صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد
مشروع الهلال عمل ليه (ضُــل)
زمان عندما كنا نكتب أعمدة سياسية في الصحف السياسية الورقية، كنا في بعض المرات نأتي صباحاً لمكاتب الصحيفة (قبل ما نشرب الشاي)، فنطّلع على الصحيفة فلا نجد أعمدتنا، فنسأل شذراً والشرر يتطاير من أعيننا أين العمود؟ لماذا لم يُنشر؟ فيقال لنا: ناس الأمن شالوه! وناس الأمن ديل هم زوار غير مرغوب فيهم للصحف كانوا يأتونها ليلاً فيأخذون منها ما لا يروق لهم فيمنعوا نشره، ونحن كنا نجزم أنهم كانوا لا يأخذون إلّا كل ما طابَ، كنا نغضب ونثور وتبدو أعيننا مثل عُمّال الدريسة غائرة وفاترة وثائرة (الدريسة دي قسم في السكة الحديد) ـ كان لا بد لنا أن نغضب وننفعل أمام سكرتارية الصحيفة حتى لا يحدث تلاعبٌ في العمود أو تغافلٌ عنه ـ العين الحمراء مهمة في مثل هذه المواقف، (سامح في أي شئ إلا كرامتك والعمود)، وقتها كنا لا نعلم أنّ ذهب البلد وثرواتها بشيلوها أيضاً نهاراً جهاراً، وليس كما يحدث لأعمدتنا التي كانوا يشيلوها ليلاً بحجة تقويض النظام، وهي حجةٌ يمكن أن يشيلوا بها مرارتك وضرسك وكليتك ويشيلوك من العمل للصالح العام، ولا عجب في ذلك، فقد شالوا ضمائر البعض ليكتبوا بدون ضمير.. فإما ضميرك وإما عمودك. والضمائر في الإعلام غير مرغوب فيها، مزعجة ومثيرة للجدل، ولا جدوى منها.
أقول ذلك لأنني بعد أن كتبت عمودي واطلعت عليه، مطالعة مودع، وأنا مسرورٌ وكأني أنجزت ألف ليلة وليلة، لأقوم بإرساله بعد ذلك، طار العمود من الموبايل واتمسح قبل الإرسال ـ يبدو أنني قمت بخطوة غلط ولم أقم بالاسترجاع، فمسح العمود وطار فأغضبني ذلك، وتذكّرت غضبنا عندما كانوا يشيلوا العمود.
كتابة عمود للمرة الثانية، حاجة زي شنقاً حتى الموت، متل حبوب الملاريا، حاجة ما بتتبلع، أسهل عندي أن أكتب عشرة أعمدة بأفكار مختلفة وجديدة، من أن أكتب نفس العمود مرة ثانية، استنساخ الفكرة أمرٌ غاية في الصعوبة، لأنّ العمود (حالة)، إذا عدت لكتابته مرة ثانية عليك أن تستحضر نفس الحالة بكل التفاصيل والوجع، والكتابة شئٌ من الوجع النبيل، وهذه أشياء لا ينجح الاسترجاع لها، انت لا تستطيع أن تعيد فرحك أو حزنك أو غضبك أو توترك، العمود حالة من تلك الحالات، له مناخه وبيئته وتضاريسه ومشاعره الخاصة، لكن عادةً عندما يطير منك عمود وهذا يحدث كثيراً، بتدخل في تحدي أن تكتب أفضل من الذي مُسح.. ودي مشكلة تانية، لأن المقارنات مُرهقة وغير مُرضية.. ولأنّ الإعادة دائماً تكون أقل من النسخة الأولى، الملاح وقت يجيبوه ليك زيادة بكون ما بنفس الطعم (ماسخة وغير رائجة)، رغم أنه نفس الملاح.. عندنا عمنا أصلو ما بقعد ليه في زيادة طعام، يقعد في نار ما يقعد في زيادة، كلمته واحدة ولقمته واحدة.
كنت أجهز نفسي للخروج لمشوار عزاء وهذا يعني أنني سوف أحمل أفكاري معي وأحوم بها إلى أن أعود وأكمل العمود، وأنا في هذا الوضع علمت برحيل الفنان الشاب محمد فيصل الجزار، باغتني الزميل خالد فتحي مراسل “العربية.نت” بسؤال عن الجزار ورحيله فأفدته بذلك بحزن مفلتر، اعتدنا على الأحزان حتى صارت جزءاً من مزاجنا العام، من الشاي والقهوة والعِمّة والجلابية، والصُّحبة واللّمّة، الحزن يسكن حتى في أفراحنا، يقطن في أغانينا وعيوننا.
بعد الإفادة، تذكّرت أني لم أدعم إفادتي بالقول إنّ الفنان محمد الجزار عرف أن يجمع بين الأغنية الحديثة والشعبية في قالب واحد، عمل خلطة بينهما بحيث أنك تحس بالنفس الشعبي عندما يغني حديثاً والنفس الحديث عندما يغني شعبياً، وهذه عبقرية… الجزار كان عبقرياً في خلطته تلك، وللأسف العبقريات في السودان عمرها قصير وهي تعرف بعد أن يموت صاحبها، فيعترف له بالعبقرية بعد أن يوارى الثرى، لذلك لا يوجد بيننا عبقري على قيد الحياة، كلهم أموات، بلد عباقرتها تحت الأرض، نحن نكتشف عبقرية المبدع بعد الرحيل، لهذا مع رحيل أي مبدع مع الحزن نشعر بالتأنيب والتقصير، الحزن لأنه رحل، والتأنيب والتقصير لأننا لم نشعر بقيمته إلا بعد أن فارق الحياة، يا ربي دي غتاتة مننا أم تبلُّد في الإحساس؟ في السودان أو في الحياة بصورة عامة، الزول المختلف والمبدع المتفرد ما بعيش طويلاً، صغيراً جداً رحل التجاني يوسف بشير، وصغيراً جدا رحل الأديب العبقري معاوية محمد نور والمبدع عبد العزيز العميري وحبيبو نادر خضر والحوت محمود عبد العزيز، جميعهم رحلوا وهم في الشباب ومنهم من كان فوق العشرين بقليل، لكن الملاحظة أنّ كل الذين رحلوا في سن صغيرة قدموا كل شئ، بحيث أنّك تشعر أنهم لو عاشوا سبعين عاماً إضافية لما زادوا على ما قدموه.. المدهش أن إبداعهم لا يكون جيداً ومُمتعاً من حيث الكيف فقط، بل يكون أيضاً غزيراً من حيث الكم، من أحدثكم عنهم أغرقوا الأرض إبداعاً ـ انظروا إلى إنتاج محمود عبد العزيز كل فناني جيله لم يبلغوا نصف ما قدم محمود رغم أنهم عاشوا بعده سنوات ومازالوا أحياء. عبد العزيز العميري كان مطرباً وشاعراً وممثلاً ورساماً، كان كشكول إبداع وأي مجال دخل فيه أبدع.. العميري كان تجميع مواهب مختلفة.
مصطفى سيد أحمد كان حديقة أو بستاناً غنائياً، ما قدمه مصطفى سيد أحمد لا يستطيع أن يقدمه مائة مصطفى سيد أحمد لو عاشوا بعده، مصطفى سيد أحمد كان فنان (مدرسة) والعميري كان (مؤسسة إبداعية شاملة) ومحمود عبد العزيز كان (جان) يأتي بما لا يتخيله عقل ولا يتوقعه أحد.
الزميل الإعلامي ابن مدينة القضارف مجذوب عبد الحليم قال إن محمد الجزار كان عاشقاً للهلال، والزميل خالد فتحي قال في تقريره إنّ لقب الجزار أخذه من أنه كان لاعباً عنيفاً في الكرة، ونحن نطلق على اللاعب العنيف لقب الجزار، رغم أن الجزار في الفن كان (رقيقاً)، غنى للرومانسية على أضواء الشموع.. مجذوب وخالد اتفقا على أن محمد الجزار اشتهر بهلاليته، والمبدع علينا أن لا نصنفه باللون الرياضي، لكن انتماؤه خاصة إن كان معلناً عنه ومعروفاً يضع له عنوان، أنا أحس بالانجذاب أكثر لكل ما هو هلالي.
غنى الجزار للهلال، فأطربنا صوته كما كان يطربنا البرنس ومهند الطاهر.
الزميل الإعلامي الطيب علي فرح كان من أشد المراهنين على الجزار والمبشرين به، أذكر له حلقة شهيرة قدمها معه في قتاة قوون، كان الجزار فيها يحكي كل الوهج.
نسأل الله تعالى الرحمة للجزار وندعو سبحانه وتعالى أن يسكنه فسيح جناته، رحيله وضعنا أمام صدام مباشر مع الحزن.
كل هذه المقدمة لم تكن في العمود الذي مسح وأنا أحاول أن أتذكّر ماذا كتبت في عمودي الطار.. ربما فعلت ذلك حتى أشعر بالعوض.
نحن في الغالب نبتهل عندما يخفق الكبار ونهلل لذلك، ونحلل بأخطاء الكبار أخطاءنا.. وكأن غلط ريال مدريد أو برشلونة أو ليفربول أو الأهلي أو صن داونز أو الترجي أو الوداد يجيز للهلال أن يماثلهم بأخطاءٍ مُشابهة.. نتشبّه بهم في الأخطاء، ظناً أن ذلك فلاحٌ منا!!
في الأيام الماضية، وجدت من يأتي عجلاً وهو مبسوط ليطرح إطاحة ريال مدريد بمدربه انشليوتي، يقولون ذلك نكايةً في فلوران ـ الريال شال انشيلوتي وهو مدرب عظيم ما الذي يمنع الهلال من الإطاحة بفلورانه!!
ثم يأتي آخر داعماً الإطاحة بفلوران وعارضاً إطاحة الوداد المغربي بمدربه الجنوب أفريقي.
أعلن نادي الوداد البيضاوي، انفصاله رسميًا عن مدربه الجنوب أفريقي رولاني موكوينا، بعد موسم مخيب للآمال لم يُحقِّق فيه الفريق أي ألقاب، عقب الجولة الأخيرة من الدوري المغربي.
الوداد هذا العام مع الاستقرار والمدرب العالمي والتسجيلات ذات القيمة المالية العالية لم يُحقِّق غير (النية) للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية بفضل الأثر الرجعي.. وفي ناس في الحرب دي خلوا (الدعم السريع) وقعدوا يهاجموا في الهلال.
ثقافة (الإطاحة) معدية مثل الكورونا.. السودانيون بتعجبهم الإطاحة وبفرحوا بيها، أراهن لو أنّ الهلال استقدم أليكس فيرغسون أو كارلو انشيلوتي أو بيب غوارديولا أو هانزي فليك أو أرني سلوت، لطالبوا بالإطاحة به، نحن بنفرح بالإطاحة أكتر من البطولة، بنجيب المدرب عشان نطيح بيه!!
ويجيك زول من فج عميق معلناً رحيل مدرب الأهلي السويسري مارسيل كولر مع كل الإنجازات التي حقّقها، ولسان حاله يقول إن كولر في عامين ونصف حقّق مع الأهلي 11 لقباً، ما الذي يجعل الهلال يصبر علي فلوران الذي لم يُحقِّق غير الوصول لدور الثمانية والخروج بعد ذلك.
وفي كل هذه الأمثلة أخطاءٌ أو إخفاقاتٌ وقع فيها الريال والوداد والأهلي، علينا نحن تقليدهم في سلبياتهم تلك، نقلدهم في الإطاحة، دي البنقدر عليها، والأمر هذا لا يحتاج إلى جهد ولا مشقة، لأنّ الفشل لا يستوجب منك أن تفعل شيئاً، ليس مطلوباً منك أكثر من أن لا تفعل، النجاح في كل شئ يقوم على الرفض والاعتراض والتمسُّك والجهد والحركة والفكر والتعب والمغامرة، لذا فهو ذو كلفة عالية لا يقدر عليها الفاشلون.
ونحن بطبعنا نحفل بالجديد ونعتقد أنّ البطولات قادمة مع المدرب الجديد، وأنّ المدرب إذا استمر مع الفريق كثيراً فلن يحقق نجاحاً، رغم أنّ كل البطولات تحقّق مع استمرارية الجهاز الفني ومع الاستقرار.
سوف اكتفي بتشريح حالة الأهلي، لأننا كثيراً ما نضعه مثالاً.. المستعجل يمرق يا جماعة.
يعيش فريق الأهلي في هذه الفترة أسوأ حالات الضعف الإداري، ويمر بتوهان إداري شديد وهذيان واضح، رغم أنّ على رئاسة مجلس إدارته النجم الكبير والاسم المعروف محمود الخطيب.
قد تتساءل وكيف يحقق الأهلي كل هذه البطولات وهو بهذا الضعف الإداري المزعوم؟ والإجابة يحقق الأهلي كل هذه الألقاب، لأننا أضعف، الضعف فينا وفي منافسي الأهلي بصورة أقل.
في أفريقيا الفوضى والفساد ،يمكن أن يجلبا البطولات أكثر من النظام والطهر والاستقامة، وحتى في الدول المتقدمة هناك شكوى من الفساد، حدث ذلك في الفيفا وفي الاتحاد الأوروبي وفي إيطاليا وإسبانيا، وقُدمت اتهامات وصل بعضها لمرحلة الإدانة والحكم والهبوط لدرجة أدنى، وما يحدث الآن في كثير من المباريات والبطولات نوعٌ من الفساد، حيث نجد (الفأر) الذي اخترعوه من أجل العدل، فوجدناه يُستعمل في الظلم.. قنّنوا بيهو الفساد فأصبح الفأر هو حكام تقنية الفساد.. لذلك ينجح الأهلي ونفشل نحن. هذا لا ينفي أنّنا نفتقد لمقومات البطولة وننافس على رهان الصدفة والتوفيق والدعوات، نعم بالورقة والقلم مازلنا بعيدين.
ضعف الأهلي الإداري يتجسّد عندي أن مجلس إدارته أبرم صفقاته بسبب ضغوط الإعلام والجماهير، فتعاقد مع أشرف بن شرقي بمبلغ خيالي وأحمد السيد زيزو برقم خرافي وترازيجيه بمقابل كبير بسبب ضغط الجماهير، والضغط ليس كله خبيث يمكن أن يكون حميداً، خاصةً في التسجيلات، لكن يجب أن يكون ذلك بعيداً عن التأثير على القرار الفني واحتياجات الفريق الحقيقية (قول واحد)… والله إعادة كتابة العمود أصعب من أنك تنسى مفتاح العربية جوّه العربية.
مجلس إدارة نادي الأهلي ترك قراره للجمهور، وأصبح النادي الكبير يُدار بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي من خلال متابعتي، هذا ليس طعناً في الجماهير، فهي من أجلها تلعب كرة القدم وبها تُحقّق البطولات وتأتي حقوق الرعاية والإعلان، ودور الجمهور يبقى عظيماً في الدعم والمساندة، الدعم المعنوي والمادي، لكن كل ذلك لا يعطيها الحق في التدخُّـل في القرار الفني والإداري.
للجماهير الحق في التدخل الإداري في حالة واحدة، وهي انتخاب المجلس أو سحب الثقة منه عبر الجمعية العمومية وحتى ذلك يتم بواسطة أعضاء النادي الداعمين للفريق والمسددين لاشتراكاتهم الشهرية، يعني الموضوع ما تنظير (فيسبوك) ساكت.
ما أي واحد قاعد في بيته أو مكتبه، شايل تلفونه عاوز يشيل المدرب ويشطب فلان ، ويضع التشكيلة ـ دا ما قرارنا نحن ـ لا قرار الجمهور ولا الإعلام.
الجمهور أو أعضاء النادي وبالقانون ممكن يقيلوا مجلس الإدارة بما في ذلك رئيس النادي، لكن لا يحق لهم أن يقيلوا المدرب (دي واضحة والّلا نعيد)؟
ضعف مجلس إدارة نادي الأهلي المصري تجسّد أيضاً في الإطاحة بالمدرب كولر، فقد أجبرتهم ثورة مواقع التواصل الاجتماعي بعد خروج الأهلي من البطولة الأفريقية من الإطاحة بكولر، رغم أن الإطاحة يمكن أن تكلف خزينة الأهلي اكثر من 3 ملايين دولار.. وفي مصر الدولار عندو قيمة… (قول اتنين).
كذلك يظهر ضعف مجلس الأهلي في تسريب خبر التعاقد مع مدرب أورلاندو الجنوب أفريقي الذي استقال أخيراً من فريقه بنية التعاقد مع الأهلي الإسباني خوسيه لويس ريفيرو ومجلس الأهلي ينتظر ردة فعل جمهوره بالإيجاب أو الرفض ، ليقرر بعد ذلك ويعلن رسمياً التعاقد معه أو يعلن صرف النظر عنه وهذا عندي منتهى الضعف… (قول تلاتة).
المفارقة الغريبة أن الأهلي أطاح بمدربه السابق السويسري كولر بسبب خروجه من نصف نهائي البطولة الأفريقية أمام بطل جنوب أفريقيا صن داونز، في نفس الوقت ينوي الأهلي التعاقد مع خوسيه ريفيرو مدرب أورلاندو وصيف بطل جنوب أفريقيا الذي خرج من نفس الدور في البطولة الأفريقية أمام بيراميدز وصيف بطل الدوري المصري… أمانة فيكم إن ما قلتوا أربعة.
المفارقة الأغرب أن الأهلي أطاح بمدرب حقّق معه خلال عامين ونصف (11) بطولة، منها بطولتان قاريتان ويريد أن يتعاقد مع مدرب في كل تاريخه حقّق (5) بطولات كلها مع أورلاندو الجنوب أفريقي، وهي خالية من البطولات القارية وخالية كذلك من الدوري الجنوب أفريقي. بتتلفتوا مالكم…؟ (قولوا خمسة).
هذا تأكيدٌ على أن الإطاحة بالمدربين تتم بدون دراسة، وهي تُكلِّف النادي الكثير، كما كلّفت الأهلي أكثر من 3 ملايين دولار.
إطاحة بس من أجل الإطاحة.
تقول سيرة مدرب الأهلي السابق (تولى كولر تدريب 6 أندية في منصب الرجل الأول، وهي سانت جاليين وبازل وجراسهبورز وويل السويسريين وبوخوم وكولون الألمانيين”، ومنتخب واحد “النمسا”، كما عمل مساعداً مع مواطنه كريستيان جروس مدرب الزمالك الأسبق في أولى خطواته التدريبية عام 1992.
ونجح السويسري كولر في التتويج ببطولتين للدوري السويسري مع سانت جاليين في موسم 99 – 2000 وجراسهبورز في موسم 2002 – 2003 قبل تحقيق دوري الدرجة الثانية مع بوخم الألماني موسم 2005 – 2006 وكأس سويسرا مع بازل 2018 – 2019، وقاد الفرق التي درّبها خلال 529 مباراة، انتصر في 240 وتعادل 127 وخسر في 162).
كولر درّب منتخب النمسا وحقّق بطولة الدوري السويسري مرتين مع ناديين مختلفين.
أما سيرة خلفه الإسباني خوسيه ريفيرو فتقول: (بدأ حياته المهنية مدرباً لفريق شباب سيلتا فيجو الإسباني في موسم 2010/11، قبل أن يكون مدرباً مساعداً لفريق هونكا الفنلندي بموسم 2014/15 ورحل بعدها بشهر واحد. وواصل خوسيه عمله كمدرب مساعد في نادي بالوكيرهو وهلسنكي الفنلندي حتى موسم 2018/19، قبل أن يتولى قيادته الأولى كمدرب رئيسي مع فريق إنتر توركو (من 1 يناير 2019 حتى 31 ديسمبر 2021). وانتقل الإسباني إلى الدوري الجنوب أفريقي من بوابة أورلاندو بايرتس في موسم 22 – 2023، قبل أن يعلن رحيله عن الفريق قبل نهاية الموسم بـ5 مباريات).
قاد خوسيه ريفيرو 232 مباراة مع الفرق التي تولى قيادتها (فاز 137، تعادل 35 وخسر 60)، حيث جمع 446 نقطة “متوسط 1.92 نقطة لكل مباراة”.
ومع أورلاندو بايرتس بجميع المسابقات خاض 130 مباراة (فاز 81، تعادل 22 وخسر 27).
عندما تعاقد أورلاندو مع هذا المدرب، وُصف بأنه مغمورٌ وقابلته جماهير أورلاندو بالرفض والسخرية.
يظهر تواضع المدرب من راتبه حيث عرض مسؤولو الأهلي على المدرب الإسباني خوسيه ريفيرو، حصوله على 150 ألف دولار، وهو ما وافق عليه المدرب، علمًا بأن السويسري مارسيل كولر كان يحصل على راتب أكبر من ذلك، إذ وصل راتب كولر في نهاية عقده إلى 220 ألف دولار شهريًا.
وهناك صحفٌ مصريةٌ ذكرت أن ريفيرو سيحصل على راتب شهري لا يتجاوز 130 ألف دولار أمريكي، مما يجعله العقد الأعلى في مسيرته التدريبية منذ بدايته وحتى آخر محطاته مع نادي أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي، حيث كان يتقاضى هناك مبلغًا لا يتعدى 35 ألف دولار شهريًا. لكن بالنسبة للأهلي هو المرتب الأضعف في تاريخ النادي في السنوات الأخيرة يمنحه لمدرب أجنبي.
أقفز بيكم إلى نقطة أخيرة، وهو حديث أحمد شوبير الراعي الرسمي أو الأول لمجلس الأهلي، حيث ذكر شوبير في برنامجه الإذاعي (مع شوبير) أمس عبر إذاعة “أون سبورت fm أن الأهلي تعاقد مع خوسيه من أجل مشروع الأهلي، وأن الأهلي لديه مشروع ـ إنتوا الأيامات دي شنو المشاريع الماسكين لينا فيها دي؟
غايتو العليقي شبّك الناس في المشاريع وهو عاوز يطلع منها.
نهج المشروع في كرة القدم طبعاً أمرٌ قديمٌ، نجح فيه على المستوى الأفريقي فريقا مازيمبي الكونغولي وصن داونز من بعد ذلك، ونتمنى أن ينجح فيه الهلال وإن كان ذلك يبدو أمراً صعباً، لأن أهم عنصر في نجاح المشروع الكروي هو الصبر عليه، وهذا ما نفتقده.
قبل المال والبنية التحتية والظروف والمناخ الملائم يحتاج المشروع للصبر عليه، ونحن كل هذه المقومات نفتقدها فمن أين لنا بصبر يبل الآبري؟
نحن مع عدم امتلاكنا للمقومات الأساسية لنجاح المشروع أو حتى لقيامه، توجد عندنا عوائق طبيعية وعوارض وظروف الحرب الحالية، يُمكن أن تعيق أي مشروع حتى مشروع فتح كنتين في الحلة، ناهيك عن مشروع كبير مثل مشروع الهلال.
فكرة المشروع ظهرت في برشلونة والفريق الكاتلوني يمتلك قوام نجاح المشروع وجماهيره قادرة على الصبر عليه، يمكن لبرشلونة أن لا تحقق لقباً عشر سنوات فلا يحدث ضجرٌ أو غضبٌ من الجماهير، عكس ريال مدريد الذي لا تحتمل جماهيره غياب البطولات موسماً واحداً، وجماهير الريال مثل جماهير الأهلي، لذلك نجاح المشروع في الأهلي يبدو مُستحيلاً.
فريق في آخر ثلاثة مواسم حقق بطولتين لدوري أبطال أفريقيا، وفي تاريخه 12 لقباً لكبرى البطولات الأفريقية المشروع عاوز بيهو شنو؟
الأهلي لا يقدم كورة ولا عروضاً جميلة، وهو نادٍ يعتمد على اللاعب الجاهز، وجماهيره لا تقبل الخسارة فكيف ينجح المشروع؟
برشلونة تُحقِّق بطولاتها عن طريق الأداء والعرض الساحر والأهداف الجميلة والاستحواذ والتكتيك والتخطيط بعيد المدى، وكل هذه الأشياء من ثمرات المشروع الناجح.
كل نجوم برشلونة من خريجي أكاديمية الفريق مثل أندريس انيستا وتشافي هيرنانديز وجيراد بيكيه والظاهرة ليونيل ميسي، والآن تقدم أكاديمية برشلونة أفضل ثمارها متمثلة في السباعي، لامين يامال وجافي وأليخاندرو بالدي، داني أولمو، كوبارسي، مارك بيرنال ومارك كاسادو، (أهو دا المشروع)، اللافت أن اللاعب الجاهز في برشلونة لا ينجح كما ينحح في ريال مدريد، وقد فشل في برشلونة السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، وفشل الفرنسي أنطوان غريزمان، وفشل البرازيلي فيليبي كوتينيو، حتى البرازيلي رونالدو لويس نازاريو دي ليما والبرتغالي لويس فيغو فشلا مع برشلونة ونجحا بعد ذلك نجاحاً لافتاً مع الريال.
ناس المريخ سمعوا بحكاية المشروع عند الهلال، وبعد أن شبعوا سخريةً وتهكُّماً منه قالوا عاوزين يعملوا ليهم مشروع زي الهلال، ودا أكبر دليل على نجاح مشروع الهلال، مشروع الهلال عمل ليه (ضل).. والله إنتوا الإعلام اليوغندي ما غلطان عليكم يوم أطلق عليكم (ضل) الهلال.
….
متاريس
برفقة الأستاذ بابكر مختار التقينا بنائب رئيس مجلس إدارة الهلال ورئيس القطاع الرياضي محمد إبراهيم العليقي في إحدى أمسيات القاهرة، من خلال هذا اللقاء، استشفيت كيف يُفكِّر العليقي للمرحلة القادمة؟ هل يتعاقد الهلال في التسجيلات القادمة مع (المهاجم السوبر)، وماذا عن مهاجم بيراميدز الكونغولي فيستون كالالا مايلي؟ وكيف جاء علي عبد الله كبه للهلال، وما هو الوضع في ظل هذه الحرب؟ وأين المشروع؟ هل يغادر فلوران؟ بل هل يغادر العليقي؟ كل هذه الاستفهامات سوف أحاول الإجابة عليها غداً إن شاء الله بصورة لا تجعلني أتعدى على خصوصية اللقاء وحديث العليقي الجانبي، سوف أفعل ذلك برفق، وأتلمّس الفكرة لا الكلمة.
كعادته الزميل الدكتور علي عصام حاضر دائم وما بتفوت عليه حاجة، وقد فات علينا نحن ذلك. اللهم أرحم والي الدين محمد عبد الله وأسكنه فسيح جناتك، فقد كنا نستخرج الشهد من أهدافه فيكون لنا من ذلك عسل نحل أصلي.
…
ترس أخير: حضِّروا بسـتلة اللبن.