صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المغتربون.. الجيش الأخضر

97

هلال وظلال
عبد المنعم هلال

المغتربون.. الجيش الأخضر

ـ:لطالما زين إشعار التحويل الأخضر هواتف ذوي المغتربين حاملاً معه الأمل والفرج وفك كربة المحتاج وسد حاجة المعوز فأصبح المغتربون بمثابة (الجيش الأخضر) جيش لا يحمل السلاح لكنه يحمل الوطن وأهله على أكتافه جيش لا يعرف التراجع ولا ينتظر الشكر بل يواصل دعمه بلا توقف في صمت ونكران ذات.
ـ وسط الأزمات الاقتصادية الخانقة أصبح إشعار التحويل المالي الأخضر هو الرسالة الأكثر انتشاراً داخل البيوت السودانية فبمجرد أن يظهر اللون الأخضر على شاشة الهاتف تنفرج الوجوه العابسة وتتحول الهموم إلى راحة والألم إلى أمل.
ـ المغتربون هم من يعملون على فك الضائقة المالية ولم يعد المغترب مجرد فرد يعمل خارج السودان بل هو شريان حياة لعائلته يتكفل بالإيجارات ويدفع تكاليف المدارس والجامعات ويسد ديون الأقارب والأصدقاء ويوفر مصاريف العلاج للمرضى ويدعمون تكايا من لم تسمح لهم الظروف بالمغادرة وكان لهم اليد العليا في دعم اللاجئين والمتضررين ففي ظل الحرب وجد كثير من السودانيين أنفسهم مشردين ونازحين ولاجئين بلا مأوى ولا مصدر دخل لكن الجيش الأخضر لم يتخل عنهم ودعمهم بالسكن والغذاء وأمن لهم الاحتياجات الأساسية.
ـ في ظل الانهيار الاقتصادي وارتفاع الأسعار لولا تحويلات المغتربين (الجيش الأخضر) لانقطعت أرزاق كثير من الأسر فكانت هذه الأموال طوق نجاة ومصدراً للاستمرار وسط العواصف وضوء أمل وسند أهل.
ـ أعباء كثيرة تقع على أكتاف المغتربين ورغم هذا العطاء غير المحدود إلا أن المغتربين يواجهون تحديات وضغوطاً هائلة حيث تحولوا من مجرد أبناء غادروا الوطن بحثاً عن حياة كريمة إلى معيلين لعائلات ممتدة بل في بعض الأحيان لأحياء كاملة فالمغترب مطالب بإعالة أسرته في الخارج وأسرته في الداخل ومع ذلك لا يتوقف عن إرسال المساعدة رغم الضغوط الشخصية.
ـ رغم أن تحويلاتهم هي أحد أهم موارد العملة الصعبة إلا أنهم لا يجدون أي تقدير أو تسهيلات من الحكومات المتعاقبة بل ينظر إليهم كأرقام اقتصادية فقط ولا ينالون إلا التجاهل التام من الجهات الرسمية التي تنظر اليهم كبقرة حلوب لا غير.
ـ مع ارتفاع قيمة الدولار والتضخم أصبحت قيمة التحويلات تتآكل كما أن بعض الإجراءات المصرفية تعيق وصول الأموال بسلاسة ولا توجد تسهيلات واغراءات تشجع على التحويلات.
ـ المغتربون جيش أخضر لا يعرف الانكسار فرغم كل شيء يبقى المغتربون في مقدمة الداعمين لا تهزهم الصعوبات ولا تثنيهم العقبات يواصلون الليل بالنهار يتعبون ويكدحون في بلاد الغربة فقط ليضمنوا أن تصل رسائلهم (الخضراء) إلى هواتف أهلهم وأقاربهم وأصدقائهم حاملة معها بارقة أمل أخضر وسط ظلام أسود.
ـ فلتحيوا أيها الجيش الأخضر.. أنتم الأوفياء للوطن وأهله أنتم الجنود الذين لا تنالون الأوسمة لكنكم تستحقون كل التقدير والاحترام.. فلكم منا التحية والإجلال ما بقي الوطن وما بقي الوفاء.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد