دكتور حسن علي عيسى يكتب:كم في الدار من طرب يا (آدم السعد) عانق( ياسر العرب).
– فتح الفتوح تعالي أن يحيط به نظم من الشعر أو نثر من الخطب.
-فتح تفتح أبواب السماء له وتبرز الارض في أثوابها القشب. وهل من يفوق أبي تمام بلاغة وجزالة في حسن ورصانة التعبير عندما يحسن الرماة رميهم وتزداد الدفاعات إباء وشموخ وبسالة. لقد تضافرت وتوفرت كل المطلوبات التي طرز بها فخر الشعر وصناجته أبو تمام ملحمة فتح ( عموريه) ليسير علي خطي أبطالها مبتدع الروائع ( روميل) ثعلب الملاعب الافريقيه و الاستراتيجي الذي لا يشق له غبار ( فلوران أبينجي ) فاحكم لحمة خلاصة عصور كرة القدم السودانيه فابدعوا وأجادوا لسودان الهلال وهلال السودان.
والدار التي شهدت أكتمال الهلال بدرا هي ( دار السلام). تلك الدار التي لها في أعناق أحرار الأهلة كما للأوطان في دماء الأحرار يد سلفت ودين مستحق. فقد سبق أن فتحت قلبها قبل أن تشرع ذراعيها لإحتضان إكسير حياة الملايين وفرشت له البساطين الأزرق والأبيض كما تفعل الامم الراقيه عند استقبال الفاتحين. وسعت ما أمكنها في شق نيلين( إفتراضيين) لينيخ عملاق افريقيا ومدرستها الافريقيه المتفرده ركابه عند ( مقرنهما). لذلك دخلها فتية هلال السمو والشموخ والقيم والمبادئ دار السلام ( بسلام آمنين) ولم يدخلوها دخول الغزاة الفاتحين ليردوا التحية والدين تطريبا و إبهارا وشدوا واعجازا في زمن كادت فيه المعجزات أن تتلاشي.
ان ماظل الهلال يفعله في زمن الحرب والظلام الذي بسط سدوله علي زينة الأوطان هو قهر للمستحيل بعد طرق ابواب كل الممكن. وكان لابد لكيان عظيم كالهلال وهو الذي خصه الله بقضاء حوائج غالبية أهل السودان من الفرح خاصة في زمن العتمة والتهجير والتجويع والترويع أن تسقط أفراحه الزرقاء والبيضاء رطبا جنيا علي الذين هدهم السير حفاة وعصف بهم الجوع بحثا عن الملاذ الآمن لفلذات أكبادهم دون ان يحسبوا حسابا لانفسهم. دخل الهلال (دار السلام) ليدلق مبدعوه علي البساط الأخضر آخر ما جادت به أكاديميات التطريب الكروي فانشد محبوه الذين يمثلون السواد الاعظم من اهل السودان وقد احاطوا بأجهزة التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي إحاطة السوار بالمعصم منتشين وصادحين ( وبي سكر تملكني وأعجب كيف بي سكر ).
وقد أكد أحد فلاسفة اليونان أن نشوة وسكر التطريب والشدو الابداعيين من لدن المبدعين تتجاوزان كثيرا السكر المفتعل عبر أم الكبائر. وهذا ما أكده أمير الكلمة الجذلة والمموسقه توفيق صالح جبريل وهو ينثر الدر في كسلا الوريفه جنة الاشراق عندما رسم صورة شعرية عجز من سبقه من الشعراء عن رسمها عندما أنشد(بين صب في حبه متلاشي- وحبيبه مستغرق في عناق- ظلت الغيد والقوارير صرعي- والأباريق بتن في إطراق) إبداع خالص ظل ينثره مبدعوا الهلال وقد أمسكوا بناصية بيان العزف المنفرد والجماعي فترأي الجمال مزدوج الاشراق يسبي معدد الافاق.
لقد أدمن الهلال العظيم صعود الجبال وما عرف عنه في تاريخه الطارف والتليد عيشا بين الحفر. وكان من الطبيعي وهو في الديار التي يشمخ جبل كليمنجارو أعلي جبال أفريقيا ارتفاعا في حدودها الشمالية الشرقية مع كينيا أن يمارس هوايته المفضله التي جبل عليها وأدمنها وهي إستهواء صعود الجبال والجلوس علي القمم السوامق مكانه الطبيعي وهو الذي ظل محروسا بآيات ودعوات المساجد التي يتشرف بالجلوس علي قمة مآذنها. هي رسالة سلام من دار السلام يرسلها أفذاذ الهلال لعروسة البطولات الافريقيه مفادها( نحن قادمون هذه المره بعد أن ظللت تتمنعين علي زيارة مضارب الشموخ والابداع مضارب بني هلال الباذخه وانت الراغبه).
وما محطة دار السلام سوي فاتحة الشهيه التي ستليها فتوحات وفتوحات. ويقول أهلنا الكرام في الوطن المغدور ( الخريف اللين من بشايرو بين). فما أجمل البشائر التي طارت بها حمائم دار السلام لافريقيا سهولا ووديانا وجبالا. التحيه لأهل الفطرة السليمة في مشارق الارض ومغاربها. فغدا نعود حتما نعود. للروضة الغناء للكوخ الموشح بالورد. وقد أستقر زينة الأوطان في أحضان أبنائه و اندحرت جحافل الشر والغدر. وهاهي بشائر النصر المبين تتري. ثم التحيه لقائد المجلس وحادي ركبه ولاعضاء المجلس الظافر ولاجهزته المختلفه الفني منها والاداري والطبي وتحية وفاء وعرفان لشباب المجلس المرابطين مع الفريق تاركين وراءهم الاهل والعشيرة. والشكر من قبل ومن بعد لله فاطر السموات والأرض علي نعمه التي لا تحصى ولا تعد وعلي نعمة الأنتماء لخير أمة رياضية أخرجت للناس. حفظ الله الهلال العظيم وأهله. ونسأله جل شأنه وعلا اللطف ببلاد الاخيار وبشعبها الصابر المحتسب الذي تكالبت عليه بغاث الطير من كل حدب وصوب وأن يجعل الفردوس الاعلي من الجنه مستقرا ومقاما للشهداء وأن يعجل بشفاء الجرحي وعودة المفقودين. لينشد الجميع في حضرته( ما حطموك وانما بك حطموا – من ذا يحطم كوكب الجوزاء.) انه ولي ذلك والقادر عليه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.