صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حول تصريحات البرهان..

431

مذاق الخروف

عماد الدين عمر الحسن

حول تصريحات البرهان..

 

لا يمكن لاي عاقل ان يفهم من تصريحات البرهان الاخيرة عن فض الاعتصام واعترافه بمسؤلية الدعم السريع عن تلك الجريمة الا بأنها تشمل ادانة واضحه له شخصيا ولكامل مجلسه العسكري ؛ فهو المسؤل الاول في ذلك الوقت عن الجيش والامن وعن البلد كلها ؛ وان تتحرك قوات بكل هذا العدد والعتاد الذي شارك في فض الاعتصام دون علم القيادة لهو المستحيل بعينه خاصة اذا كان مسرح حدوث ذلك امام قيادة الجيش التي اوصدت ابوابها في وجه من اراد الاحتماء داخلها .
فهو يعلم اذن ، وهي ليست نقطة خلاف ، لكن يبقي السؤال البديهي هو لماذا سكت كل هذه المدة ولم يشهد بقول الحق الا بعد اختلافه مع قائد الدعم السريع . والاجابة علي هذا السؤال لن تخرج باي حال من احد احتمالين : الثاني انه لم يقوي علي قول الحق وخاف علي نفسه من ردة فعل الطرف الاخر اذا ما اتهمه صراحة بذلك ، ونقول علي نفسه لان ما حدث بعد ذلك دل بوضوح علي أن أمن البلاد وسلامة الشعب لا تعنيه بشئ .
اما الاحتمال الاول فهو انه سكت علي جريمة فض الاعتصام لانه شريكا اصيلا فيها ، وهو احتمال يعضد منه تصريحات الكباشي الشهيرة التي قال فيها ومن ثم وجهنا تلك القوات بالتخطيط لفض الاعتصام ، كما يعزز منه ايضا ان البرهان كان قد نفي قبل ذلك واكثر من مره ان يكون لاي عضو من المجلس العسكري دورا في عملية فض الاعتصام ، وهو تضارب في غير مصلحة القائل ، لانه يدعو لعدم الثقة فيه من ناحية ، ولان نفي النفي اثبات من ناحية اخري كما هو معلوم .
وثمة نقطة اخري مثيرة للاهتمام وهي تصريحات رئيس لجنة التحقيق في جريمة فض الاعتصام عندما قال سنقارن بين تصريحات البرهان وبين شهادته امام اللجنة ، ولفظ المقارنة لا يقال الا عند وجود اختلافات مما يوحي انه شهد امام اللجنة بغير ما صرح به امام الاعلام .
عموما ، ايا كان من الاحتمالين هو الصواب تظل مسؤلية البرهان قائمة ويبقي مشاركا علي اقل تقدير بالتستر علي مجرم .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد