صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أهدافٌ جميلةٌ سجّلتها الرياضة في معركة الكرامة

27

 

صقور الجديان ولدت من جديد واستعادت البريق في عز الحريق

روح البطولات والانتصارات الكروية كانت مُلهمة لفرسان قواتنا المسلحة الباسلة لإكمال اللوحة المبهرة

رئيس مجلس السيادة وفّـر الزاد والعتاد بالتوازي بين جنوده في ساحات الوغى والملاعب فأسهم في كل الإنجازات

انطلاقة الممتاز القوية هزّت شباك أعداء الوطن بالهدف الثاني بعد اكتمال امتحانات الشهادة السُّودانيّة

رويداً رويداً بدأ الشعب السُّوداني يغسل الدماء والدموع ويخرج من ركام ورماد المعركة المُشتعلة لعشرين شهراً مثل أسطورة طائر الفينيق، يولد من رماد الحريق من جديد، لم تزده الجراحات وكل صنوف المُعاناة إلا رغبةً في بناء وطن جديد خالٍ من التشوهات والمليشيات ومبرأ من كل عيب.

كانت المؤامرة فوق الخيال، كل من راهن على أن خاتمتها تركيع الشعب السُّوداني وجيشه، وتدنيس أرضه، وانتهاك عِرضه، وتهجير أهله، لكن كان صبر السُّودانيين مثار دهشة كل من تابعوا الحرب التي كانت مختلفة عن كل حروب العالم، لجهة الانتهاكات التي رافقتها لحمل المواطن على طرق أبواب الجيش، طالباً الجلوس في طاولة التفاوض مع مليشيات الدعم السريع.
لكن الشّـعب السُّوداني قبل جيشه قدّم درساً في البسالة والصُّمُـود والتمسُّك بضرورة سحق المليشيات ومحوها من الوجود مهما كانت الفاتورة باهظة وغالية الثمن والمهر.

لأنّ كل ذي بصيرة من هذا الشّـعب وصل إلى قناعة بأنّ أيِّ تفاوض مع هذه المليشيات المُجرمة يمنحها قبلة الحياة ويُؤجِّـل معركة اليوم إلى الغد لتدفع ثمنها الأجيال القادمة.

لذلك اختار جيل اليوم.. جيل البطولات والتضحيات أن يسلم الجيل القادم وطناً مُبرأً من كل عيب وسوء.

الرياضيون سجّلوا أروع الأهداف

الرياضيون لم يجلسوا على رصيف الانتظار إلى حين انجلاء غبار المعركة ومن ثم العودة لممارسة نشاطهم الكروي بسلام.
وقتها كان السُّودان سينتظر طويلاً حتى تقرر المؤسسات الرياضية الدولية في أمر عودته للمسابقات الدولية. بل كانت المؤسسة المسؤولة عن إدارة النشاط الكروي بالبلاد “الاتحاد السُّوداني لكرة القدم” في مقدمة الذين التقطوا قفاز التحدي بعد ساعاتٍ معدوداتٍ من استعار نيران المعركة في قلب العاصمة الخرطوم، حيث مقر الاتحاد الفخيم الذي اصطلى بنيران تلك المعركة مبكراً، فكان القرار التاريخي للاتحاد السُّوداني لكرة القدم بقهر كل المصاعب واستمرار المشاركات الخارجية على مستوى المنتخبات الوطنية والأندية السُّودانيّة.
الأمر لم يكن بالسهولة، لدرجة أنّ بعض المخذلين عدوا الأمر مجرد خطوة عجلى وغير مدروسة سرعان ما يتراجع عنها الاتحاد.

مشاركات مُبهرة ومُرصّعة بالإنجازات

انطلقت المشاركات الخارجية للمنتخبات الوطنية والأندية السُّودانيّة بعزيمة لا تلين، وبعد أيام معدودات من تجاوز الصدمة الأولى، انطلقت المشاركات الخارجية التي ابتدرها المنتخب الأولمبي عربياً في الجزائر بمشاركة ناجحة، رصّع من خلالها جِيد الوطن بالبرونز وهو يحصل على المركز الثالث بعد مشاركة مُبهرة تفوّق فيها حتى على المنتخب الجزائري صاحب الأرض والجمهور، ليمنح الأولمبي بتلك المشاركة المُميّزة، الأمل للجماهير، بأنّ المشاركات الخارجية ليس من أجل المشاركة والسلام، بل من أجل تحقيق إنجازات لافتة تغسل الأحزان، وتؤكد أن السُّودان وُلد من جديد بعزيمة من حديد تقهر الصعاب، تجتاز العقبات وتحصد الإنجازات.

صقور الجديان لا تمل التحليق في عز الحريق

المشاركات الأميز على الإطلاق، الممهورة بإنجازات مبهرة وغير مسبوقة حققها المنتخب الوطني الأول الذي لم تنكس رايته في كل المحافل الخارجية، فمضى بخطوات واثقة نحو المجد ليحجز مقعده في نهائيات الأمم الأفريقية للمحترفين والمحليين “الكان والشان”، وهي بكل تأكيد إنجازات لافتة تحقّقت في ظل ظروف أقل ما يُمكن أن يُقال عنها إنها صعبة للغاية، فقد اجتاز فرسان صقور الجديان كل العقبات والمتاريس ليقدموا تجربةً مُبهرةً ويُحقِّقوا لأنفسهم ووطنهم إنجازات سيُدوِّنها التاريخ في سفر البطولات والتضحيات بأحرف من نور وضيء.
وعن صقور الجديان يطول الحديث، فإنجازاتها وصولاتها وجولاتها لم تنته بعد، فالآن منتخب الوطن يمضي بخطىً واثقة نحو المجد ليس على المستوى الإقليمي والدولي فحسب، بل على المستوى العالمي وصقور الجديان قاطرة تجر خلفها عتاة المنتخبات الأفريقية في تصفيات المونديال العالمي، فقد جندل السودان الكبار ولم تتبق أمامه غير عقبة وحيدة في الجولتين المقبلتين أمام منتخب السنغال، وحال نجح المنتخب في هذه المواجهات سيحقق الحلم الأكبر وسيرسل رسالة جديدة لكل العالم بأن السُّودان يولد من جديد من رحم المعاناة والحريق ليحلق في المونديال العالمي وسط كباره لأول مرة في تاريخه.

دورٌ كبيرٌ للمملكة

ولأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، قدم قادة الاتحاد السُّوداني لكرة القدم، صوت شكر غير ذات مرة للمملكة العربية السعودية التي وقفت خلف المنتخبات الوطنية السُّودانيّة وقفات لا تُنسى، وكان لدعمها السخي الذي قدمته للمنتخبات الوطنية عظيم الأثر في الإنجازات التي تحققت.

الدولة ظلت حاضرةً رغم الظروف

تحمل تبعات الحرب العالية وفاتورتها الباهظة والمكلفة في ظل المُؤامرة الكبيرة التي تتعرّض لها البلاد، لم يمنع قادة الدولة على أعلى مستوياتها ممثلاً في رمز سيادتها، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان من الاهتمام بالمنتخبات الوطنية وتهيئة أفضل الظروف لها، فتنقل المنتخب الوطني الأول في رحلاته الخارجية الأخيرة بطائرات خاصة، تولى رئيس مجلس السيادة تحمل كل تبعاتها، مما منح اللاعبين الدافع الأكبر للمضي قدماً في سكة الإنجازات والانتصارات.

الممتاز.. تطبيع الحياة وإكمال لوحة الشهادة السُّودانيّة

السُّودان يتعافى كل يوم، وجحافل العائدين من رحلات النزوح والتشرد إلى المناطق التي طهّرها الجيش السُّوداني من دنس المليشيات المتمردة ترسل رسالة بليغة للعالم بأنّ مشروع تفتيته قد فشل، وفي كل يوم تتمدّد مساحة الأمن والاطمئنان، فالأمن والأمل يصنعانه بواسل الجيش السُّوداني في ساحات المعارك ليؤكدوا أن ما استعصي على طاولات التفاوض تحسمه ساحات معارك العزة والكرامة، لذلك عندما أعلنت وزارة التربية والتعليم موعد امتحانات الشهادة السُّودانيّة جن جنون الطامعين في العودة إلى السلطة عبر ساحات التفاوض المحشودة بالأجندة الخارجية التي تستهدف السُّودان وطناً وشعباً، وراهنوا على فشلها، وراهنوا على بندقية المليشيات المأجورة لإفشالها، وما دروا أنها في أوهن حالاتها فتمت امتحانات الشهادة السُّودانيّة على أفضل ما يكون، وقبل أن يفيق حلفاء المليشيات من صدمة اكتمال امتحانات الشهادة السُّودانيّة في معظم مدن السُّودان، جاءت انطلاقة بطولة الدوري السُّوداني الممتاز والتي تضم سوداناً مصغراً من نيالا أقاصي الغرب إلى حيدوب النهود والسوكرتا وهلال الساحل في الشرق والأهلي مدني من قلب الجزيرة النابض مدني وهلال مناقل الصمود وغيرها من الأندية لتكون بمثابة رصاصة الرحمة الأخيرة على من وراهنوا على استحالة عودة الحياة إلى طبيعتها في السُّودان، فمضت بطولة الدوري الممتاز من نجاح إلى نجاح، ليرسل السُّودان عبر هذه المنافسة رسالته لكل العالم بأن السُّودان عاد من جديد آمناً مستقراً ومتطلعاً للإنجازات والنجاحات في شتى المجالات.

تعظيم سلام لقادة الاتحاد

لم يكن لكل هذا السفر الطويل من الإنجازات أن يدوّن على صحائف التاريخ بأحرف من نور، لولا أن هناك رجالاً نذروا أنفسهم لخدمة الوطن ورِفعة شأنه في ساحات التنافس الكروي، فاستحق قادة الاتحاد السُّوداني لكرة القدم بقيادة الدكتور معتصم جعفر ورفاقه الميامين أسمى آيات الشكر والتقدير على ما قاموا به من عمل كبير، وضع السُّودان الجديد على طريق عامر بالإنجازات والبطولات بمشيئة الله.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد