مذاق الحروف
عماد الدين عمر الحسن
وشهد شاهد من أهلهم…
لا شبهة عندنا ولا ادني شك – أن الذي أشعل الحرب في البلاد وشتت العباد هم زبانية المؤتمر الوطني وحثالة من يسمّون أنفسهم بالاسلاميين والاسلام منهم براء ، ولكن عندما يأتي التاكيد علي ذلك من داخل تنظيمهم النتن ، ومن واحد من أبرز قادتهم لهو أقرب الي التصديق .
وزير داخلية الانقاذ السابق ، والقيادي بحزب المؤتمر الوطني المحلول ابراهيم محمود صرح قبل ايام أنهم حاولوا إثناء علي كرتي واسامه عبدالله – القياديان بالحزب المجرم – عن قرار الحرب ولكنهم فشلوا ، وأن الحرب لم تكن احدي خياراتهم لولا إصرار المذكورين عليها ، وهو اعتراف يقدح في الاتهامات الجائرة التي طالت قوي الحرية والتغيير دون ذنب ولا دليل سوي جهودها المستمرة في محاولات ايقاف الحرب .
قائد الدعم السريع كان قد صرّح من قبل واتهم الحزب المجرم باشعال الحرب دون الجيش ، بل انه حدد ذات الاسماء التي ذكرها ابراهيم محمود ، وهذا التطابق في الاقوال بين طرفين متناقضين وخصمين يثبت صحة الرواية ويؤكدها ، غير أن بعض أصحاب العقول المغلقة من جماعة البلابسة لن يصدقوا ولو خرج عليهم علي كرتي نفسه مقرا بمسؤليته عن الحرب .
هذه الحرب يرفضها غالب اهل السودان ، وخاصة المتواجدين بالداخل منهم ، كل الذين يتعرضون للموت والشتات والجوع وهتك الأعراض كل يوم ، كل الذين غادروا منازلهم واتجهوا الي المنازح في المناطق الامنة ليتعرضوا هنالك للجشع والابتزاز ، هولاء لن تجد بينهم من يتمني استمرار الحرب دقيقة واحده . لن تجد بينهم من يقول بل بس ؛ فهذه الكلمة تسمعها – بل تقرؤها في الوسائط عبر مشاركات الذين يرفهون في النعيم في مصر او تركيا او اي مكان خارج السودان …