صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

قمة وسط الغمة

96

هلال وظلال
عبد المنعم هلال

قمة وسط الغمة

الهلال والمريخ في مواجهة تاريخية بموريتانيا

في خضم أجواء مليئة بالتوتر والحرب يتجدد اللقاء الذي لطالما حبس أنفاس عشاق الكرة السودانية ولكن هذه المرة تحت ظروف غير مألوفة تماماً لقاء الهلال والمريخ قمة الكرة السودانية يقام لأول مرة في دوري يقام بعيداً عن أرض الوطن في موريتانيا وفي ظروف استثنائية للغاية.
ـ هذه المباراة ليست مجرد مواجهة رياضية بل فرصة للهروب من واقع الحرب والفرقة ولو للحظات حيث تنتظر الجماهير السودانية أن تترجم هذه القمة إلى لحظات من المتعة والتميز.
ـ السؤال الذي يطرح نفسه هل تغيرت طريقة التشجيع وسط جماهير الفريقين بعد الحرب ..؟ وهل ما زالت العصبية الرياضية قائمة أم أن ما يمر به السودان قد غيّر الأولويات ..؟ قد تكون هذه المباراة اختباراً حقيقياً لمعرفة ما إذا كان التشجيع قد تطور ليصبح أكثر نضجاً ورقياً بعيداً عن العصبية التي لطالما ميزت لقاءات القمة.
ـ الجماهير هذه المرة بعيدة عن مسرح الأحداث والمباراة تلعب في أرض محايدة مما قد يخفف من حدة التوتر ويضفي على المباراة روحاً رياضية أفضل.
ـ لأول مرة في تاريخ مباريات القمة سيتم تطبيق تقنيية الفار (حكم الفيديو المساعد) وهي خطوة جديدة قد تسهم في تعزيز نزاهة اللقاء وتقليل الجدل الذي طالما أثير حول قرارات التحكيم هذه الخطوة تأتي لتضيف بعداً تقنياً جديداً يعكس التطور في الكرة السودانية ويواكب الاتجاهات العالمية في إدارة المباريات.
ـ كما أن المباراة تلعب في دوري بعيد تماماً عن الدوري السوداني في بيئة جديدة ووسط جمهور مختلف وهذه الأجواء قد توفر للاعبين فرصة للتركيز بشكل أكبر على الأداء بعيداً عن الضغوط المعتادة التي يفرضها الشد والجذب المحلي بين جماهير الفريقين.
ـ من الناحية الفنية يدخل الهلال اللقاء وهو مهدد بفقدان خدمات ظهيره الموريتاني دياو بسبب الإصابة في مباراة لمنتخب بلاده ومن المتوقع أن يتم تعويضه باللاعب فارس.
ـ كما هي العادة في مباريات القمة فإن التوقعات عادة ما تنقلب رأساً على عقب حيث لا تخضع مثل هذه المباريات لمنطق التحضيرات أو الجاهزية فكثيراً ما شاهدنا الفرق الأقل ترشيحاً تخرج منتصرة في مثل هذه المواجهات.
ـ بالنسبة للجانب التكتيكي يواجه الفريقان تحدياً جديداً يتمثل في ضرورة الالتزام بلوائح الدوري الموريتاني التي تسمح بمشاركة خمسة لاعبين أجانب فقط وهذا يعني أن مدربي الفريقين سيحتاجان إلى إجراء بعض التعديلات على تشكيلتيهما لضمان التوازن بين اللاعبين المحليين والأجانب.
ـ الدفة الفنية للفريقين تحت قيادة طواقم أجنبية وهو عامل قد يضيف بعداً آخر للمباراة. المدربون الأجانب للهلال والمريخ لديهم الخبرة والتكتيكات العالمية التي يمكن أن تصنع الفارق في مثل هذه المواجهات المهمة ولكن ورغم ذلك، فإن طبيعة مباراة القمة السودانية تختلف تماماً عن غيرها لأنها تحمل معها الكثير من العواطف والتاريخ بين الفريقين والسؤال هنا هو هل ستتمكن هذه الطواقم الأجنبية من إدارة هذه المباراة بما يتناسب مع حساسيتها الكبيرة في نفوس الجماهير السودانية ..؟
ـ على الرغم من الأزمة التي تمر بها البلاد فإن الكرة السودانية استضاعت العودة للواجهة القارية مؤخراً عبر انتصارات المنتخب الوطني مما يؤدي إلى دفعة معنوية كبيرة للفريقين.
ـ انتعشت آمال الجماهير السودانية برؤية الكرة المحلية تنافس على المستوى القاري مجدداً مما يضع مسؤولية كبيرة على عاتق الهلال والمريخ لتقديم أداء يليق بهذه السمعة المتجددة.
ـ بعيداً عن المعاناة اليومية للحرب وتبعاتها المأساوية قد تكون هذه المباراة فرصة لجماهير الفريقين وللسودانيين بشكل عام للتمتع بلحظات من الفرح والتركيز على الرياضة التي تجمع الجميع وليس الهدف من هذه القمة فقط تحديد الفائز بل أيضاً تقديم مباراة تليق بسمعة الكرة السودانية وتجسد روح المنافسة الشريفة بعيداً عن العصبية التقليدية.
ـ في نهاية المطاف تبقى قمة الهلال والمريخ حدثاً استثنائياً يجمع عشاق كرة القدم السودانية حتى في أحلك الظروف والجميع في انتظار مباراة تحمل في طياتها كل مقومات الإثارة والتشويق وربما تمنح الجماهير السودانية متنفساً من واقع الحرب المرير.
ـ الأمل أن تنجح هذه المباراة في تذكير الجميع بأن الكرة قد تكون رمزاً للوحدة والتسامح وليس فقط للمنافسة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد