هلال وظلال
عبد المنعم هلال
الطيب عبد الرازق موهبة صامتة تتحدث في الملعب
ـ رغم انضمامه لنادي الهلال في واحدة من أهم المراحل في مسيرته الكروية ظل الطيب عبد الرازق نموذجاً للاعب المثابر الذي يضع الأداء فوق الكلام.
ـ تألق في بداية مشواره مع الهلال لكن هذا التألق لم يكن كافياً ليضمن له مكانة ثابتة أو اعترافاً جماهيرياً يليق بإمكاناته.
ـ في خطوة كبيرة بمسؤوليات أكبر التحق الطيب عبد الرازق بالهلال في أكتوبر 2020 قادماً من أهلي شندي الفريق الذي شهد نضجه الكروي وأثبت فيه قدراته كمدافع قوي.
ـ الهلال بما يملكه من قاعدة جماهيرية عريضة وتوقعات كبيرة مثل تحدياً جديداً للطيب لكنه اختار مواجهته بثبات وأول اختبار له جاء في ظروف صعبة بدوري أبطال أفريقيا لكنه نجح في تقديم نفسه كصخرة دفاعية يمكن الاعتماد عليها وقد بدأ بداية مبشرة وأداء نوعي وفي دوري الأبطال
كانت المباراة الأولى للطيب بقميص الهلال أمام فابرز الأوغندي في 29 نوفمبر 2020 على أرض الخصم وأمام جماهير مشحونة تمكن الطيب من فرض نفسه كنجم المباراة بأداء دفاعي متميز ولم تكن هذه المباراة مجرد ظهور أول بل كانت رسالة للجميع أن الهلال يملك مدافعاً جديداً جديراً بالثقة وفي مباراة الإياب بأم درمان بعد أسبوع واحد أعاد الطيب إثبات نفسه ليؤكد أنه ليس مجرد صفقة عادية.
ـ تعامل الطيب عبد الرازق مع الجلوس على الدكة لصبر وإصرار دون ضجيج فرغم مستواه العالي نفسه كثيراً على دكة البدلاء لكنه تعامل مع الوضع بنضج واحترافية مبتعداً عن التذمر والشكوى ومفضلاً الصمت والعمل الجاد في التدريبات وهذا السلوك الاحترافي يعكس شخصية الطيب الذي يؤمن بأن الأداء في الملعب هو الطريق الوحيد لإثبات الذات.
ـ يعرف الطيب بأسلوب لعبه الهادئ والواثق ويتمتع بقدرة كبيرة على قراءة اللعب ويمتاز بالتدخلات الصحيحة واستخلاص الكرة من المهاجمين دون ارتكاب أخطاء كما أنه يمتلك ميزة نادرة بين المدافعين وهي تمريراته البينية الدقيقة التي تساعد على بناء الهجمات من الخلف هذه الصفات جعلته من أفضل المدافعين في الهلال رغم أنه لم يكن دائماً خياراً أولياً للمدربين.
ـ وجد الطيب عبد الرازق نفسه بين النقد والتجاهل وتحديات اللاعب المظلوم وليس غريباً أن يحكم على اللاعبين أحياناً بمعايير جماهيرية أكثر من الفنية.
ـ الطيب عبد الرازق كان دائماً في مرمى انتقادات الجماهير والإعلام إذا أخطأ بينما يمر أداؤه المميز في صمت وهذه الظاهرة شائعة في الفرق الكبرى حيث تسلط الأضواء على النجوم الأكثر شعبية بينما يُترك المجتهدون في الظل.
ـ يعتبر الطيب عبد الرازق الجندي المجهول في صفوف الهلال وما يميزه ليس فقط قدراته الدفاعية بل أيضاً شخصيته التي تجعل منه لاعباً يعمل بصمت ولا يبحث عن الأضواء. إنه لاعب يضع مصلحة الفريق فوق كل شيء متقبلاً قرارات المدربين بصدر رحب حتى وإن كانت على حساب مشاركته الشخصية.
ـ يجب أن يكون للجماهير والإعلام دوراً في إنصاف اللاعبين وقد يكون من المناسب الآن إعادة النظر في طريقة تعامل الجماهير والإعلام مع اللاعبين مثل الطيب عبد الرازق.
