صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

موسى كَانتي دَخَلَ الضُل

38

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد

موسى كَانتي دَخَلَ الضُل

من بين أوضح سلبيات مجلس إدارة الهلال الحالي بقيادة هشام السوباط، وأبرز علامات الضعف فيه، مع إيجابياته الكثيرة التي لا ينكرها حتى من بعينه رمدٌ، إنّ المجلس أهمل بقصد أو بدون قصدٍ، التعاقد مع بعض نجوم المريخ الذين كانوا في متناول يد الهلال، وكان لا يمنعهم من التوقيع غير تلفون أو مسكول، ينقلهم من العرضة جنوب إلى العرضة شمال، مُكرّمين، مُعزّزين، مُدجّجين بالمدح والثناء والتقدير، (والظلط ما بيناتنا)، وهو طموحٌ أعتقده عند أغلب نجوم المريخ إلا من أبى (القمر بضوي.. شن أسوِّي أنا بالنجوم)، خاصةً في هذا الوقت في ظل الهجرة الجماعية لنجوم المريخ للدوري الليبي بعد أن أهملهم المريخ، وللأسف الشديد أهملهم الهلال أيضاً، وكان يملك التعاقد معهم بيسر وسهولة.
الأجواء في المريخ لا أريد أن أقول طاردةً، ولكن هي على الأقل غير جيدة وقد انعكس ذلك في هجرتهم عن المريخ وفي نتائج المريخ هذا الموسم، ليس فقط في دوري أبطال أفريقيا للأبطال، بل في الدوري الموريتاني أيضاً، وأغلب نجوم المريخ طالبوا بفسخ عقوداتهم مع المريخ مثل محمد الرشيد وقبله التش ومحمد المصطفى والحارس النيجيري أوجو أورونليكي، ومنهم من فضّل العودة للسودان مع اشتعال الحرب مثل معتز التوزة وعوض زايد، ومنهم من أبى المريخ مثل جبريل كوكو موهبة حي العرب ومصعب كردمان الموهبة القادمة بقوة، ومنهم من فضّل البقاء ثلاثة أشهر بدون نادٍ حتى ينتقل للدوري الليبي مثل مصطفى كرشوم، ومنهم من ينتظر، ومن ينتظر دي ضع حولها ألف خط، وبطيخة صيفي.
أنا هسع قلت موسى كانتي.. براكم بتجيبوا الكلام لي روحكم.
شخصياً، شهدت مفاوضات سابقة بدأت بين الهلال وبعض نجوم المريخ في وقت سابقٍ، وكانت الرغبة الأولى في ذلك من نجوم المريخ الذين أبدوا رغبتهم للانتقال إلى الهلال عندما كانوا يلعبون للمريخ، ولا أريد أن أذكر أسماء بعض من شهدت منهم، ذلك حتى لا أُشوِّه صورتهم أو أقلل من مكانتهم لدى جماهير المريخ، فقد كانت المفاوضات سرية للغاية، وحتى لا يكون ذلك تجنياً مني على المريخ، لا أستبعد أن يكون هنالك في الهلال من فعل نفس الشئ وأبدى الرغبة للانتقال للمريخ، هذه أمورٌ عاديةٌ تحدث في كرة القدم، خاصةً بين الندين، وإن كان ذلك في الوقت الحالي صعباً بالنسبة للهلال.. صعبٌ أن تجد في الهلال من يتمنى الانتقال للمريخ، لأنّ الهلال يعيش في استقرار إداري وفني ومالي جيد، عكس الأوضاع في المريخ وهم يتحدثون عن سوء التغذية في معسكر المريخ، حتى إنهم جعلوا رداءة الطعام سبباً في هزائم المريخ في الدوري الموريتاني، بعد أن كانوا يتعلّلون بالتحكيم أصبحوا يتعلّلون بالطعام!!
وفي العادة، وهذا من الطبيعي حتى لا نظلم نجوم المريخ، فإنّ أي لاعب يُفضِّل قبل إعادة قيده أن تكون حوله ضجةٌ وأن يدخل النادي الآخر طرفاً في التفاوض معه من أجل أن يرفع سعره ويصبح نجم التسجيلات الأول، وأغلب لاعبي الهلال والمريخ عندما تقترب فترة قيدهم من الانتهاء يُفضِّلون أن يدخل النادي الآخر طرفاً في المفاوضات ولو على المستوى الإعلامي وحده، ومنهم من يسعى للإعلام من أجل أن يشعلوا حمى مُفاوضاتهم مع ناديه أو مع النادي المُنافس، حتى يحصلوا على أكبر عائد عن إعادة التوقيع لناديهم أو ينتقلوا للنادي الآخر الذي أحسن تقييمهم، إلى جانب ذلك فإنّ بعض اللاعبين في الهلال والمريخ لا يجدون فرصة كافية في فريقهم ويشعرون بالضيم وعدم التقدير المادي والفني والجماهيري والإعلامي لهم، وهؤلاء يسهل انتقالهم من نادٍ إلى آخر.
مشروع العليقي أو فكرته في بناء هلال قوي فيما يبدو مبني بعيداً عن الاستعانة ببعض نجوم المريخ البارزين، وهذا خللٌ كبيرٌ في المشروع ونقطة ضعف واضحة فيه قد تهده كلياً، أعتقد أنّ هذا المشروع لو طُعِّم ببعض نجوم المريخ والمنتخب مثل مصطفى كرشوم الذي انتظر الهلال لأكثر من ثلاثة أشهر،كان سوف يُكتب له النجاح بصورة أفضل ـ محمد المصطفى وسيف تيري لم يكن يمنعهما من الانتقال للهلال أكثر من أن يدخل الهلال في مفاوضات جادة معهما.
سيف تيري والجزولي نوح كان على الهلال أن يعمل على تسجيلهما، هذه الأسماء لو انضمت للهلال كانت سوف تحدث إضافةً فنيةً كبيرةً للهلال، ومعروفٌ أنّ الهلال يعاني في منطقة قلب الهجوم إلى جانب الإضافة الفنية التي كان يمكن أن تحدث لهجوم الهلال، هنالك الإضافة الإعلامية والجماهيرية، التي تحدث بصورة تلقائية عندما ينتقل لاعبٌ من المريخ للهلال أو العكس، مشكلة العليقي أنه لا ينظر للإضافة الجماهيرية والإعلامية للفريق، ولا يضع لها اعتباراً، وهي إضافاتٌ لا تقل عن الإضافة الفنية إن لم تتفوّق عليها.
لو نظر العليقي لمشروعه، أو دعنا نقول مشروع الهلال من كل الجوانب، لحقّق نجاحات عظيمة، نحن نبرز للعليقي عيوبه حتى يستقيم العود، لأننا ندرك أنّ الظل لا يستقيم والعود أعوج، وتجربة العليقي بقليل من التركيز يمكن أن يجني منها الهلال والمنتخب والكرة السودانية الكثير، كما حدث ذلك في تجربة صلاح إدريس التي أفرزت تجربة جمال الوالي في المريخ، وما تجربة الوالي في المريخ إلا إفرازٌ لتجربة صلاح إدريس في الهلال، وتجربة العليقي سوف تفرز من دون شك تجربة مماثلة أو مضادة لا أدري في المريخ، وعندما يستقيم العود يستقيم الظل ـ العليقي رجل أعمال ناجح وهو يعرف قبل غيره أن المشاريع تنجح عندما يتم النظر إليها من كل الجوانب ـ لا يوجد مشروعٌ ناجحٌ قائمٌ على نظرة من اتجاه واحد أو اثنين أو حتى ثلاثة أو أربعة، المشروع ينظر إليه من الاتجاهات الستة، من أعلى ومن أسفل، من الجنوب ومن الشمال، من الشرق ومن الغرب.
النظرة الأحادية لن تقود إلا للفشل والإخفاق.
هيثم مصطفى عندما انتقل للمريخ لم يحدث إضافة فنية ذات أثر للفريق، فقد كان هيثم يلعب باعتبار ما كان، لكن هيثم مصطفى أحدث إضافة جماهيرية وإعلامية كبيرة للمريخ، وعبرهما، أي بالإضافة الجماهيرية والإعلامية، حقق المريخ الدوري والكأس في ذلك الموسم الذي لعب فيه هيثم مصطفى في المريخ، مع المشاكل التي حدثت في المريخ بسبب وجود هيثم مصطفى، يقابلها مشاكل أكبر في الهلال، كانت بسبب شطب هيثم مصطفى أولاً، ثم مشاكل أكبر أحدثت تصدُّعاً في الهلال وهزّة كبيرة بسبب انتقال هيثم مصطفى للمريخ.
هذه الظروف استغلها المريخ فجمع بين الدوري والكأس في سنوات عجاف كانت في القلعة الحمراء، كان المريخ فيها لا يغادر مقعد الوصافة، خاصة في بطولة الدوري الممتاز.
الهلال كان في يده أن يثبّت أركانه على الأقل بتسجيل كرشوم ومحمد المصطفى، وكان هذا الأمر سوف يحدث زلزالاً في المريخ، لكن الهلال لم يستغل الظروف لضعف خبرات المجلس، ولنظرة العليقي التي نختلف فيه معه، مثلما اختلفنا معه في التفريط في أبوعاقلة وفي عدم تسجيل مهاجم سوبر!!
أي لاعب ينتقل من المريخ إلى الهلال يحدث إضافة كبيرة، والعكس صحيح، خاصةً إذا كان نجماً، وقد حدث ذلك عندما انتقل القدال وطمبل وكلتشي وبكري المدينة للمريخ، هذا الرباعي قدم للمريخ ما لم يقدمه كل نجوم المريخ وقتها، وهذه الأسماء هي التي حققت بطولات المريخ وأنجزت تقدُّمه الأفريقي في السنوات الأخيرة، ثم جاء الغربال وفعل في موسم ما فشل فيه كل المحترفين الذين تعاقد معهم المريخ، وقد حدث ذلك لأنّ الغربال جاء من أجل أن يثبت نفسه، وربما من أجل أن يعود لفريقه والحمد لله فقد عاد إلى بيته، وفي الهلال لا ننسى النقلة التي أحدثها حمودة بشير وعلاء الدين يوسف ونصر الدين الشغيل وثلاثتهم قدّموا أجمل ما يمكن أن يُقدّم، حيث الروعة والإبداع والجمال.
أنا لا أستطيع أن أنسى لصلاح إدريس انتقال حمودة بشير وعلاء الدين يوسف للهلال من المريخ، ولا أستطيع أن أنسى للبرير انتقال الشغيل للهلال، كما لا أستطيع أن أنسى للكاردينال انتقال شيبوب وجمال سالم للهلال، هذه الانتقالات لا تُنسى، سوف تبقى في التاريخ وللتاريخ.
السوباط والعليقي وهما يملكان كل شئ، ينقصهما ذلك التاريخ الذي سيبقى في السجلات لا يُمحى.
انتقال رمضان عجب ومحمد الرشيد وأبوعشرين للهلال أو تفاوضه والتوقيع معهم كان حدثاً جعل المريخاب يهضربون باسم (السوباط)، وقد انتهت المفاوضات بانتقال أبوعشرين للهلال ومعاقبة المريخ وعجب والرشيد، وهي مفاوضات وعملية تُحسب للطاهر يونس.
الطاهر يونس لو كان موجوداً في الهلال في الفترة الأخيرة لما خرج من ذلك المولد بدون حمص، بل كان سوف يخرج بالحلاوة كلها.
اختلاف الرؤى بين الطاهر يونس والعليقي من الصعب أن تجمعهما في مجلس واحد، لكن يفترض على العليقي أن يصطحب معه في تجاربه تجارب الآخرين خاصةً الإيجابية منها.
على العليقي أن يحقق تطلعات الجماهير وطموحاتها، لا تطلعاته هو، هو يقود الهلال نادي الشعب ولا يقود شركة بترول خاصة به.
التركيبة الدفاعية الحالية في الهلال كانت في حاجة لمصطفى كرشوم (واحد زايد واحد يساوي اتنين)، الموضوع ما عاوز ليه جوطة كتيرة ولا فلسفة، ولا جدال، كرشوم أفضل مدافع يمكن أن يتعامل مع الكرات الهوائية، وأفضل من يبدأ الهجمة من الخلف، وهو أفضل من يعطيك على الأقل موسمين لا فيهما شق ولا طق، كرشوم لو كان يلعب للهلال في هذا الموسم كان هناك فرق كثير، وهو لاعب مازلنا نتمنى أن نراه في الهلال ولو لموسم واحد.
كذلك نحسب أن الحارس محمد المصطفى يشبه الهلال، وهو من بين العناصر التي نتمناها في الهلال، بل هو مطلبٌ شعبيٌّ لجماهير الهلال.
يمكن أن نتنازل عن الجزولي نوح وسيف تيري لو نجح الهلال في التعاقد مع اللاعب الموهوب موسى كانتي، وهو لاعبٌ أيضاً يشبه الهلال، وطريقة لعبه وأسلوبه يلائم الهلال ويتوافق معه.
أتمنى أن يدخل موسى كانتي الضُل ويتعاقد معه الهلال، (الجابرك على الهجيرة دي شنو يا كانتي)، وحتى لا أضلل القارئ أنبِّه إني أكتب عن هذا الموضوع من نظرة تحليلية وليس من معلومة ولا أعرف شيئاً عن سير مفاوضات اللاعب مع ناديه المريخ الذي نتمنى أن يكون ناديه السابق، ولا أعرف شيئاً كذلك عن مفاوضات الهلال معه، الذي أتمنى أن يكون ناديه القادم أو الحالي.
لكني أتمناه في الهلال.
عادةً اللاعب الذي نعرف عنه معلومة أو نعلم بتحرك الهلال نحوه لا نكتب عنه حتى لا نفسد الصفقة أو نعقدها، وكانتي نكتب عنه كمراقبين عن بُعد، ونكتب من أجل مصلحة اللاعب، إذا استمر في المريخ نتمنى أن يجد التقييم الذي يليق بموهبته، سندعمه ونسأل الله له التوفيق مع ناديه الأصلي، وقد سبق أن كتبت عنه قبل حتى أن يعرف عندما ظهر مع منتخب الناشئين في البطولة العربية، والحمد لله لم يخذلني، يعجبني في كانتي أنه بكشح الأهداف كشح (كشح الجن)، عنده طريقة كشحة جميلة في تسجيل الأهداف وفي لعب العرضيات.
أما إذا انتقل للهلال وهو في هذه السن فسوف تتفجّر موهبته بصورة أكبر، لأنّ الانتقال من المريخ للهلال لوحده يضع اللاعب في تحدّّ وهو قادرٌ على أن يكسب التحدي، خاصةً أنّ اللاعب عندما ينتقل للنادي المنافس يجد التقييم المناسب، ويجد كذلك الدعم الإعلامي والجماهيري فيبدع أكثر وأكثر.
وأرض الهلال الآن يخرج منها الذهب، وبيئة الهلال بيئة محفزة للإبداع والتألق، فلا تجعل الفرصة تفوتك يا كانتي كما فاتت رمضان عجب ومحمد الرشيد.
أكتب عن موسى كانتي كموهبة سودانية قادمة، يجب أن تجد التقدير والاهتمام، وما كتابتي عنه إلّا إشارةٌ لموهبته وإشادة بها.
لو كنت أملك قراراً في مجلس إدارة الهلال لفعلت كل شئ من أجل أن ينتقل هذا اللاعب للهلال وهو يستحق أي مبلغ يطلبه وما خسارة فيه، ونجوم المريخ ومواهبه في الفترة الأخيرة كانوا عرضةً للهجرة والضياع، والهلال أولى بمواهـب نـدّه.

متاريس
في (ضللة) كتيرة سوف أحدثكم عنها.
والله إنتوا لو بتصبروا ما بتجيكم أي عوجة.
مشكلتكم إنتوا بتضيقوا.
الضيقة كعبة.
اصبروا.
من هسع.. وقبل ثلاثة شهور ما تجوا التسجيلات القادمة وتقولوا لينا ما لقينا مهاجم سوبر.
عليكم الله ـ حلفتكم ـ أمانة فيكم يا العليقي حركات الكاردينال دي ما تعملوها لينا.
في الدوري الموريتاني مواهب ممتازة، لو اكتفى منها الهلال لو وجد ضالته.
أكثر من مهاجم سوبر في الدوري الموريتاني.
محمد الأمين حوبت مهاجم سوبر واللّا ما مهاجم سوبر؟
ما تقعدوا تخترعوا لينا أعذار ومبررات من رأسكم.
الدوري الكونغولي برضو فيه مواهب تقيلة.
أتمنى طرف مازيمبي الموريتاني إبراهيما كيتا.
ولا كلمة.
الحاجات واضحة وظاهرة.
في وجود النصوص لا داعي للاجتهاد.
ما تقعدوا تجتهدوا لينا ساكت.
النصوص موجودة.
أقصد النجوم.
يقولوا ليكم الكلام ألف مرة.
تاني ما بنكرروا ليكم.
جبتوا لينا فلايت من التكرار.

ترس أخير: الهلالاب مفروض مو يحمدوا الله ح يلاقوا المريخ مرّتين في يونيو القادم (الهروب ممنوع)، مافي أي طريقة.. أقفلوا باب الحـوش.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد