صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

فَـرِيقٌ مُحْـترمٌ

221

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد

فَـرِيقٌ مُحْـترمٌ

كنا نكتفي بمقولة (فـريق مُحـترم) عندما نعجب بفريق أو عندما نصل حدّ الدهشة، ونعجز عن التعبير، فنقول تلك العبارة التي كانت تعني عندنا الكثير، وهي عبارة لا نطلقها على فريق إلّا إذا وصل عندنا مرحلة إعجاب بعيدة لا نحسن غيرها غير (فَـريق مُحْـترم)، وعادةً نقول تلك الجملة بعد حالة من (التفاجؤ) والاندهاش والخلعة، نعيشها من المستوى الذي ظهر به الفريق.
تجدوني اليوم ملزماً أن أقول نفس العباراة لفريق الهلال بعد العرض والمُستوى الذي قدّمه الفريق أمام المريخ في القمة الأخيرة التي جمعت بينهما الأربعاء الماضي.
أقول ذلك احتراماً لفريق ظل يلعب بروح وعزيمة وإصرار طوال زمن المباراة وهو يقاتل من أجل الانتصار، لا يعنيه بكم لاعب يلعب أو بأي عددٍ يُقاتل.
مُلزمٌ أنا باحترام فريق يُقدِّم هذا المُستوى المُدهش وهو يلعب بتسعة لاعبين أمام فريق إلى جانب لاعبيه يلعب بالحكام، لا أريد أن أتحدّث عن حالة مُعيّنة، ولكن بصورة عامة أقول إنّ مستوى الحكام لم يكن جيداً، وإنّ حكم المباراة وحكام تقنية الفيديو تبادلوا الأدوار في استهداف الهلال، وليس هناك دليلٌ على ظلمهم للهلال أكثر من أنهم اختلفوا فيما بينهم، وهم حتى القرارات الصادرة منهم لم يتّفقوا عليها، فعندما لم يُقرِّر الحكم طرد ياسر جوباك، كان قرار الفأر أن يُطرد، وعندما قرّر حكم الفأر عكس ذلك في حالة فوفانا، قرّر حكم المباراة طرده. والاختلاف في الحالة دليل ظلم، وفي الحالتين اختاروا القرار الأسوأ للهلال.
في العادة، هزيمة الهلال عندي لا تُطاق وهي غير مقبولة وغير مُبرّرة، فكيف إن كانت تلك الهزيمة أمام المريخ؟ لا أنكر أنّني أطالب الهلال بالانتصار على المريخ وإن كان الهلال يلعب بسبعة لاعبين، خاصّةً في هذه الفترة التي تقدّم فيها الهلال كثيراً في المستوى الفني والاستقرار، في الوقت الذي تراجع فيه المريخ وإن كان المريخ في نسخته الأخيرة ظهر مهاباً بعض الشئ وهو يمتلك عناصر ممتازة، والمريخ يبقى المريخ الذي نعرفه، مع ذلك فإنّ المسافة بين الهلال والمريخ من وجهة نظري تبدو بعيدة.
لم أستطع صبراً مع هزيمة الهلال أمام المريخ، ولكن حقيقة بعد أن شاهدت المباراة في الإعادة، خرجت بالمقولة التي أكتب لكم تحتها اليوم وهي عبارة (فَـريقٌ مُحْـترمٌ).
نعم أجبرني الهلال على أن أقول تلك العباراة رغم مرارة الهزيمة، ورغم إني لا أقبل من الهلال غير الانتصار وإن كان يلعب امام ليفربول الإنجليزي.
قدم الهلال مباراةً جيدةً، وفي اعتقادي أنّ تلك المباراة بيّنت الفروقات الكبيرة بين الهلال والمريخ رغم أنّ الأخير انتصر في المباراة، والفوز في كثير من المباريات يذهب إلى من لا يستحق، والفرص المضمونة التي أهدرها الهلال تُؤكِّـد ذلك، إلى جانب أنّ الهلال أجاد الهجمة المُرتدة بصورة مُذهلة، ولو كان التوفيق حليف الهلال في تلك المباراة لفاز بثلاثة أهداف على أقل تقدير، مقابل هدف أو هدفين في حال أفضل نتيجة يمكن أن يخرج بها الخصم.
مع النقص العددي الذي لعب به الهلال، حيث أُبعد ياسر جوباك بالكرت الأحمر منذ الدقيقة العاشرة من عمر المباراة، وفقد حارسه فوفانا بالبطاقة الحمراء أيضاً منذ الدقيقة 37 في الشوط الأول، وأضاف حكم المباراة 10 دقائق كزمن بدل الضائع في الشوط الأول، وأضاف الحكم 7 دقائق في الشوط الثاني وهذا يعني أنّ الهلال لعب بعشرة لاعبين في الشوط الأول كله، حيث طُـرد ياسر في الدقيقة العاشرة، وأضاف الحكم عشر دقائق في الشوط الأول كزمن بدل ضائع.. وجاء الهلال ولعب الشوط الثاني بأكمله بدون ياسر جوباك وبدون بديل له.
بصورة عامة، لعب الهلال بتسعة لاعبين منذ الدقيقة 37 أي أنّه لعب 18 دقيقة في الشوط الأول بتسعة لاعبين بعد إضافة 10 دقائق، وجاء الهلال ولعب الشوط الثاني «45 + 7» أي 52 دقيقة وهو ناقص لاعبين، ليكون الزمن الذي لعبه بتسعة لاعبين جملة هو 70 دقيقة، وقبلها كان قد لعب 37 دقيقة بعشرة لاعبين.
حسبة الدقائق هنا غريبة لكن هذا هو حسابها تفاضلاً وتكاملاً إذا أخذنا القياس بصورة تامة.
لم يلعب الهلال مُكتملاً أمام المريخ غير 10 دقائق، وهي الدقائق التي لم يتجاوز فيها المريخ منطقة جزائه.
طبعاً توقُّف المباراة يُحسب في حالة الطرد عليك، لأنّ الفريق عندما يُطرد منه لاعبٌ يصدّر له في هذا الوقت الذي تتوقّف فيه المباراة طاقة سلبية، فكيف إن كان الفريق يفقد عنصرين مرة واحدة، وفي نفس الوقت الذي تتصدّر فيه طاقة سلبية للفريق المنقوص، تتصدّر طاقة إيجابية للفريق المُكتمل لأنك أنت دائماً تكون مُطالباً بالانتصار عندما تكون كامل العدد، بينما يلعب مُنافسك أمامك وهو يفقد لاعبين اثنين.
المُشكلة الأكبر أنّ عناصر الهلال التي تعرّضت للبطاقة الحمراء كانت تشغل أهم المراكز، بغض النظر عن قيمتها الفنية، حيث تم طرد الطرف اليمين في الهلال ياسر جوباك ليجبر ذلك الإبعاد المدير الفني للهلال أن يستبدل مهاجمه أحمد سالم من أجل إشراك طرف يمين آخر.. ثم طرد حارس المرمى فوفانا ليخرج فلوران مهاجمه الغربال ويشرك بدلاً منه الحارس أبوعشرين.
هذا يعني أنّ الهلال استغنى من مهاجمين اثنين لسد العجز الذي ظهر في خط الدفاع ـ الطرف اليمين وحارس المرمى.. هذه الوضعية من الطبيعي أن تشل هجوم الهلال أو تجعله خارج الخدمة، مع ذلك كان الهجوم جيداً في المباراة، وظهر الهلال بشكل هجومي ممتاز رغم أنه كان يلعب بمُهاجم واحد، مطالب بالدفاع عن مرمى الهلال قبل مهاجمة مرمى المنافس.
ونجاعة الهجوم ظهرت في الفرص التي صنعها الهلال، حيث أضاع جان كلود هدفين محققين، وأضاع كوليبلي هدفاً بعد أن شارك بديلاً لجان كلود، وأضاع الحاج ماديكي هدفاً أكيداً بعد أن قطع الكرة من منطقة الهلال وقطع مسافة كبيرة بالكرة حتى أصبح وجهاً لوجه أمام حارس المريخ، هذا غير الفرص الأخرى التي تسبب الحكم في إضاعتها مثل حالة انفراد جان كلود بعد أن عطله أمير كمال وكان يستحق الكرت الأحمر على هذه الإعاقة والهجمة الواعدة، وقد كان أمير كمال غير حارس المرمى آخر مدافع يواجه جان كلود، كذلك غض الحكم الموريتاني النظر عن مخالفة مع فوفانا في الشوط الأول وهو في الطريق المُمهّد لمرمى المريخ، الغريب أنه لم يقم حتى باحتساب المُخالفة التي لفتت انتباه المعلق الموريتاني فتوقّف عندها!!
التبديلات التي قام بها فلوران بعد حالتي الطرد تسبّبت في ربكة الهلال، لأنّ المدرب فقد فرصتين من ثلاث تواقيت أثناء المباراة يمكن أن يحدث فيها الاستبدال.
فلوران كان مُضطراً على ذلك ومُجبراً بعد طرد جوباك وفوفانا بعده، ثم كان مُجبراً على الاستبدال بين الشوطين حتى يستفيد من فرصة السماح في هذا التوقيت، وكان فلوران مُجبراً كذلك للانتظار حتى الدقائق الأخيرة لإشراك ماديكي وكوليبالي.
هذه الوضعية تشل أعظم مدرب، وتجعل أعظم فريق يفقد السيطرة على المباراة، لكن مع ذلك نجح فلوران واستطاع الهلال الصمود وهو يلعب بتسعة لاعبين حتى الدقيقة 85، بل كان الهلال طوال زمن المباراة هو الأخطر وهو صاحب الفرص الأفضل، ولولا أنّ إعداد المريخ للمباراة كان جيداً وكان نجومه في فورمة عالية لما استطاع المريخ التغلب على الهلال حتى وهو يلعب بتسعة لاعبين.. وما كان للمريخ أن يصمد طويلاً أمام الهلال.
مُهمٌ أن نقول إنّ مدرب المريخ الصربي ميشو استغل الطرد في الهلال بزيادة عدد المهاجمين في المريخ، مع ذلك كما ذكرت، فإنّ الهلال كان الأخطر هجوماً والأكثر دفاعاً وتنظيماً!!
أعتقد أنّ التجربة والظروف التي مَـرّ بها الهلال في تلك المباراة، جعلت فوائده من المباراة تتضاعف، وقد منحتنا تلك الخسارة بعد هذا الأداء المُشرف ثقةً أكبر في الهلال.
ما كان الهلال سوف يستفيد من هذا اللقاء لو كان يلعب أمام المريخ مُكتمل العناصر حتى وإن انتصر.
كُنّـا في حاجةٍ لهذه الظروف التي مَـرّ بها الهلال في المباراة، وكانت استفادتنا أكبر في هذه التجربة والهلال يلعب أمام نـدّه والفريق الكبير المريخ.
لا نتمنى أن يمر الهلال بهذه الظروف مرةً أخرى، ولكن إذا مَـرّ الهلال بمثل هذه الظروف سوف يكون تعامله أفضل، وحتى لو لم يمر بمثل هذه الظروف وهذا ما نتمناه، فإنّ الهلال سوف يكون أكثر شراسةً وهو يلعب مُكتمل العدد.
مُواجهة المريخ بهذ النقص، هي تجربةٌ مُفيدةٌ جداً قبل مُواجهة الأهلي في ربع النهائي بالبطولة الأفريقية، وقد أحسن الهلال في مباراة القمة في بناء وتطبيق الهجمة المرتدة كما ينبغي ولم يخذل في هجماته المُرتدة إلا التوفيق.
كذلك قدّم الهلال أمام المريخ لمحات أو جمل فنية بديعة وهو ينقل الكرة بسلاسة فيها الكثير من الرّوعَـة والمُتعَـة.
أسعدتني مباراة القمة، لأنّ هنالك عناصر في الهلال عادت كما عُـرف عنها.
عاد جان كلود (جان).. ورجع والي الدين خضر (بوغبا).. وظهر كوليبالي بصورة ممتازة.. عبد الرؤوف كان أكثر من روفا.. وأجاد ماديكي بشكل لافت.
الغربال وفوفانا الموريتاتي وفوفانا العاجي وإرنق وخادم وأبوعشرين كلهم قدموا مُستوىً ممتازاً.
أخطأ ديوف وكاد يتسبّب في هدف، وتسبّب إيبولا في طرد فوفانا عندما أعاد كرة قصيرة، بالمناسبة ظهر إيبولا بوزن زائد وهذا كان بسبب انضمامه متأخراً لإعداد الهلال.
المخاطر الذي يجب على الهلال أن يتجنّبها هي الأخطاء الدفاعية في التمرير.
الأهلي المصري لا يرحم مع هذه الأخطاء.
إشادتنا بمُستوى الهلال الذي قدّمه أمام المريخ ناتجٌ من أنّه كان يلعب أمام المريخ الذي ظهر هو الآخر بشكل جيد، المريخ لم يكن ضعيفاً وإن كان سوف يعاني كثيراً لو كان الهلال مُكتمل العدد في المباراة.
مبارك عبد الله مهاجم المريخ ولاعب الهلال السابق سجل هدفاً جميلاً وهو من أجمل أهداف مباراة القمة، لكن كان أجمل من الهدف أنّ بركاتو رفض الاحتفال رغم أنه لم يلعب مع الهلال كثيراً، لكن مع ذلك احتفظ مبارك باحترامه لفريقه السابق.
الهلال لو كان يلعب على نجيل طبيعي كان انتصاره على المريخ سوف يكون أكيداً حتى وهو يلعب ناقصاً.
النجيل الصناعي يخصم من الهلال أكثر من التحكيم الظالم!!
تقديرات الحكم الموريتاني في المباراة كلها كانت خاطئة.
……..
متاريس
مرات بشعر أنّ الحكم عندما يذهب إلى غرفة تقنية الفيديو بتابع ليه فيلم هندي وبرجع بعد ذلك!!
أمير كمال كان من نجوم المريخ في المباراة، وكذلك السماني الصاوي.
محمد تيه أسد مشروع مهاجم شرس، أو هو مشروع خط هجوم بأكمله.
أحمد سالم مبارك لم يكن محظوظاً بسبب الطرد الذي تعرّض له الهلال ـ سالم لو أكمل المباراة كان سيصل لمرمى المريخ.
عندما كان ميشو في الهلال لم أكن مقتنعاً به.. وفي المريخ أكيد غير مقتتع به.. مع أنّ البعض يراهن عليه.
أنا أراهن على فشله.
الجهاز الطبي في الهلال ومدربو الأحمال والعلاج الطبيعي نجحوا في أن يجعلوا الإصابات في الهلال من الماضي، ونجحوا كذلك في أنهم جعلوا عودة أي لاعب مصاب سريعة.
نحمد الله ونشكر فضله.. ليس في قائمة الهلال مصابٌ.
وهذا إنجازٌ.. قولوا ما شاء الله، رغم أنّ الهلال يلعب على أرضية صلبة.
……..
ترس أخير: رمضان كريم.

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. عباس ا يقول

    كتاب الهلال يحاولون رفع معنويات لاعبي الهلال قبل لقاء الأهلي المصري وهي محاولة فاشلة. أما عن التحكيم، الهلال فاز علي المريخ في الدورة الأولى من الدوري الموريتاني بعد ان تحامل الحكم علي المريخ وطرد اهم لاعبيه. المريخ يلعب بالأشبال والاحتياطي ما عدا ثلاثة لاعبين. اما عن التحكيم ، الهلال دائما يلعب ويفوز بالأساليب الملتوية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد