صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

*هل يقف الجيش مع المواطن في محنته..؟! (٣ – ٧)*

50

*كرات عكسية*
محمد كامل سعيد
*هل يقف الجيش مع المواطن في محنته..؟! (٣ – ٧)*
#

نواصل ابحارنا في ما بدأناه الثلاثاء قبل الماضي.. وقبل كل شئ لابد لي ان اعتذر للقراء الأعزاء عن التأخبر وذلك لظروف اسرية قاهرة حاصرتني خلال الايام القليلة الماضية تمثلت في وفاة إبنة عمتي التي انتقلت لجوار ربها السبت بالثورة ام درمان الحارة العاشرة بعد اصابتها بالملاريا اللعينة.. ونسأل المولي عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته..
# ولعل تفاصيل وفاة (ابنة عمتي) قد كشفت بجلاء تواضع وتراجع الأوضاع داخل السودان.. وعبرت بدون اي مكياجات المعاناة التي تحاصر شعبنا والتي تضاعفت وتراجعت ووصلت لمرحلة العدم في ظل غياب ابسط مقومات الحياة من ماء وكهرباء وعلاج لأمراض بسيطة في مجتمعنا كالملاريا وغيرها..
# اي نعم الملاريا مرض بسيط.. نقولها بعد ما انتشرت بكميات مخيفة وصارت  مثلها مثل الصداع ونزلات البرد العادية.. وهنا فاننا لم نتحدث عن الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط والفشل الكلوي والقلب وغيره والتي انعدمت علاجاتها واسعافاتها..
# كنت اتابع في سنوات اغترابي – (قبل فترة) – نشرات الاخبار بالقنوات التلفزيونية السودانية.. وللأسف وجدت حاليا ان الأسلوب القديم البائس – (ايام الكيران) – وهو يعود مجددا ويفرض نفسه خلال الفترة الحالية.. حيث تابعنا جل القنَوات وهي ترتدي ثوب الموالاة.. وتتشابه في تناولها للأحداث والأخبار.. كما أنها لم تتخطى الدائرة القديمة وصارت لا تعرف الا التطبيل والإنبراش..!!
# تتحدث القنوات الموالية منذ أكثر من عامين عن (الانتصارات الكاسحة للقوات المسلحة) على الجنجويد.. وتهتم كثيرا جدا بتناول الادانات التي تصدر من حكومات الدول المختلفة للسلوك الهمجي الإجرامي للمليشيا والتصرفات اللا انسانية التي حدثت ولا تزال تحدث في حق المواطن البسيط.. وعلى الرغم من متابعتي الدقيقة للقنوات السودانية الا انني للأسف لم أرى بالصدفة ولو مجرد خبر واحد يرتبط بمصلحة المواطن الغلبان..!!
# يتحدثون في القنوات الرسمية ويوكدون ان الأمور (عال العال) وأن الشعب يساند القوات المسلحة وبناصرها وجاهز التضحية بنفسه فداء للوطن.. لكنهم – اي القنوات – يتهربون من تناول حقيقة افنقاد المواطن لابسط الحقوق التي تخدمه كإنسان..!!ونحن هنا نقصد انعدام المياه والكهرباء وبقية الخدمات الأساسية مثل الأمن والأمان في ظل انتشار السرقات والنهب تحت تهديد السلاح الذي صار مثل الهواء متاحا لاي شخص..!!
# كنا َولا زلنا وسنظل على قناعة  بحقيقة واحدة ثابتة وراسخة هي أن القنوات الفضائية وجميع أدوات ومصادر الاعلام في كل دول العالم تظل على الدوام تنحاز للشعب.. وتكون في خدمة المواطن.. لأنها تعلم تمام العلم – اي القنوات – بانها وبمجرد ابتعادها عن ما يخص الإنسان الغلبان البسيط فإنها ستخرج وتنحرف تماما عن الدور الذي انشئت من أجله..!!
# لقد تابعنا الحرب التي اندلعت قبل أيام بين الهند وباكستان.. وشاهدنا طريقة تعامل الحكومة الباكستانية مع الوضع.. وكيف انها اختارت الانحياز للمواطن الذي لا ذنب له.. واعلنت السير في سكة المفاوضات لانهاء الحرب.. وهنا فإن قادة باكستان انحازوا لقرار انهاء الحرب.. لماذا يا ترى..؟! لان هنالك (١٣) مواطنا بريئا قد ماتو من القذف الذي مارسته القوات الهندية على شعب باكستان..!!
# في السودان.. وللاسف لا أحد يفكر في المواطن الذي اثبتت التجارب والموافق القديمة والآنية انه يأتي في آخر قائمة الاهتمامات.. والدليل يظهر عمليا من خلال من خلال الالاف الذين ماتوا جراء الحرب اللعينة الحالية.. بجانب إننا تابعنا الجيش – المناط به حماية المواطن – وهو يواصل سياسة الانسحاب عندما بدأت المعارك. وظل يترك المواطن الاعزل في مواجهة المليشيا المتمردة.. وكان من الطبيعي أن يتعرض اي مواطن للنهب والقتل وَالسحل والانتقام والاغتصاب.. مع العلم ان هذا الشعب كان ولا زال وسيظل هو الجهة الوحيدة التي تدفع ثمن أخطاء الحكام وسياساتهم الخرقاء..
# نقول ذلك الحديث ونعلم ان لا أحد من القادة يمكن ان يفكر ولو بالخطأ في الطريقة التي يؤمن بها المواطن الغلبان لان جل المسئولين لا يفكرون الا في طريقة تأمين مواقعهم حتى ولو كان ذلك عن طريق إهدار دماء كل أبناء شعب السودان.. حدث ذلك والجميع يرى سياسة التحشيد والتغبيش الاعلامي وهي تنواصل.. وهنا فانا اذكر موقفا غريبا تابعته قبل ايام في قناة الخرطوم حيث كانت المادة المقدمة عبارة عن استطلاع بين المواطنين في مدينة بحري على ما أعتقد..
# احدي المواطنات وبعد ما تحدثت وشكرت الجيش على (تضحياته الكبيرة) عرجت لتناول الأحوال الصعبة التي يعانيها السكان والمتمثلة في َانعدام ابسط مقومات الحياة من ماء وكهرباء وَبقية الخدمات.. وأثناء ذلك الحديث انقطعت الصورة فجأة وتحولت الكاميرا الي مواطنة اخري في ذات الاستطلاع المبتور الذي خرج تماما عن المهنية..!!
# اتحدث هنا عن اوضاع المواطن السوداني السيئة وكنت اعرفها وعشت تفاصيلها منذ اندلاع الحرب اللعينة حيث تعرض منزلي ومنازل ملايين المواطنين للسرقة والنهب َوالاحتراق والتدمير سواء بالدانات او غيرها في وقت تكتفي فيه اجهزة الإعلام بالتحديد الاهوج متخذة كل العبارات التبجيلية والاستسلامية المنحازة بطريقة مباشرة او غير مباشرة للجيش..!!
# لقد تابعنا خلال السنوات الأخيرة حدوث كوارث عديدة في مختلف بلدان العالم – عربيا وقاريا وعالميا – حيث شاهدنا الحكومات وهي تنحاز للمواطن وتكون المعين والسند الأول والابرز له.. لكن للأسف فقد تابعنا أيضا في السودان الجيش وهو قد ادمن سياسة الانسحاب من كل المناطق خاصة السكنية.. وظل يترك المواطن المسكين الاعزل في مواجهة مصيره المجهول امام جنجويد لا توجد في قلوبهم رحمة.. تجردوا من الإنسانية والادمية..!!
# َلقد نزحت انا واسرتي مثل ملايين الأسر تاركا خلفي ممتلكاتي في بيتي.. كما انني مثل كل الأسر فقدت كل شئ بعد ما نزلت احدي الدانات على منزلي.. والحمد لله على ارادة المولي عز وجل الذي انا على قناعة تامة بانه سيعوضني خيرا وَيعوض كل سوداني عن ممتلكات التي فقدها.. وهنا نحمد المولي عز وجل على نعمة خروجنا سالمين بارواحنا من منازلنا مع اسرنا كنازحين..
# لقد اكملت الحرب السودانية عامها الثاني قبل أكثر من شهر.. وعلى الرغم من ما قيل ويقال عن انتهاء المعارك في معظم انحاء البلاد الا ان مخلفات تلك الصدامات ستظل باقية وقائمة مع الإشارة هنا الى ان الاشتباكات تحولت ووصلت الي مرحلة الدانات والمسيرات.. ولان الدمار سهل فإن الجميع يعلم بحقيقة ان البناء يظل أصعب بمراحل خاصة في سوداننا الحالي.. وهنا يبقى التحدي متمددا وكبيرا امام جيشنا.. فهل نطمع في وقفته مع المواطن في محنته الحالية..؟!
# بتلك الكلمات (أعزائي القراء) نكون قد أنهينا الحلقة الثالثة التي جاءت بشكل عفوي وتفاصيل ماسوية فرضتها علينا الظروف والمستجدات المتعلقة بالحرب اللعينة.. وباذن الله بكرة ح نعود مرة أخرى الي مسارنا ونبدأ الحلقة الرابعة.. بس خليكم قراب..!!
# *تخريمة اولي:* َ تسببت الحرب اللعينة في تبديل الخارطة الإعلامية داخل السودان وخارجه بدليل إننا تابعنا المدعو الإعيسر (الذي كانت علاقته بالإعلام لا تتجاوز عمله كمدير فاشل لإحدى القنوات الفضائية السودانية الرياضية) تابعناه وهو يتحول بقدرة قادر إلى وزير للإعلام وناطق رسمي باسم الحكومة.. والله هزلت (لمن بي هناك)..!!
# *تخريمة ثانية:* على الرغم من أن الظروف التي استجدت علىَ واجبرتني تأخير في مواصلة حلقات هذه المقالات الا ان حال المريخ البائس لم ينعدل وها هو يواصل التعثر في موريتانيا.. وهنا أؤكد انه لا ولن ينعدل طالما ان (نينو) ومجلسه الكومبارسي (فاقد الشرعية) هو الذي يقود الكيان حتى الان..!!
# *تخريمة ثالثة:* الحلقة الرابعة (غدا بإذن الله) ساتناول فيها تفاصيل العقد الذي تلقيته من رئيس تحرير صحيفة المريخ (جناح نينو).. ولماذا وافقت عليه..؟! وماذا حدث بعد ذلك..؟! وهنا فإن الله على ما سأقول شهيد..!!
# *حاجة اخيرة:* َاختلف ارزقية المريخ حول الفرصة التي اتيحت للاعب موسى كانتي لقضاء فترة تعايش في إنجلترا.. وهنا اقول: (والله لو كان مشي لقضاء تلك الفترة لطردوه شر طردة واعلنوا مقاطعتهم للتعامل مع أي لاعب سوداني).. وما في زول يقول لي ليييه..؟!
# *همسة:* تاني بقول وبعييد: أصعب حاجة واحساس تحس بيه في الدنيا دي انك تكون (مرَيس ومتيَس).. انه موقف بائس لا يشعر به الا الإنسان اللي ما عندو احساس.. (سامعني يا حساس محمد حساس)..؟!
# *همسة خاصة:* اقول ليك يا (موهوووم يا قزم) يا مدمن وعاشق العيش في الهامش: (صدقني يا طبال يا صغير.. هنالك فرق شاسع وواسع بين المشجع والصحافي.. إنها للأسف الإشكالية التي سكنت نفوس الدخلاء الذين ابتلي بهم الوسط الرياضي الكروي والمريخي تحديدا.. (انا جاي ليك في الكلام يا طبال يا قزم)..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.