول له، لكن سبق لفلوران أن كسب المريخ برباعية في مجموعات دوري الأبطال بملعب الهلال في موسم 2020 حينما كان مديراً فنياً لفيتا كلوب الكونغولي، حقق فلوران بداية مميزة مع الأزرق في هذا الموسم لم يشهده الأزرق منذ سنوات بتحقيق 11 انتصار علي التوالي وهو رقم يحسب للتقني الكونغولي، ولكنه سقط في الامتحان في آخر مباراتين وتعثر وفقد 5 نقاط غالية في مشوار الحفاظ على اللقب والابتعاد في صدارة المنافسة بفارق كبير عن أقرب منافسيه، لذلك سيعمل فلوران لترتيب أوراقه وإعادة النظر في بعض الأمور الفنية الخاصة بمباريات القمة لأنها مباريات ذات خصوصية كبيرة تحتاج إلى معاملة خاصة دائماً بعيداً عن الجاهزية الفنية لأي فريق كان، يمتلك فلوران من الخبرة الأفريقية الكثير ما يجعله يتجاوز امتحان القمة بنجاح.

نجوم يراهن عليها الهلال

يمتلك الهلال كوكبة من اميز اللاعبين سواء علي صعيد المحلين أو المحترفين لكن هنالك نجوم تمتلك خصوصة عند جمهور الأزرق وتراهن عليها دائماً في مباريات القمة، حيث تراهن علي الجناح الهجومي للهلال ياسر مزمل في مباريات القمة وهو الذي سبق له أن قاد الهلال لتحقيق الإنتصار علي المريخ في بطولة الدوري الممتاز ودوري الأبطال بأهدافه الحاسمة في الشباك الحمراء، وتراهن أيضاً على نجم الفريق وهدافه الغربال محمد عبد الرحمن الذي خبر مباريات القمة جيداً سواء بالشعار الأحمر أو الأزرق وهو من طينة اللاعبين الكبار الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف في مباريات القمة، تعول جماهير الهلال كثيراً علي هداف الدوري الممتاز في هذا الموسم القطار الكنغولي مكابي ليليبو لما يمتلكه من إمكانيات كبيرة جداً إذا سخرها لمصلحة المجموعة فالكنغولي لاعب يمتلك فنيات وسرعات كبيرة تجعله يتخطى بها ااي دفاع لذلك يظل الرهان عليه كبيراً في قيادة الأزرق لتحقيق الإنتصار، أيضاً هنالك الصغير الموهوب لامين جارجو هذا الفتي الذهبي يملك موهبة كبيرة جداً ودخل قلوب جماهير الهلال منذ الوهلة الأولى لما يمتلكه من مهارة كبيرة وقدرة كبيرة علي جمع وطرح مدافعي الخصوم لذلك يبقي الرهان على جاجو كبير جداً في قيادة الكتيبة الزرقاء لتحقيق الإنتصار.

دور الجمهور للفريقين

ينتظر جمهور الهلال والمريخ دوراً كبيراً في خروج المباراة الي بر الأمان وعكس صورة مشرفة عن الرياضة السودانية بالتشجيع الحضاري والاهازيج الجميلة وكل طرف يدعم فريقه بالطريقة التي يحبها بعيداً عن ااي تعصب أو مشاحنات لنخرج بمباراة قمة في كل النواحي التنظيمية والجماهيرية والفنية ويهنئ الجمهور الخاسر الجمهور الفائز بكل روح رياضية بعيداً عن إشعال الفتنة ومحاولة تخريب ملعب المباراة ااي كانت نتيجة المباراة لذلك ينبغي الإرتقاء الي رووح المحبة والسلام من جانب جمهور الفريقين.

دور الإعلام الرياضي

ينتظر الإعلام الرياضي دوراً كبيراً جداً في تهيئة الأجواء لتلعب مباراة القمة في أجواء أخوية طبيعية بعيداً عن ااي شحن وشد وجذب ومحاولة إثارة الجماهير لأي أعمال عنف أو شغب قد تؤدي إلى مالا يحمد عقباه، فالاعلام الرياضي رسالة سامية ينبغي على كل الوسائط المرئية والمسموعة والمقروءة أن ترتقي بالمهنية وتضع قالب القمة في صورتها الطبيعية التي تجعلها تخرج في أبهى صورة.

طاقم التحكيم مسؤولية كبيرة

ينتظر طاقم التحكيم الذي سيدير المباراة مهمة صعبة في إخراج المباراة الي بر الأمان، لذلك علي لجنة التحكيم اختيار طاقم التحكيم الأكثر جاهزية وخبرة لإدارة مثل هذه المباريات الحساسة، فصافرة الحكم ينبغي لها أن تكون منصفة وتعطي كل ذي حق حقه فقط بعيداً عن ااي شئ أخر، لذلك تقع مسؤولية كبيرة علي طاقم التحكيم للخروج بالقمة الي بر الأمان واتمنى ان يتوج طاقم التحكيم بنجوميتها من حيث الأداء لهم في هذه المباراة.