هلال وظلال
عبد المنعم هلال
يفرق كتير الهلال غير
ـ في عالم كرة القدم هناك لحظات ومحطات تترك بصمة لا تنسى ويظل السؤال ما الذي يصنع الفارق ويجعل هذه اللحظات تتجذر في ذاكرة الجماهير ..؟ الإجابة باختصار تكمن في التفاصيل الصغيرة التي (تفرق كتير).
ـ الفارق بين فريق ناجح وآخر متعثر قد يكون في لحظة تركيز لاعب أو في خطوة مدروسة من المدرب أو حتى في دفعة معنوية تأتي من جمهور يهتف بلا توقف وقد تكون ضربة حرة متقنة أو إنقاذ بطولي في اللحظات الأخيرة لكنها دائماً لحظات تشكل الفارق وتبقى عالقة في الأذهان.
ـ لدى الهلال هذه التفاصيل هي التي تصنع الفارق (يفرق كتير) عندما يرى اللاعبون مدرجات ممتلئة بالجماهير تهتف بأسمائهم تشجعهم في كل لحظة وتصنع لهم عالماً من الثقة. ـ (يفرق كتير) عندما يعمل المدرب مثل فلوران على تطوير كل لاعب ويدفع الشباب إلى الأمام ويخلق منافسة حقيقية تجعل الفريق يحقق النجاح ليس فقط بالأسماء بل بالجاهزية والكفاءة.
ـ (يفرق كتير) عندما يمتلك الفريق إدارة واعية مثل إدارة الهلال التي تسعى لتوفير كل سبل النجاح من الدعم المعنوي إلى الدعم المالي وتحرص على أن يبقى الفريق في حالة جاهزية تامة. إدارة تدرك أن دعم اللاعبين وتحفيزهم على تقديم أفضل ما لديهم في كل مباراة هو ما يصنع التميز ويحقق الألقاب.
ـ (يفرق كتير) أيضاً عندما يكون لدى الفريق قاعدة جماهيرية لا تتخلى عنهم تؤازرهم في كل مكان وزمان فتجعل من الصعب على المنافسين كسر عزيمتهم لأن الجمهور هو جزء من تلك اللحظة الفارقة يشجعهم ويشدّ من أزرهم ويقف إلى جانبهم في أصعب الأوقات فهذا الدعم هو ما يجعلهم أقوى وأكثر إصراراً على النجاح.
ـ الفارق الحقيقي يصنعه هؤلاء الذين يدركون أهمية التفاصيل ويعملون على تحسينها سواء أكانوا مدربين أو لاعبين أو حتى جماهير لأن الفرق الكبير يكمن في تلك التفاصيل الصغيرة التي تجعل الفرق بين فريق عادي وآخر يتحدث عنه التاريخ وتفخر به الجماهير.
ـ الهلال ليس مجرد نادٍ لكرة القدم بل هو رمز يمتد أثره أبعد من المستطيل الأخضر وأبعد من بطولة أو فوز عابر (الهلال غير) لأنه يحمل في طياته تاريخاً عريقاً وجماهير عريضة ينسجون معاً قصة عشق لا ينتهي ووفاء يمتد لأجيال.
ـ (الهلال غير) لأنه فريق لا يتوقف عند حدود الأداء التقليدي بل يسعى دائماً إلى الإبداع والتميز سواء في خططه أو في اختياراته للاعبين ونرى ذلك في قرارات إدارته الحريصة على بناء فريق قوي يليق بطموحات الملايين وإصرارها على جلب أفضل المدربين والمحترفين والمواهب لتعزيز صفوف الفريق.
ـ (الهلال غير) في تماسكه وفي محبته لجماهيره ووفائهم له. جمهور الهلال لا يعرف الخذلان يقف مع فريقه في كل الأوقات في الانتصارات وفي لحظات الانكسار يجوب معه المدن ويملأ المدرجات بأهازيجه وشعاراته لأن الهلال بالنسبة لهم ليس مجرد فريق بل هو جزء من هويتهم.
ـ؛(الهلال غير) لأن لديه رؤية بعيدة المدى تسعى لأن تكون كل خطوة نحو بناء مستقبل أكثر إشراقاً والرؤية التي تسعى الإدارة لتحقيقها ليست فقط في البطولات المحلية بل في المنافسات القارية التي لطالما انتظرت الجماهير أن يعود الهلال من خلالها إلى القمة الإفريقية.
ـ (الهلال غير) في عشقه للشباب وإيمانه بقدرتهم على صناعة التغيير. نرى المدرب فلوران بنهجه المميز يمنح الفرص للمواهب الشابة ويعمل على تطويرهم وصقل مهاراتهم ليكون الهلال دائماً ميداناً لصناعة الأبطال ولاعبين مثل ياسر عوض ومازن سيمبو ومروان وكنن وغيرهم من الشباب هم جزء من هذا الطموح الهلالي فهم لا يمثلون الحاضر فقط بل مستقبل الهلال القادم.
ـ (الهلال غير) لأنه يجسد معاني الكفاح والصبر في أحلك الظروف عندما تتراكم الصعوبات وتتعدد التحديات يبقى الهلال صامداً مستمداً قوته من إصرار لاعبيه وعزيمة جماهيره وما يعزز ذلك هو الإيمان العميق لدى كل فرد في النادي بأن الهلال لا يعرف المستحيل وأن تحقيق المجد ليس إلا مسألة وقت.
ـ باختصار (الهلال غير) لأنه ليس فريقاً وحسب بل هو فكرة هو طموح هو إصرار على أن يكون دائماً الأفضل.
ـ الهلال يمثل رسالة للكرة السودانية بأن النجاح يأتي بالصبر والعمل الجاد وبأن التفوق لا يأتي مصادفة بل هو نتاج الإخلاص والانتماء.
ظل أخير
الهلال يا عزنا الراسخ ويا رمز المجد والتاريخ
يا حلم الملايين صامد في كل نزال وميدان
تجلب البهجة للقلوب يا زعيمنا المليح
الأمل فيك يتجدد والحب فيك يتمدد