نقطة …. وفاصلة
يعقوب حاج آدم
((فنانين أخر زمن !!!!!))
– لك أن تتخيل عزيزي القارئ بأن أصوات الرصاص والدانات والكلاكنشوف والراجمات تحصد أرواح الأبرياء من أهلنا السودانيين البسطاء القابعين داخل أسوار منازلهم رافضين فكرة التهجير داخل حدود المعمورة أو خارجها ولك أن تتخيل عزيزي القارئ ان بين هولاء الناس المؤمنين بتراب الوطن من يبيت ليلته على الكفاف إلا من قطعة خبز ناشفة أو صحن قراصة بالسكر أو محلى بالزيت ايا كان نوع ذلك الزيت أو بقطعة كيكة صغيرة لاتسد الرمق بسبب ضيق ذات اليد ونفاذ المخزون المالي،،
– ولك ان تتخيل كل تلك الصور المآساوية التي يعيشها أبناء وطني في خضم هذه الحرب العبثية الملعونة وفي نفس الوقت تأتي أخبار القاهرة قاهرة المعز لدين الله تحمل بين طياتها انغماس فناني الغفلة من المطربين السودانيين في الحفلات الغنائية الراقصة على احزان الوطن بلا واعز من ضمير ويتقاضون من خلالها مبالغ دولارية يصل نصيب الفنان فيها إلى مايقارب آل 100 ألف جنيه مصري أي مايعادل 10 ألف ريال سعودي لقد حكى لي عريس متواضع القدرات واكد لي بأنه قد قصد فنان معروف في الساحة للاتفاق معه لأحياء حفل غنائي أواخر شهر نوفمبر الجاري بمناسبة زواجه ولكنه تفاجأ بالرقم الخرافي الذي حدده مدير أعماله كعربون لأحياء الحفل والذي وصل إلى 120 ألف جنيه مصري تصوروا يااحباب مبلغ مثل هذا لأحياء حفل لايستغرق ثلاثة ساعات ليه يافنان الغفلة انت قايل نفسك وردي ولا ود الامين ولا كابلي ولا أبن البادية ولا إبراهيم عوض ولا الكاشف ولا أم كلثوم أو أسمهان أنت مجرد غناي صنعتك الظروف في غفلة من عمر الزمان ولم يكن امام محدثي إلا أن اتجه لاحدى القونات والتي اكتفت بمبلغ 30 ألف مصري لأحياء الحفل ،،
– وبصرف النظر عن المبلغ الخرافي الذي طلبه ذلك الفنان المغرور وبصرف النظر عن روح التعالي التي ابداها الفنان ومدير أعماله فأننا نطرح السؤال الأهم وهو مايتعلق بروح الوطنية والأنسانية المعدومة عند هولاء الفنانيين فكيف تطيب لهم النفس ان يتراقصوا ويقيموا الافراح والليالي الملاح على جثث الحزانى والمقهورين من بني وطني وكأن الأمر لايعنيهم لا من قريب او من بعيد فهل نسى هولاء وأولئك من الراقصين على انقاض الموتى والجرحى أن في السودان جرح نازف لم يندمل بعد فكيف يطيب لهولاء الفنانيين المارقين عن كل القيم والاعراف والتقاليد السودانية أن تتفتح أساريرهم وتبتهج قلوبهم وأفئدتهم لأحياء الحفلات والرقص على جثث الحزانى وجروح الأيتام أنه لأمر يندي له الجبين خجلاً ان ينفصل الفن والفنانيين عن قضايا امتهم فيمارسوا حياتهم العادية خارج حدود المعمورة وكأن الامر لايعنيهم انه لشئ محزن بكل المقاييس وليت اتحاد الفنانين بقيادة عرابه عبد القادر سالم تكوم له كلمة فاصلة وصوت مسموع في هذا الصدد لكي يؤكدوا لكل ذي عين بصيرة بأن ماتقوم به هذه الفئة المريضة من فناني الفغلة لاتمثل اتحاد الفنانين بأي حال من الأحوال،،
((ومضة))
– تحية هذا الصباح نرسلها لسماحة الشيخ الوقور علي السراج أبو المبارك شيخ السراريج وهو يتقبل اعتذار الشيح الأمين عمر الأمين الذي ارسله عبر الأسافير لشيخ علي السراج ممتناً بأفضال شيخ علي مسيد شيخ الامين وحيرانه ومعترفاً في تواضع جم بكل أيادي شيخ علي الخيرية في تعليم حيران المسيد وتبصيرهم بامور دينهم والأخذ بيدهم حتى شبوا عن الطوق وتعلموا الكثير من امور دينهم وهم ينهلوا من علم شيخ علي وبحوره الواسعة في طريق النور والهداية … لقد أسعدتني تلك الجزئية من اعتذار شيخ الامين لشيخه وقبول شيخ علي لذلك الاعتذار الممهور بعين الرضى التي هي عن كل عيب كليلة فكم انت كبير ياشيخ الامين وكم انت حليم ياشيخ علي وأنت تعفو عند المقدرة فكلاكما شيخ علي وشيخ الأمين عينان في رأس المشايخ في عموم أهل السودان أطال الله في أعماركما ونفع الامة بغذير علومكما،
((دبوس))
– بوست حزين ومؤسف تداولته اواصر التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين لمواطن مصري يقوم بضرب مقيم سوداني في احدى أحياء القاهرة بصورة وحشية بلا رحمة ولاهوادة وسط صراخ وعويل من بناته وزوجته والمارة يتفرجون على تلك المسرحية المآساوية ولا احد يمتلك الشجاعة لأيقاف الضرب على المقيم السوداني الطاعن في السن لقد كان ذلك المشهد محزناً بكل المقاييس انتفت فيه النخوة عند كل من شاهد ذلك المنظر المآساوي وكل ذلك بسبب هذه الحرب اللعينة المشئومة التي جلبت للسودانيين الوبال وأذلت شعبنا الأبي داخل حدود المعمورة وخارجها لابارك الله في من اشعل الحرب وساهم في ايقاد نيرانها وأصر على أستمراها لقتل ماتبقى من شهامة السودانيين وكرامتهم !!؟؟
((فاصلة …. أخيرة))
– نحن نحتاج إلى فنانين شرفاء لديهم الاحساس بالوطن والمواطن لايقدمون مصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن والمواطن امثال الفنان الفخيم كمال ترباس ذلك الفنان الذي ينبض قلبه بحب الوطن واهله حيث يحفظ التاريخ المعاصر له عدد من المواقف الأنسانية التي تدل علي نبل هذا الرجل وانسانيته وتفاعله مع مجريات الأحداث التي تمر علي المجتمع السوداني فكم من حفل ارتبط به الفنان كمال ترباس وأخذ عربونه ورفض ترباس الغناء في ذلك الحفل بسبب بعض الظروف الانسانية الطارئة بل ويصر ترباس على أعادة عربوم الحفل لأصحاب الحفل مع اعتذار شديد اللهجة وغيرها كثير من المواقف لهذا الفنان الفخيم في رعاية عدد من الأسر المتعففة والتي ارهقها شظف العيش وقسوة الحياة فأين أولئك اللاهثين خلف المادة بلا وازع من ضمير من هذا الهرم الغنائي الشامخ !!؟؟؟؟؟