غيض من فيض
خلف الله أبومنذر
الجنرالات وجنون المنابر
# واحدة من المصائب التي ألمت ببلاد ملتقى النيلين الحبيبة وألحقت بها وبشعبها الطيب الكريم السمح المتسامح أبلغ الأضر هي جنون المنابر الذى ظل ملازما لقادة الغفلة ومسؤولي الزمن الزفر الذين ما ان صعدوا لمنبر الا وأطلقوا العنان لألسنتهم الفالتة لتخرج أوضارها وتسيء بساقط القول وفاحشه للآخرين في الداخل والخارج وتلاحقهم بالاتهامات وتجرهم جرا الى ساحة النزال ( أمريكا تحت جزمتي ) # جنون المنابر الذى ظل ملازما للأنظمة العسكرية القمعية دفع ثمنه شعبنا في عهود حكم العسكر الغاشم ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر في عهد الفريق ابراهيم عبود ( رحمه الله ) فقد السودان وشعبه وبدون مقابل أراض شاسعة وواسعة من مدينة حلفا وذهبت الأرض بنيلها ونخيلها ، تبرها وترابها ، ثرواتها وخيراتها لبناء خزان السد العالي لصالح مصر وهام سكان الوادي على وجوههم .
# في عهد المشير جعفر نميري ( رحمه الله ) وبمناسبة العيد الأول لانقلابه الأسود ومن داخل استاد الخرطوم وبحضور ضيفي البلاد عبدالناصر والقذافي ( رحمهما الله ) تملك جنون المنابر المشير وأصدر قراره الأحمق الكارثي بتأميم ومصادرة مؤسسات ومصانع وطنية وشركات وبنوك أجنبية ، ولم تسلم مؤسسات وشركات وطنية صغيرة من القرار ، وكانت السبب الأول والمباشر في هجرة رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية معا الى خارج السودان ليصبح مناخ الاستثمار في السودان حار جاف غير آمن في كل المواسم ، وكانت بداية أمراض الاقتصاد السوداني وتراجع الجنيه أمام بقية العملات .
# ظل جنون المنابر ولقرابة الثلاثين عاما ملازما لمشير السوء والسيئات المخلوع البشير الذى أورد السودان وشعبه موارد الهلاك بالقرارات الحمقاء الرعناء والجرائم المخزية والفساد المخجل والحروب العبثية التي أشعلها في معظم مدن وقرى البلاد على مدى ثلاثين عاما وراح ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء الوطن الأبرياء ، ويكفي قراره الأحمق الأرعن بتكوين مليشيا الدعم السريع لتحميه وتقاتل انابة عن الجيش وظل يفخر ويفاخر بها عن جهل وغباء .
# بالأمس والعالم يتنادى من كل فج عميق لإنقاذ الملايين من شعب السودان الذين أصبحوا بين مطرقة المجاعة التي تهدد بسلب حياة نصف سكان البلاد وسندان الحرب العبثية ، ويناشد العون للملايين الذين هاموا على وجوههم ما بين معسكرات النزوح واللجوء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويطوى اضلع أطفالهم الطوى ولا يجدون اللقمة التي تسد الرمق ولا جرعة الماء التي تطفئ الظمأ
# في هذا الوقت العصيب الكئيب خرج الجنرال ياسر العطا مساعد قائد الجيش وفي لحظة من لحظات جنون المنابر خطب في نفر من منسوبي ثكنة عسكرية ليعلن انهم ماضون في الحرب مهما كانت التكلفة وان استمرت لمائة عام حتى يقيض الله لهم كسر شوكة التمرد .
# لا جناح على الجنرالات ان تمسكوا بمواصلة القتال لمائة عام أو كما قال الجنرال العطا ، لأنهم لا يستشعرون نتائج الحرب الكارثية على البلاد والعباد ، ولا خوف على حياة ومستقبل أسرهم وأولادهم الذين غادروا البلاد قبل اندلاع الحرب ليطيب لهم المقام في قصور منيفة في تركيا وقطر ومصر وغيرها من البلدان ، يأكلون ما لذ وطاب من الطعام ويتلقون العلم في أرقي المدارس والجامعات من أموال الشعب الذى فتكت به المجاعة والدانات وحمم الطائرات .
# ولا خوف على الجنرالات الذين يراهنون على استمرار الحرب لمائة عام لانهم يقيمون في مناطق آمنة ولا يتحركون الا لمناطق آمنة ووسط حراسة مشددة تصد عنهم العدى والردى كما يظنون .
غيض
# ظل السودان لسوء حظ شعبه ولعقود أسيرا لجنون المنابر الذى يتملك الحكام العسكريين الطغاة الذين فرطوا في أشياء ولم يحافظوا على شيء وضاعت أراضي عزيزة من حلفا بنيلها ونخيلها ، تبرها وترابها ، ثرواتها وحضارتها وخيراتها ولازال جنون المنابر مستمر
# جنون المنابر سدد طعنة نجلاء للاقتصاد بقانون تأميم ومصادرة الشركات والمصانع والمؤسسات الوطنية والأجنبية حتى الصغيرة ( مكتبة سودان بوكشب وسينما كلوزيوم ) ليتسبب القانون الذى شرع من غير دراسة أو فهم في هروب رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية في ظل مناخ استثمار حار جاف طيلة شهور السنة وكانت بداية رهق وارهاق ومعناة الاقتصاد السوداني وأمراض العملة الوطنية .
# أما مشير السوء والسيئات المخلوع فقد ذهب به جنون المنابر الى فصل جنوب البلاد وتكوين مليشيا الدعم السريع لتنوب عنه في اشعال الحروب في كل بقاع البلاد وتقتل وتسحل وتحرق وتغتصب .
# جنون المنابر عندما تملك البرهان وهو داخل سلاح المدرعات أعلن وهو بكامل قواه العقلية ( كما اظن من غير اثم ) انه سيحرر حلايب وشلاتين وسيرفع علم السودان في المنطقتين عنوة واقتدارا .
# تصدقوا بعد شهر من لحظة جنون المنابر الذى تملك الجنرال وقع ذات الجنرال اتفاقية مع الجيش المصري قضت بتصدير اللحوم والأبقار الحية للجيش المصري ومنحه آلاف الأفدنة الزراعية .
# يعني الود عايز يأكلهم شية وكفتة ودمعة وبعدين يحاربهم .
# لن تضع الحرب أوزارها ما لم يتحرر قادة الجيش وعلى رأسهم البرهان من قبضة أنصار النظام الفاسد البائد واعنى الكيزان أخوان الشيطان الذين أشعلوا الحرب لأنها آخر الأوراق للعودة للسلطة .
متعك الله بالصحة والعافيه يا استاذ كلامك عين الحقيقة ولكن الاختر من العسكر الكيزان الذين يخربون يوميا في ارضنا قاتلهم الله