زووم
ابوعاقلة اماسا
إحترموا الأمل وتأريخه..!!
* عندما صعد الأمل عطبرة إلى الدوري الممتاز للمرة الأولى في تأريخه، وخاض أولى مواسمه ٢٠٠٣، كان كالمولود الذي رأى النور بأسنانه لأنه شكل إضافة حقيقية لقائمة الكبار، وأصبحت عطبرة في خارطة الكرة السودانية كماهي (محطة الوطن الكبير)، نتسابق إليها للحصول على متعة مشاهدة المباريات بإستادها.. فهي متعة تبدأ بصخب وشغف الجماهير والحراك الذي تحدثه في كل المباريات والتفاعل الكبير للمدينة عامة والأملاوية خاصة، حتى أصبح جمهور الأمل من بين الجماهير التي تعطي الدوري نكهته المميزة وكرة القدم متعتها وأسباب عشقها..!
* نادي الأمل مؤسسة عريقة، وركن مهم من أركان الكرة السودانية من بداية الألفية وحتى الآن، حتى في أسوأ مواسمه كانت نتائجه مؤثرة في تتويج البطل وهبوط من يهبط، وعلى الصعيد الإداري ظل النادي يقدم في كل مرة نماذجاً وأسماء ناضجة ومحترمة منحت النادي سمعة ومكانة كبيرة بحسن التفكير والتدبير والتعامل مع الغير..!
* صحيح أن النادي قد خسر جهود رئيسه التأريخي وأحد أميز رؤساء الممتاز في العشرين سنة الأخيرة بوفاة طيب الذكر مولانا جمال حسن سعيد، ولكننا كنا نتوقع من إتحاد الكرة وقفة إحترام وتقدير مع هذا النادي العريق حتى يتجاوز أزماته الإدارية وخلافاته ويحقق الإستقرار المنشود، ولكن ماحدث الآن أن الخلافات الإدارية قد تفاقمت وتمددت بعد أن أصبح بعض أعضاء الإتحاد من الخائضين فيها بإزدواجية لا تخطئها العين، وبدلاً أن يكون مفتاح الحل على أساس أنه المسؤول الأول عن كرة القدم في البلاد أصبح بعض منسوبيه يجنحون إلى الفتنة، وأصبحوا جزءً أصيلاً من أصول الأزمة ومغاليقها، كما كان في أكثر من سابقة مماثلة مصدراً للزعزعة..!
* الجمعية العمومية لنادي الأمل، وهي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في تحديد مسار النادي واختيار من يمثلونه لإدارة شؤون النادي إنابة عنهم قالت كلمتها وانتخبت مجلساً للإدارة بحسب متابعتنا، وما كان تدخل الإتحاد بعد ذلك محموداً.. كما وأنه غير مرغوب فيه ولا ضروري.. لأنه وبحسب السوابق كان سبباً مباشراً في إنتكاسة عدد من الأندية والإتحادات كماذكرت، وطرف ثالث حقيقي في أكثر من موقف، ولعب دوراً سالباً عبر عدد من الإداريين غير المحايدين يعلمهم حتى رئيس الإتحاد المتساهل.. وهذا ما حدث في الأمل بعد أن أصدر الإتحاد قراراً لا يستطيع تبريره بتشكيل لجنة تطبيع قفز به فوق حقوق الجمعية العمومية صاحبة الحق والكلمة، وبتبرير ملتوي نشتم منه رائحة أجندة إنتخابية مفضوحة..!!
* بحسب التجارب والمعطبات فإن الأملاوية قادرون على تجاوز مشاكلهم من داخل جمعيتهم العمومية، وما كان مطلوباً من إتحاد الكرة ولجنته القانونية قبلاً إلا أن تطلب الجلوس مع الطرفين المتنازعين لفهم تفاصيل المشكلة وحل العقدة فيها بطرح الحلول بالتراضي.. ولكن موقف بعض الأفراد في الإتحاد من هذه القضية وبصراحة غير بريء، وتظهر فيها شبهات تواطؤ وإزدواج معايير، وهو ما لا يؤهلهم لتقديم الحلول ولعب الدور الإيجابي، وكلنا يعلم أن تشكيل لجنة تطبيع ومحاولة فرضها على النادي رغماً عن أنف أعضاء الجمعية العمومية أمر مستحيل وسيؤدي إلى أزمات وتعقيدات لن تنتهي إلا بهزيمة في محكمة (كاس)..!!
حواشي
* بعضهم يقول أن إستقلالية أعضاء الإتحاد ليست مطلقة.. وأرى أن هؤلاء يسوقون القضية نحو التسويف الواضح بحثاً عن ثغرات لدس أنوف المتطفلين في شأن هو (ألف- باء)الديمقراطية فالتدخل في الغالب يتم برغبة الأطراف المتنازعة والأوضح هنا أنه لا مجال لتجاهل الجمعية وفرض أشياء من خيالات المتآمرين..!!
* إقحام الإتحاد السوداني لكرة القدم في أتون هذه الأزمة يقلل من شأنه تماماً وينال من مكانته وهيبته ومقدراته.. لأن القرار سيقود إلى صراع عنيف وسجالات وتهاتر.. فهل هذا الأمر يليق بمن هو منوط بتحقيق الإستقرار للكرة السودانية؟
* الأسلوب الذي يتدخل به إتحاد كرة القدم في شؤون الأندية يظل هو (عقدة المنشار).. لأن بعض أعضاءه غارقين كطرف أصيل في المشكلة، وغير ملتزمين بحيادية الإتحاد، ومن هنا حدث الخلل ولهذا السبب ستناهض كل قرارات الإتحاد لتشكيل لجان للأندية والإتحادات المحلية..!!
* أطفال رياض الأطفال أصبحوا على علم بأن الإتحاد يحارب كل من لم يصوت له في الإنتخابات أو يميل للطرف المنافس والمناويء.. وأن الإنتخابات لم تعد كما كانت في السابق تنتهي بإعلان نتائجها..!
* لجنة تطبيع رغماً عن أنف الجمعية العمومية وتحدثوننا عن حق الإتحاد في التدخل؟
* المشكلة الأساسية وراء أزمات كل الأندية الكبيرة-الجماهيرية منها خاصة- أن أنصارها يتجاهلون مسألة العضوية وضرورة تنشيطها لتكون هي قاعدة القرار وتلعب دور المجلس التشريعي أو والجهة التشريعية، وعندما تنعقد وتكتمل الإنتخابات وتعلن النتائج يتحدث البعض حتى غير الأعضاء عن ضعف المجلس وعدم أحقية الفائزين.. مع أنهم فوتوا فرصة المشاركة وإختيار من يرونه مناسباً..!!
* هذا السلوك يدل على الجهل التام بالمسألة الديمقراطية وأنماط الممارسات السليمة للبناء الديمقراطي.. فالهدف من ذلك هو الوصول لقرارات أو نتائج انتخابات بناءً على رأي الأغلبية.. والقواعد تقوم في الغالب على النصف زائداً واحد للترجيح وتحديد الفائز في الحد الأدنى، ولا توجد لوائح تقوم على أن يحصل أي مجلس منتخب على ١٠٠٪ من الأصوات..!!
* نحتاج لتوطين ثقافة القبول بنائج الإنتخابات التي نشارك فيها على أية حال طالما أننا ارتضينا بالمشاركة فيها..!