قناة الجزيرة ..وتناقضات البرهان…

مذاق الحروف

عماد الدين عمر الحسن

قناة الجزيرة ..وتناقضات البرهان…

كتبت في المقال السابق انه لا يمكن لاي عاقل ان يفهم من تصريحات البرهان الاخيرة عن فض الاعتصام واعترافه بمسؤلية الدعم السريع عن تلك الجريمة الا بأنها تمثل ادانة واضحه له شخصيا ولكامل مجلسه العسكري ؛ فارسل لي البعض مقطعا يتحدث فية صحفي ومحلل سوداني اعتادت قناة الجزيرة ان تفرضه عنوة علي المتابع السوداني يقول فيه انه لا يجد اي غرابة في التصريحات التي ادلي بها البرهان ، وانه لا تناقض بين ما ذكره الرجل وما كان يقوله من قبل وينفي به مشاركة اي عضو من المجلس العسكري في مجزرة فض الاعتصام – لانه هنا يمثل رأي رئيس الدوله وهو هنا يعبر بحكم وظيفته .
الحقيقة اني اجتهدت كثيرا لكي افهم تركيب جملته هذه فلم استطع ، خاصة بعد ان حاول المذيع المحترم احمد طه ان يراجعه ويذكره تصريحات سابقة للبرهان تناقض تماما الحالية ، لكنه كان يعود لنفس النقطة ويدعي انه يتحدث عن محاولات سابقة لفض الاعتصام ، فتكررت المراوغات بينهما ولم ينجح طه في انتزاع اي جملة منه يمكن ان تفيد المشاهد المسكين .
من ارسل لي المقطع خدم فكرتي دون ان يقصد ، فهو يرمي الي نفي مقالتي بانه لايمكن لعاقل الا ان يفهم تصريحات البرهان بانها ادانة واعتراف بالمشاركة ، فاراد ان يثبت لي ان هناك اراء اخري تخالف ما ذهبت اليه وارسل المقطع ليستدل به علي ذلك ، غير اني عندما قلت لايمكن لعاقل فالمعني عاقل نزيه امين غير منافق ، وهو ما لازلت اكرره فلا يمكن لكل من تتوفر فيه الصفات اعلاه الا ان يري اختلاف الاقوال نفاقا ، وتضارب التصريحات كذبا ، والتماهي مع الباطل باطل ، وفهم كل ذلك ليس عسير الا لمن كان اعسرا ، او اعيسر والله المستعان .
ثم نناشد قناة الجزيرة بالتدقيق عند انتقاء الضيوف ، والا تحصر نفسها في اسماء معينة من المحللين والكتاب تفرضهم علينا فرضا ، ودائما يكونون من مدرسة واحدة واصحاب رأي واحد دون منح الفرصة لمن يمثلون الراي الاخر رغم ان السودان غني بالاشراف من اصحاب الاقلام الحرة من غير المنحازين .