صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

التراشق بين الرياضيين يخرج عن المألوف

26

‏هلال وظلال
‏عبد المنعم هلال
‏‏التراشق بين الرياضيين يخرج عن المألوف

‏ـ في الآونة الأخيرة شهد الوسط الرياضي موجة من الخلافات الحادة والتراشق المؤسف بين بعض الرياضيين خرجت عن المألوف وتجاوزت حدود اللياقة والروح الرياضية وأصبحت الساحة الرياضية التي كان يفترض أن تكون منبراً للتنافس الشريف مرتعاً للاتهامات والتجريح وإشانة السمعة في مشهد مؤسف لا يشبه الرياضة ولا يمثل أخلاقياتها.
‏ـ من العيب أن تتطور خلافاتنا كرياضيين لتصل إلى ساحات المحاكم وأن نستبدل الحوار والتفاهم بالبلاغات والدعاوى القضائية متناسين أن الرياضة رسالة سامية تقوم على المحبة والاحترام والتسامح.
‏ـ الإعلام الرياضي يتحمّل مسؤولية كبرى في هذا الانزلاق فبعض التناول الإعلامي تجاوز حدود النقد البناء وتحول إلى منصات للتشهير والطعن في الأمانة والسلوك دون سند أو دليل وهذا أمر لا يليق ويهدد النسيج الأخلاقي للرياضة والمجتمع على حد سواء.
‏ـ يجب أن نضبط الحروف ونزن الكلمات قبل إطلاقها وأن نرفع شعار التسامح والسمو لأن الرياضة أسمى من الأحقاد وأعلى من النزاعات.
‏ـ ما يحدث الآن من شجارات علنية وتلاسن بين بعض الكتّاب الرياضيين والإداريين والمدربين واللاعبين أمر لا يمت للرياضة بصلةولا يعكس الخلق الرياضي الذي ينبغي أن نتحلى به.
‏ـ بات من المؤسف أن تستغل المنصات الإعلامية التي من المفترض أن تكون منابر للتنوير والتثقيف في إطلاق السهام الجارحة وتصفية الحسابات الشخصية وكأن الرياضة أصبحت ساحة للمعارك الكلامية لا للتنافس النزيه ولا يقلّ خطورة عن ذلك أن نرى بعض الإعلاميين يدخلون في مهاترات علنية مع الإداريين والمدربين واللاعبين دون إدراك لتأثير ذلك على الجماهير وسمعة الأندية ومكانة الرياضة في المجتمع.
‏ـ أين نحن من أولئك القامات الذين أرسوا أدب المناكفة الرياضية والجدال الراقي ..؟ أين نحن من قلم ابن البان وروح أبو آمنة حامد ولسان طلحة الشفيع وغيرهم ..؟ أولئك الذين سطروا صفحاتهم بأحرف من ذهب فكان نقدهم بناءً وخلافهم مؤدباً وحوارهم مثمراً لا يخرج عن إطار الأدب والاحترام.
‏ـ اليوم هناك قضية مؤسفة بين كاتب رياضي ومدرب وصلت إلى ساحات المحكمة ونأمل أن تنتهي سريعاً بالعفو والتسامح واعتذار من أخطأ فكرامة الإنسان أغلى من أي انتصار وهمي وسمعة الأشخاص لا ينبغي أن تكون ثمناً لوجهة نظر أو خلاف عابر.
‏ـ من المخجل أن نحمل القضاء قضايا رياضية كان يمكن حلها بكلمة طيبة أو اعتذار صادق فهل يعقل أن تصل الخلافات إلى ساحات المحاكم في وقت نحتاج فيه إلى التكاتف والتعافي من جراح بلد تنهكه الأزمات ..؟
‏ـ نعم نختلف لكن يجب أن نختلف بأخلاق وننتقد لكن ننتقد بأدب ونعبر لكن دون أن نهين وهذه هي الرياضة التي نعرفها ونؤمن بها والتي يجب أن نحييها في نفوسنا وفي أقلامنا وسلوكنا.
‏ـ إن الرياضة ليست مجرد أهداف تسجل أو بطولات تحقق بل هي منظومة أخلاقية قائمة على احترام الآخر مهما اختلفنا معه واختلاف الرؤى طبيعي بل ومطلوب لكن الخطير أن يتحول هذا الاختلاف إلى عداوة وخصومة يستخدم فيها البعض أقسى العبارات ويتجردون من الإنصاف والموضوعية.
‏ـ كفانا تشويهاً لصورة الرياضة ولنعد بها إلى نقائها ولنتعلم كيف نكون خصوماً بشرف ورفقاء في الاختلاف.
‏ـ علينا جميعاً أن نعيد النظر في خطابنا الرياضي ونرتقي بأقلامنا وألفاظنا وأن نزرع في الأجيال القادمة أدب الاختلاف لا ثقافة التشهير فالتاريخ لا يخلد الشتامين بل يذكر أصحاب المواقف النبيلة والكلمة الرصينة.
‏على الإعلاميين أن يتحلوا بالمهنية وأن يدركوا أن الكلمة أمانة وأنها قد ترفع شخصاً أو تسقطه.
‏ـ على الإداريين والمدربين واللاعبين أن يكونوا أكثر تسامحاً وسعة صدر فهم تحت الأضواء وعليهم تقبل النقد بروح رياضية.
‏ـ وعلى الجماهير أن تفرق بين الناقد الصادق والمثير للفتن وأن لا تنجر خلف العناوين الاستفزازية التي تشعل نار الفتنة ولا تخدم الرياضة في شيء.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد