هلال وظلال
عبد المنعم هلال
أثر النقد القاسي على أداء اللاعبين ومستوياتهم
ـ الرياضة وخاصة كرة القدم ليست مجرد لعبة بل هي ميدان يعكس التحدي والعمل الجماعي واللاعبون هم العمود الفقري لكل فريق ورغم كل الجهود التي يبذلونها على أرض الملعب فإنهم أحياناً يتعرضون لنقد قاس يؤثر سلباً على أدائهم ومستواهم ويصبح الأمر أكثر إيلاماً حين يأتي هذا النقد من جماهيرهم الذين من المفترض أن يكونوا الداعمين الأوائل.
ـ النقد الجارح لا يبني اللاعبين ولا يعزز من مستواهم بل يسهم في تحطيمهم والخصوم هم المستفيدون الوحيدون من تدمير لاعبينا وفقدان ثقتهم بأنفسهم فاللاعب المهزوز نفسياً لا يمكن أن يقدم كل ما لديه على أرض الملعب.
ـ من المهم أن نتذكر أن هؤلاء اللاعبين هم بشر قبل أن يكونوا رياضيين يشعرون بالألم والضغط خاصة في ظل الظروف القاسية التي يمر بها السودان بسبب الحرب ويجب أن نقف بجانبهم في اللحظات الصعبة وليس فقط في الانتصارات.
ـ اللاعبون خاصة في فترات تدني المستوى يحتاجون إلى الدعم والتشجيع أكثر من أي وقت مضى فهم جزء من النادي ويمثلون الشعار الذي نفخر به جميعاً.
ـ نعم هناك لاعبين يمرون بفترات انخفاض في المستوى مثل فارس الذي بات يشكل ثغرة في دفاع الهلال ولكن بدلاً من توجيه الانتقادات اللاذعة له يجب علينا الوقوف معه وتحفيزه لاستعادة مستواه المعهود.
ـ النقد البناء ضروري لتحسين أداء اللاعبين لكنه يجب أن يكون محترماً ومبنياً على أسس فنية واضحة وليس مجرد انفعالات أو هجمات غير مبررة.
ـ لاعبو الهلال ليسوا فوق النقد ولكن هناك فرق بين النقد البناء الذي يسعى لتحسين الأداء، والنقد الهدام الذي يكسر الروح ويفقد اللاعبين ثقتهم.
ـ من يرتدي شعار الهلال يستحق كل التقدير والاحترام وعلينا كمشجعين أن نكون الدرع الذي يحمي لاعبينا من سهام الخصوم.
ـ علينا أن نتذكر أن النقد هو سلاح ذو حدين يمكن أن يُستخدم لتصحيح الأخطاء وتحفيز اللاعبين على التحسن أو أن يتحول إلى معول هدم يدمر ثقتهم ويضعف من أدائهم لذا يجب أن نكون حذرين في كيفية استخدامنا لهذا السلاح وأن نضع نصب أعيننا أن دعم لاعبينا في الأوقات الصعبة هو ما يصنع الفرق بين الفريق المنتصر والفريق الذي ينهار أمام الضغط.
ـ الهلال يخوض في هذه الأيام أشرس النزالات في بطولة الأندية الأفريقية الأبطال حيث المنافسة قوية والتحديات جسيمة في مثل هذه اللحظات يصبح دعم الفريق واللاعبين أمراً لا غنى عنه فالفريق لا يحتاج إلى النقد اللاذع أو الهجوم المتواصل بل إلى التشجيع والوقوف إلى جانبه في أصعب الظروف.
ـ على عكس جماهير الهلال تقف جماهير المريخ مع لاعبيها بصبر ومساندة وتشجعهم مهما تراجع مستواهم وتتعامل معهم بلين ورفق هذا هو النوع من الدعم الذي نطمح لرؤيته.
ـ اللاعبون يبذلون جهوداً جبارة على أرض الملعب يواجهون خصوماً أقوياء في ظروف تنافسية عالية وما يحتاجونه الآن هو ثقة الجماهير لأن الثقة هي الوقود الذي يدفع اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم.
ـ كسر المقاديف والهجوم عليهم في هذا الوقت الحساس لن يجلب إلا الإحباط والتراجع إن الرصاصات التي تطلقها منصات النقد الجارحة تضعف الروح القتالية للفريق وتزيد من فرصة الخصوم في التفوق.
ـ النقد له مكانه وأوقاته ولكن حين يكون الفريق في معترك مثل بطولة الأندية الأفريقية الأبطال يجب أن يكون النقد بناءً وموجهاً نحو التحسين والبناء السليم لا الهدم.
ـ الهلال والمريخ يمثلان الوطن وجماهيره وكل نجاح يحققانه على أرض الملعب هو انتصار لنا جميعاً.
ـ في المباريات الكبيرة قد يتعرض اللاعبون لضغوط شديدة تؤدي إلى أخطاء أو تدني في الأداء لكن من المهم أن نكون على وعي بأن هذه الأخطاء جزء من اللعبة ولا يمكن أن نطالب اللاعبين بالكمال في كل مباراة بل المطلوب هو السعي الدائم للتطور والوقوف معهم في اللحظات الصعبة.
ـ عندما يمر اللاعب بفترة من التدني علينا تشجيعه وتحفيزه للعودة إلى مستواه الطبيعي لا أن نقسو عليه ونجعل من أخطائه مادة للنقد الجارح.
ـ الهلال هذه الأيام في مواجهات شرسة تحتاج إلى تكاتف الجميع: اللاعبين، الإدارة، والجماهير. المشجع الحقيقي هو من يقف خلف فريقه في السراء والضراء ومن يدفع لاعبيه للأمام بتشجيعه ودعمه لا من يحبطهم بكلماته القاسية، نحن بحاجة إلى روح إيجابية تدفع اللاعبين لبذل المزيد من الجهد.
ـ الهلال في هذه البطولة يحتاج منا أكثر من أي وقت مضى أن نكون سنداً للاعبين وأن نتجاوز عن الأخطاء العابرة.
ـ البطولة الأفريقية ليست بالأمر السهل لكنها فرصة عظيمة للهلال لتحقيق إنجاز كبير، دعونا نكون صفاً واحداً خلف فريقنا ونترك النقد غير المجدي جانباً لأن الأهم الآن هو الانتصار ودعم لاعبينا في مشوارهم الصعب.
ظل أخير
نحن خلفك يا هلال في النزال
نحن درعك في الشدة والقتال
نحن معك في النصر والهزيمة
نزرع فيك القوة والعزيمة
تشجيعنا لك ليس له حدود
في القلب أنت وفي الروح موجود
لاعبوك الأبطال في كل مكان
يستحقون الحب والامتنان