ـ هؤلاء اللاعبون الذين يقدمون الكثير دون ضجيج يحتاجون إلى الدعم المعنوي والإشادة المستحقةفالكرة لا تُلعب فقط بالحماس بل تحتاج إلى لاعبين مثل الطيب يعملون بثبات ويقدمون التوازن المطلوب في الملعب.
ـ يسير الطيب عبد الرازق نحو مستقبل أفضل رغم التحديات فهو لا يزال قادراً على تحقيق المزيد مع الهلال وبإمكانه أن يصبح من أعمدة الفريق الأساسية خصوصاً إذا حصل على فرص أكبر وتقدير أكثر من الجماهير والإعلام.
ـ الهلال يحتاج للاعبين بصفات الطيب الذين يمزجون بين المهارة والانضباط داخل وخارج الملعب.
ـ لكل لاعب مرحلة يُنصف فيها ويبدو أن الطيب عبد الرازق لم يصل إلى هذه المرحلة بعد لكن الأداء وحده هو الذي يفرض الاعتراف في النهاية.
ـ من أبرز محطات مسيرة الطيب عبد الرازق مع الهلال كانت ثقة المدرب فلوران إيبينغي به والتي ظهرت بوضوح عندما أشركه في مباريات مهمة وقوية مثل مباريات الهلال أمام الشباب التنزاني ومازيمبي الكونغولي ومولودية الجزائر وهذه المبارايات لم تكون مجرد مواجهات عادية بل كانت اختباراً حقيقياً لقدرات الطيب تحت ضغط المنافسة القارية وظروفها الصعبة.
ـ الطيب أثبت جدارته وكان عند حسن الظن حيث قدم أداءً دفاعياً استثنائياً أوقف خلاله مهاجمين من العيار الثقيل ونجح في قراءة تحركات الخصوم وإغلاق المساحات وهذا الأداء عزز ثقة فلوران به وأكد أن الطيب ليس مجرد خيار طارئ بل ركيزة يعتمد عليها في المباريات الكبرى.
ـ اختيارات فلوران للطيب في هذه المواجهات الحساسة تبرهن على أن المدربين أحياناً يرون ما قد يغفل عنه الجمهور، وهو أن الطيب لاعب كبير بموهبة تجعله يثبت نفسه في أصعب الظروف.
ـ الطيب عبد الرازق ليس مجرد لاعب في كشف الهلال إنه نموذج للصبر والاحترافية وشخصية تستحق الإشادة والتقدير.
ـ الهلال الذي يبحث عن البطولات القارية يحتاج إلى لاعبين مثل الطيب عبد الرازق لاعبين يتحملون الضغط ويعملون من أجل الفريق دون البحث عن الشهرة وقد لا يكون الطيب لاعباً جماهيرياً لكنه بالتأكيد لاعب جماعي لا غنى عنه.
ـ غياب الطيب عبد الرازق عن المنتخب الوطني في الفترة الماضية يضع علامات استفهام كثيرة فرغم الإمكانيات العالية التي يتمتع بها الطيب عبد الرازق إلا أنه لم يكن الخيار الأول للمنتخب الوطني السوداني وهو أمر يثير الكثير من التساؤلات فالمنتخب بحاجة إلى مدافعين يمتازون بالهدوء والصلابة التكتيكية مثل الطيب خاصة في مواجهة المنتخبات الأفريقية ذات الخطط الهجومية القوية والطيب يملك القدرة على قراءة اللعب واستخلاص الكرة دون أخطاء وبناء الهجمات من الخلف وهي مواصفات نادرة لأي مدافع.
إن تجاهل لاعب بمثل هذه الصفات يعكس جزءاً من مشكلات إدارة الاختيارات في الكرة السودانية التي تفضل أحياناً الأسماء الجماهيرية أو العلاقات الشخصية على حساب الكفاءة.
ـ الآن أدرك الجهاز الفني للمنتخب الوطني قيمة اللاعب الطيب عبد الرازق ليتم اختياره ضمن القائمة المستعدة للاستحقاقات القادمة.