صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

(البابا الطيب عبد الله كتب شهادة ميلادي في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة)

113

نقطة …. وفاصلة
يعقوب حاج آدم

(البابا الطيب عبد الله كتب شهادة ميلادي في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة)

– اتذكر جيداً بداياتي الصحفية في منتصف السبعينيات الميلادية حيث تتلمذت على ايدي النقيب عمر عبد التام والأستاذ العلامة ميرغني عبد الرحيم أبو شنب في جريدة الايام طيب الله ثراهما وأذكر انني مكثت بين ظهرانيهما ثلاثة سنوات اتعلم أبجديات العمل الصحفي ولما أشتدت عودي وقوى ساعدي بعض الشئ انتقلت إلى صحيفة القوات المسلحة فرع التوجيه المعنوي طرف الأستاذ المهول المهني محمد محمود هساي والذي يعود اليه الفضل في صقل موهبتي الصحفية بالتوجيه والأرشاد واتاحة الفرص الواسعة والتي اعطتني مساحة كبيرة للصقل وتنمية القدرات فبرغم حداثة عهدي بالصحافة الرياضية كانت ثقته في شخصي كبيرة حيث كان يبعثني للتغطية الخارجية مع المصور البارع جاهوري ولن أنسى رحلتنا انا وجاهوري لمدينة الحصاحيصا رفقة فريق الهلال العاصمي في منافسات كاس السودان حيث نجحت بتوفيق الله في التغطية للرحلة بدرجة نالت رضى رئيس التحرير قلندر فزادت ثقة الزميل هساي في نفسي وقال بالحرف الواحد نحن سنعمل على ترسيمك كصحفي عامل بدل صحفي متعاون ولكن شريطة ان تجري لقاء مع البابا الطيب عبد الله رئيس رؤساء الهلال فكان ان تحمست للفكرة ظنا مني بأن اللقاء مع البابا سهلاً ميسورا مثله مثل كل اللقاءات الرياضية ولم أكن أدري أن الأستاذ هساي يختبر قدراتي في أستخلاص حوار من البابا الطيب لاسيما وهو في تلك الفترة كان معتكف عن الصحافة الرياضية وضارباً عزلة على نفسه ورافضاً لأي لقاء مع أي مطبوعة رياضية ولكن ولأن الأمر يتعلق بمستقبلي الصحفي فلم يكن أمامي سوى الأزعان للأمر فتوكلت على الله وحزمت أوراقي تحت أبطي وأنطلقت صوب حي المنشية في عصرية ساخنة امتطيت خلالها اكثر من دابة حتى وصلت لدار البابا العامرة وقد توخيت أن أداهم البابا في منزله بعيداً عن المكتب او النادي حتى لايصدني وبالفعل طرقت الباب فجاءني النادل وعرفته بشخصي بانني صحفي من جريدة القوات المسلحة أريد مقابلة البابا فكان أن امرني بالجلوس قي فناء الصالون الواسع ريثما يخطر البابا بمقدمي وبالفعل لم تمضي سوى 3 دقائق منذ جلوسي في الصابون الفسيح إلا وجاءني البابا بقامته الباسقة وطلعته البهية وسلم عليا بحرارة وقال لي تفضل ياابني ماذا تريد وكانت تلك هي المرة الاولى التي التقي فيها البابا الطيب فعرفته بنفسي وقلت له بأنني صحفي متعاون في جريدة القوات المسلحة وطلبوا مني حوار مع البابا كعربون لترسيمي كصحفي رسمي بالجريدة وهنا ابتسم الباب الطيب وقال لي أن رؤسائك وضعوك في امتحان كبير لانهم يعرفون بأنني عاكف عن الحديث للصحافة الرياضية منذ فترة ليست بالقصيرة ولكن تقديراً لمجيئك حتى داري في المنشية وتكبدك للمشاق فأنني لا امانع في اجراء الحوار معك وقال انظر لغرفة الأجتماعات التي امامك وكان بابها مشرعا على مصراعيه فقال لي ماذا ترى فيها قلت له أنني أرى مجموعة من الرجال قال لي هولاء وكلاء وزارات الداخلية في افريقيا ونحن في اجتماع منذ صلاة الضهر ولازلنا فهل انت مجهز أسئلة فقلت له نعم فقال لي عظيم اترك الأسئلة معي وموعدنا يوم غداً في دكان ود ملاح في السوق العربي وستجد الأسئلة جاهزة فشكرته ولما هممت بالخروج قال لي اين اوقفت سيارتك فقلت له أنني جئت راجلاً فقال لي مهلاً فتركني وخرج وعاد لي بعد هنيهة وقال لي حظك من السماء الدر شقيقتي في طريقها للخرطوم وستأخذك معها بسيارتها وبالفعل امتطيت السيارة مع السيدة الدر عبد الله المرأة الفاضلة ولما وصلنا عند منعرج مستشفى الخرطوم التعليمي قلت لها انا سانزل هنا فقالت لي لماذا قلت لها ان والدي منوم في المستشفى وأنا مرابض معه فقالت لي واجب علينا زيارته وبالفعل دخلت معي بسيارتها وتوقفنا في عنبر 6 جي حيث كان يتنوم والدي في ذلك الجناح فلما دخلنا سلمت على الوالد يرحمه الله وقالت له بكره ياحاج أنا انقلك للدرجه وفي غرفة خاصة بك فشكرها الوالد وثمن جهودها فما كان منها إلا ان كتبت لي مذكرة للدكتور امام دوليب مدير المستشفى في ذلك الوقت وهو طبيب الهلال وقالت له هذا المريض امره يهمنا وفي صبيحة اليوم التالي سلمت الورقة لسكرتير دكتور امام دوليب الذي قابلني هاشا باشا وامر على الفور بنقل والدي لعنابر الدرجة في غرفة خاصة،،

– ومن ثم ذهبت لدكان ود ملاح في السوق العربي حسب موعدي مع البابا الطيب فوجدته في انتظاري وفي معيته عدد من الاقطاب اذكر منهم الياس كردمان ووهبة مدير الكرة والريس صغيرون وصاحب الدار محمد احمد ملاح فكان ان تجاذبت معهم اطراف الحديث وتسلمت ردود الاسئلة من البابا وهرولت مسرعاً نحو مكاتب الجريدة في مبنى التوجيه المعنوي شارع الجامعة وشرعت في تبيض الحوار واعداده للنشر وسلمت المادة للاستاذ هساي حيث تم نشر الحوار صفحة كاملة ووضع له الاستاذ هساي العناوين البراقة فهو كان بارعاً في المانشتات العريضة فكان الحوار حديث الشارع الرياضي لفترة ليست بالقصيرة وتم بعدها ترسيمي كمساعد لرئيس القسم الرياضي الاستاذ محمد محمود هساي وظللت اعمل في القسم الرياضي لجريدة القوات المسلحة كنائب لرئيس القسم نجم النجوم الراحل امين زكي بعد ان تفرغ الاستاذ هساي للعمل في جريدة نجوم وكوكب المتخصصة وظللت بها حتى موعد رحيلي للمملكة العرييةالسعودية حيث تنقلت في صحف اليوم .. والندوة .. والرياضي .. والمدينة لاكثر من ربع قرن من عمر الزمان حيث تم تكريمي في نهاية المطاف من زملاء المهنة بقيادة الاستاذ جاسم الياقوت رئيس الاعلام الخارجي في المنطقة الشرقية ورئيس نادي القادسية من مدينة الخبر،،

((ومضة))
– وأيادي البابا الطيب عبد الله معي لم تتوقف عند حد معين فقد كان له موقف معي أبان زيارة نادي الهلال للدمام حيث اقمنا لهم في رابطة الهلال معسكر اعدادي في نادي القادسية على نفقة رابطة الهلال التي كان يترأسها عمنا الهلالي القح سيد احمد سلامة حيث تكفلت رابطة الهلال بالاعاشة والتنقل لمدة خمسة عشر يوما بينما تكرمت علينا إدارة القادسية بمقر المعسكرات في النادي وفي احدى المرات والبابا يجالس الأستاذ عبد العزيز الحوطي رئيس القادسية جئت للسلام عليهما فكان أن مسكني البابا من يدي وقال للحوطي الولد ده ولدنا فخلي بالك منه ومن يومها والاستاذ عبد العزيز الحوطي يخصني بالأخبار الحصرية من نادي القادسية بالدرجة التي جعلتني اتميز على كل الزملاء وافوز اكثر من مرة بجائزة الشهر للصحفي الأكثر تميزاً في الأخبار والتقارير والاستطلاعات،،

((فاصلة …. أخيرة))

– اللهم ربي ارحم عبدك البابا الطيب عبد الله وأنزل على قبره شأييب الرحمة والمغفرة وأسكنه الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء .. اللهم ربي مد له في قبره مد بصره وأجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنان، وأرحم شقيقته الدر عبد الله فقد كانت أمراة بقامة وطن،،

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد