صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

شمّينا ريحة (كأس العالم)

280

صٌابِنّها
محمد عبد الماجد

شمّينا ريحة (كأس العالم)

قلت من قبل إنّ أوضاع البلاد واشتعال الحرب وما خلّفته من خراب وتدمير، جعلنا نظن أنّ ولهنا بالكرة سوف ينتهي وأنّ شغفنا بالهلال سوف يقل، وكنا نحسب أنّ الكتابة في الرياضة أو مُجرّد الاهتمام بها أمرٌ لا يليق.
الناس في شنو؟
كورة شنو في الحرب دي؟
كنا بنخجل نجيب سيرة (الكورة) ونحن في هذه الظروف.
شُفعنا من صوت الرصاص بقوا زي كورس الفنان الشعبي!!
ينطِّطوا ويصفِّقوا بدون سبب.
كُنّا نعتقد أنّ مُتابعة المُباريات والسُّؤال عن النتيجة (رفاهية) لا نستحقها ونحن نمر بتلك الظروف الصّعبة، والموت يحصد في الأعزاء حتى إنه لم يترك لنا (فرقة) لضحكة أو ابتسامة عابرة.
في الأيام الماضية، رحل الزميل الأستاذ الصّحفي وسيد “دسك” الأخبار أسامة أبو شنب.. وهو شخصٌ مهما حكيت عنه فلن أعرف أن أقول عنه شيئاً.. إنسان آية من اللطف واللباقة والإنسانية.. تشتهي ونَستُو.. تحضرني الآن ابتسامته التي كانت على مدى (24) ساعة.
أسامة أبو شنب رحمة الله عليه مع تخصُّصه الدقيق في الصحافة السياسية، إلّا أنّه كان عاشقاً للهلال، يتابع أخباره ويُلاحق مبارياته.. يشبه في ذلك أستاذنا حيدر المكاشفي وأستاذنا بلّه علي عمر.
سوف افتقد أسامة أبو شنب اليوم.
جراحنا عريضة وحُزننا كبيرٌ.
أحسن نسكت وما نقول حاجة.
كوبري شمبات.
وخزان جبل أولياء.
والقائمة تطول.
الحُزن يضاير فينا متل عقاب السجائر. أو متل فناجين القهوة الفاضية.
صوت الرصاص وازيز الطائرات بلّد فينا الإحساس والشعور بالفرحة أو هكذا كُنّا نظن.
أمس في الحلة مات طفل خلعة من صوت الرصاص الذي أُطلق في مناسبة عرس.
مع ذلك ومع كل هذا الوجع، اتّضح لنا أنّ شغفنا بالكرة مازال قوياً.. فرحنا بانتصار المنتخب على المنتخب الكونغولي كما لم نفرح من قبل، شمّينا في ذلك الانتصار (ريحة كأس العالم)، وشعرنا أنّ الوصول لنهائيات كأس العالم ليس أمراً صعباً أو مُستحيلاً كما كما نظن.
نعرف أنّ الدرب طويلٌ وشاقٌ، وأنّ السنغال المرشح الأقوى للتأهُّل من مجموعة السودان، لكن مع ذلك يبقى الأمل، والطموح في التأهُّل حقاً مشروعاً للجميع.
بعد الحرب أو دعونا نقول في هذه الحرب، شغفنا بالهلال أصبح أكبر، ربما لأنّنا وجدنا في الهلال وكرة القدم شيئاً يجعلنا ننسى ولو لبعض الوقت حال البلد وظروف الحرب!!!
عندما يلعب الهلال ولو وديّاً نمسك التلفون ونقيف في الباب وندخل ونمرق.. والموية تخنقنا.. والساعة مرة نشوفها جارية ومرة لا.
أعصابنا ما بتستحمل أىِّ شئ في الهلال.. افتكرنا أنّ جلدنا بقى تخين من الرصاص البقع قِدّامنا.. أتارينا لسّه بوله الهلال وأكتر.
يمين وقت الهلال يكون عنده مباراة، الرصاص بنعاين ليه زي (البلح).
او زي (النبق). ولا بنشتغل بيه.
نقع ونقوم عادي.
في الموسم الماضي، فرحنا فرحاً كبيراً بتأهُّل الهلال لمرحلة المجموعات على حساب سانت جورج الإثيوبي ويانغ أفريكا المُرشّح لجائزة أفضل فريق أفريقي في الموسم الذي أقصاه الهلال من بطولة الأندية الأفريقية للأبطال.
وكانت سعادتنا كبيرة ونحن نهزم الأهلي المصري ونتعادل مع صن داونز ونفوز على القطن الكاميروني ذهاباً وإياباً.
الشناوي بعد هدف (الشمس) مُرشّحٌ لجـائزة أحسن حارس!!
عدم موضوع بس.
نعم أحسن حارس ما بشوف.
عشنا سعادة حقيقية في الموسم الماضي وشرّفنا الهلال.
لكن سعادتنا بالهلال في هذا الموسم أكبر، لأنّ البلاد تمر بمنعرجٍ خطيرٍ، والمنتخب والهلال وحدهما من يمنحان الفرح.
أنا ما عارف المريخاب عايشين كيف في الظروف دي؟!
فرحة المريخاب بقت فقط في تسديد أموال غارزيتو.
وصول الهلال لمرحلة المجموعات في هذه الظروف إنجازٌ.
شُكراً جميلاً للهلال.
اليوم ننتظر فرحة قادمة من أنغولا.. نحلم بالنقاط الثلاث.
بالزي الجديد او القديم ما شرط.
إذا أراد الهلال أن يتأهّل عليه أن ينتصر اليوم.
نقول يا رب.
ندرك أنّ فريق بترو أتلتيكو ما ساهل، وأنّ الهلال يلعب بدون منافسة، ولكن نتوقّع فوز الهلال.. نحلم بذلك ونتمنّى أن يُحقِّق لنا الله ذلك.
محتاجين لفرحة.
محتاجين لانتصار الهلال، عشان نمرق شوية من هذه الحرب.
نشم الهواء.
نشوف العافية.
ونضوق للدنيا طعم.
قبل مباراة السودان والكونغو الديمقراطية، كُنّا نتخوّف من التأثير السلبي للمباراة على الهلال ولاعبيه، خاصّةً إذا انتهت المباراة بخسارة المُنتخب، كان ذلك سوف يُؤثِّر بشكل كبير على لاعبي الهلال في افتتاحية مباريات مرحلة المجموعات عندما يُواجهون فريق بترو أتلتيكو الأنغولي، إضافةً إلى إرهاق السفر، حيث تنقّل لاعبو الهلال من ليبيا إلى مصر ومنها إلى إثيوبيا في طريقهم إلى أنغولا.
مَــرّ لاعبو الهلال بأربعة مطارات قبل الوصول لمقر الفريق في العاصمة الأنغولية.
المدير الفني للهلال الكونغولي فلوران كان قد أشار في تصريحات سابقة للصفحة الرسمية للنادي من تخوفه من انضمام لاعبيه قبل (72) ساعة من المباراة.
لكن فيما يبدو أنّ تأثير المباراة على الهلال سوف يكون إيجابياً بعد الدفعة المعنوية القوية التي منحها المنتخب للهلال بعد الانتصار على المنتخب الكونغولي وتصدر المنتخب السوداني لمجموعته، إلى جانب المنتخب السنغالي الذي يتفوّق على المنتخب السوداني فقط بالأهداف.
تألق لاعبو الهلال مع المنتخب، منح جماهير الهلال وأظن أنّ الجهاز الفني ولاعبيه أيضاً منح الطمأنينة والثقة وقد كان الهلال في حاجة إلى تلك الثقة.. والفوز بجيب الفوز، وانتصار المنتخب السوداني مقدمة إن شاء الله لانتصار الهلال اليوم.
فَقَدَ الهلال لاعبه إرنق وخسره بسبب الإصابة التي تعرض لها اللاعب مع المنتخب، وهي خسارة لا ننكرها على الهلال ومع تأكيدنا على أهمية إرنق في دفاع الهلال، إلّا أنّ الإصابة تبقى (قدرية)، ويمكن أن يتعرّض لها اللاعب في التمرين.
إصابة إرنق يفترض أن تكون منحت الجهاز الفني للهلال ومجلس إدارته تنبيهاً أو تحذيراً، لأنّ الهلال في حاجة إلى إضافة مدافع وهذا أمرٌ متاحٌ في الوقت الحالي، ونرجو أن يتدارك الهلال الأمر ويضيف لكشوفاته مدافعاً جديداً وإن كان وطنيّاً.. الهلال يعاني (عددياً) دعك من (نسبياً) من نقص في المدافعين، لذلك نتمنى أن تكون إصابة إرنق قد جعلت الهلال ينتبه للنقص الدفاعي الذي يُعاني منه، ليس في هذا الموسم، ولكن في المواسم السابقة كلها.
في الهلال هنالك (12) محترفاً يلعب منهم في قلب الدفاع لاعبٌ واحدٌ.
أعود إلى مباراة المنتخب وأقول إنّ من فوائد هذه المباراة على الهلال إنّها منحت خمسة عناصر أساسية من الهلال إذا استثنينا إرنق، فرصة الاحتكاك واللعب الدولي، وهذا أمرٌ يفتقده الهلال.
هل تتخيّلوا أنّ الهلال في خلال (7) أشهر لعب مباراتين رسميتين؟! فقد واجه الهلال فريق أول أغسطس الأنغولي ذهاباً وإياباً ولم يلعب الهلال مباراة رسمية منذ مباراتي الصفاقسي التونسي في البطولة العربية.
الهلال لعب مباريات ودية تقارب العشرين مباراة، ولكن المباريات الودية لا تعطي الفورمة التي تمنحها المباريات الرسمية، لذلك اختلف مع فلوران ولا أشاركه تخوُّفه الذي أشرنا إليه، وأقول إنّ الفائدة عظيمة من مشاركة خمسة عناصر أساسية من الهلال أمام المنتخب الأنغولي، كما شارك بعضهم أمام منتخب توغو، وقد تعادل المنتخب في المباراة الأولى وانتصر في المباراة الثانية.
كذلك لا ننسى مشاركة الموريتاني (خادم) مع منتخب بلاده في مباراتين، ومشاركة البورندي (جان كلود) مع منتخب بلاده أيضاً في مباراتين، ليرتفع عدد لاعبي الهلال الدوليين الذين شاركوا مع منتخبات بلادهم إلى سبعة لاعبين، وأعتقد أنّ تواجد هذا السباعي في تشكيلة الهلال اليوم سوف يمنحه قوة كبيرة.
فريق بترو أتلتيكو الذي سوف يُواجه الهلال، لعب في الدوري المحلي الأنغولي حوالي خمس مباريات، كما لعب مباراتين من الوزن الثقيل في الدوري الأفريقي أمام صن داونز، لذلك جاهزيته البدنية سوف تكون أكبر من جاهزية الهلال الذي اكتفى بالمعسكرات والمباريات الودية لدور المجموعات.
….
متاريس
غايتو شمّينا ريحة كأس العالم.
عاوزين نشوف المنتخب في نهائيات كأس العالم.
وعاوزين نشوف الهلال في كأس العالم للاندية.
فوز الهلال اليوم يعني تأهُّله من مرحلة المجموعات.
نقول يا رب.
قولوا إن شاء الله.
ما عندنا ليها تفسير غير كدا.
بكرة نلاقيكم بفرحة طن.
نخلِّيكم.

ترس أخير: عشمنا في الله كبير.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد