العمود الحر
عبدالعزيز المازري
التغيير الكاذب… وتكديس الصفقات!
الهلال يعلن التغيير… لكن الواقع يقول: لا شيء تغيّر.
الرئيس يُبشر، نائبه يُصعّد، وعوض طارة يُطلق شعارات “ثورة التصحيح”، بينما الفريق يُدار بذات العشوائية، وبذات الرغبة في إرضاء الجماهير بالصفقات… لا بتحقيق البطولات.
كل موسم تبدأ ماكينة الإعلام في النفخ، وتُضخ الأسماء من أفريقيا والوكالات، فيغيب التوضيح، ويغيب البيان، ويغيب صوت المدرب، ويبقى صوت رئيس القطاع الرياضي، إبراهيم عليقي، وحده في المشهد، يُعلن الصفقات او لا يعلن تباعًا كأنها “جرعات جماهيرية”، لا إضافات فنية.
وللأسف، لم يقدم العليقي حتى اليوم لاعبًا سوبرًا يُحدث الفارق، بل يتعامل مع الهلال كوكالة عبور، لا كفريق بطولات.
سابقًا، تم التعاقد مع أكثر من 12 لاعبًا أجنبيًا، ، ونجح ابعضهم ، ثم رُحّل الجميع، بما فيهم الناجحون… وها نحن نعيد نفس الحلقة، بنفس السيناريو، بنفس الكلفة.
الهلال اليوم لا يحتاج تكديسًا جديدًا، بل يحتاج:
* الإبقاء على العناصر التي أثبتت نجاحها: **إيبولا (الطرف الأيمن)**، **فوفانا (الحارس)**، **جان كلود** و**أحمد سالم** (في الهجوم)
* **الاستغناء الفوري عن بقية الأجانب المغمورين**
* **تدعيم الفريق بثلاث صفقات سوبر فقط:** *رأس حربة بخبرة، طرف أيسر حقيقي، وصانع لعب بقدرات عالية*
لكن السؤال الملح:
**هل يملك الهلال نية الاستقرار؟**
أم أن الناجحين سيُباعون بمجرد تلقي العروض، كما يحدث دائمًا، وتُعاد الدورة من جديد؟
هل هو نادٍ يبحث عن الذهب؟
أم مجرد منصة استثمار لا تؤمن بالبناء طويل النفس؟
وما يُعقد الصورة أكثر أن المريخ يسير على نفس النهج: تكديس عشوائي، غياب الشفافية، وتسجيلات تُمرر في الظلام.
أما الاتحاد العام، فهو الشريك الصامت الأكبر، يشاهد كل هذا العبث، ويصمت… بل يباركه!
والغريب في المشهد أن مخالفة الهلال والمريخ الصارخة للقوانين بعدد اللاعبين الأجانب الكبير، لا تُواجه بأي رقيب أو محاسبة، بل تتم بمباركة واضحة من الاتحاد العام لكرة القدم، الذي يلتزم الصمت المريب، ويتغاضى عن هذه التجاوزات التي تهدد نزاهة المنافسة.
هذا الصمت ليس بريئًا، بل مدفوع الثمن، ويبدو جليًا في نتائج انتخابات الاتحاد الأخيرة، التي كشفت عن شبهة تواطؤ واضح بين الأندية الكبرى والاتحاد، مما يحول دون اتخاذ إجراءات حقيقية توقف العبث وتعيد للعبة وجهها الحقيقي.
فهل هناك لائحة واضحة تُطبق على الهلال والمريخ؟
هل هناك حد أقصى للتعاقدات؟
هل اللاعب الوطني في حسابات الاتحاد أصلًا؟
إذا لم تكن هناك لوائح تُطبّق بعدالة، فهذه ليست منافسة… بل خيانة موصوفة لمبادئ اللعبة.
والجماهير؟ بدأت تفقد الثقة، لم تعد تصدق الوعود، ولم تعد تنخدع بالصور والبشريات، بعد أن أدركت أن لا بطولة تُحصد، ولا فريق يُبنى، بل أسماء تُلمّع، ثم تُباع… ونعود للمربع الأول.
المشكلة ليست في اللاعبين، بل في العقلية التي تدير، في غياب المشروع، وفي تغوّل المصالح على القرارات، حتى صار الهلال وكأنه شركة علاقات عامة، لا مؤسسة رياضية محترفة.
**كلمات حرة:**
* الصفقات لا تبني فريقًا… الرؤية تفعل
* الهلال والمريخ يبتلعان السوق… والاتحاد صامت
* القوانين التي لا تُطبّق تتحول إلى ديكور بائس
* التكديس أصبح تجارة… لا كرة
* اللاعب الوطني ضحية المشروع الأجنبي
* العليقي يدير تسجيلات بلا شريك فني… بل بشيك مفتوح
* والاتحاد العام؟ وكالة سفر في ثوب اتحاد!
الهلال ليس سوبرماركت…
ولا محطة انتظار…
وإن لم يُضبط هذا العبث، فسنظل كل موسم:
**نصوم… ونفطر على بصلة!**
**كلمات حرة:**
براحة كده، شفتوا الهلال السعودي؟
الفريق يعتمد على عدد محدود من اللاعبين السعوديين أصحاب الكفاءة العالية، ويختار محترفين أجانب “سوبر” بمواصفات مميزة، وليس تكديسًا عشوائيًا كما نفعل نحن.
وبهذه الاستراتيجية، استطاع الهلال السعودي أن يُحدث الفارق ويكسر ريال مدريد، وكان قريبًا من التفوق عليه.
الفرق ليس في الكم، بل في حسن الاختيار والجودة!
ونحن؟ نكدّس “نص محترفين” لا يعرفون معنى “سوبر”، ولا كيفية حمل الفريق على أكتافهم.
**كلمة حرة أخيرة:**
يا عليقي… لو عاوز تسجل أجانب، يا تسجل لاعب سوبر بجد، يُحدث الفرق ويشيل الفريق على كتفه، يا بلاش!
ولإنو واضح إنك ما عارف معنى “سوبر”… خلي تسجيل اللاعبين شوية، وابدأ بتسجيل مدير كرة يعرف الكورة من الأساس!