صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

نخبة الممتاز..مستويات فنية رفيعة للأندية.. ندية وإثارة.. حضور جماهيري كبير وتنظيم دقيق

46

 

مباريات طرفي القمة لم تعد طريقاً لاتجاه واحد وأصبحت مفتوحة على كل الاحتمالات

انتصف المشوار والبطولة تتذوّق حلاوة “طعم النجاح الزانو كفاح”

القيادة الحكيمة الرزينة للدكتور معتصم صنعت الحدث وأسهمت في تجاوز كل المطبات

لجنة المسابقات السابقة بقيادة طارق عطا عبّدت طريق نجاح نخبة الممتاز وحلفا أنجز المهمة بامتياز

أربع جولات فقط ويسدل الستار على دوري النخبة لأندية الدرجة الممتازة، وبنهايتها يكون الاتحاد السوداني لكرة القدم في دورته الجديدة قد اصطاد سرب عصافير بحجر واحد، ليس أقلها أن تبقى راية مشاركة الأندية السودانية عالية خفاقة ليكمل الاتحاد ما بدأه في رحلة مقارعة الصعاب واستمرار المشاركات الخارجية رغم أنف الحرب والدمار الذي شل كل جوانب الحياة في البلاد باستثناء كرة القدم التي اختارت أن تكون ملاعبها الخضراء باعثة للأمل بأن الحياة الطبيعية الآمنة عائدة لهذا الشعب الصابر وان تطاولت ليالي البلاء والابتلاء.

ولا يُقاس النجاح في هكذا حالات بتنفيذ مطلوبات الكاف بتسمية الأندية المشاركة في بطولاته بعد استكمال المنافسة التي يتم عبرها تسمية الأندية والمشاركة.

بل يُقاس النجاح هنا بقدرة الاتحاد السوداني لكرة القدم في تنظيم بطولة مدهشة أعادت الحياة إلى الملاعب الخضراء ونفضت عنها غبار عامين من التوقف والانتظار بين الخوف والرجاء، الخوف من أن تتمدد مساحات الدم والدموع لتعم كل ربوع الوطن الجريح، والرجاء بأن تتمدّد مساحات الأمن والأمان بما يكفي لعودة الحياة إلى طبيعتها.
واختارت كرة القدم أن تكون أول من يحمل لواء تطبيع الحياة بتنظيم بطولة مدهشة، جميع مبارياتها كانت عامرة بالندية والإثارة وجميع نتائج مبارياتها لم تكن طريقاً لاتجاه واحد حتى عندما يتعلق الأمر بالقمة التي كان السؤال في السابق عن نتائجها في مواجهة طرفي القمة “الليلة الهلال غالب كم وكذا الحال الند المريخ” لكن في دوري النخبة تحولت مباريات القمة إلى مغامرات غير مأمونة النتائج، فقبل الهلال المتأهل لدور الأربعة في دوري أبطال أفريقيا التعادل أمام الأهلي مدني مثلما قبله المريخ الجاهز فنياً وبدنياً أمام الزمالة أم روابة الصاعد حديثاً للممتاز دون أن يكمل تحضيراته كما ينبغي لدور النخبة.

لقد رسمت منافسة دوري النخبة، صورة زاهية لمنافسات الاتحاد السوداني لكرة القدم والتي لم تنطلق من حيث ما توقفت قبل عامين من الانتظار، بل انطلقت من حيث توقف الآخرون، وبالتالي عندما يتم الترتيب لمسابقات الموسم الجديد وفي ظل ظروف أفضل ودون حاجة للدخول في سباق مع الوقت بكل تأكيد سيكون النجاح أكبر وستعود الجماهير إلى الملاعب بصورة أكبر وقد شاهدنا لأول مرة منذ اندلاع الحرب كيف استطاعت الجماهير الرياضية أن تخالف كل التوقعات وتتمسّك بحضورها المدهش وتشجيعها الأنيق الذي جعل لكل المباريات نكهة مميزة لطالما ما غابت عن ملاعبنا لعامين من الانتظار.

الإثارة مستمرة
محطة النجاح الأكبر ستكون في مقبل الجولات بعد أن انتصف المشوار الآن ومضت المنافسة بطعم النجاح الزانو كفاح وستكون الإثارة أكبر في جولات الحسم على مستوى تحديد البطل والوصيف وبقية المراكز، ويكفي تساوي العملاقين حتى الآن في محصلة النقاط مع ملاحقة شرسة متوقعة من الزمالة والميرغني والأهلي مدني وكل هذا دليل لا يقبل التشكيك على نجاح كاسح وساحق حققته منافسة دوري النخبة.
ولعلّ التجربة المهمة التي قدّمها الاتحاد في تنظيم الدوري العام المؤهل للممتاز هي التي فتحت شهيته لتنظيم دوري النخبة فحقق ذات النجاح وأكثر، ليرد الاتحاد بياناً بالعمل على كل من شككوا على قدرته ونجاحه في تنظيم بطولاته بصورة أكدت للعالم أجمع أن السودان يولد من جديد آمناً مطمئناً وأكثر قدرة على الإبداع بفضل الله وتضحيات قواتنا المسلحة الباسلة التي جعلت من هذا التجمع الرياضي الفريد أمراً ممكناً بعد أن ظنه الكثيرون عين المحال.

إن هذه النجاحات ستدوّن بأحرف من ذهب في ذاكرة الوطن، لأن من عبّدوا الطريق لتطبيع الحياة والتأكيد على أن بلادنا استعادت أمنها وأمانها وتسامحها وتساميها فوق خطاب الكراهية لا يقلون عن صناع الانتصارات الذين مهروا أمن الوطن بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة.

إشادة خاصة بصناع التميز والنجاح
ما كان لهذه النجاحات الكبيرة واللافتة أن تتحقق لولا القيادة الحكيمة للدكتور معتصم جعفر ومجلس إدارة الاتحاد بدرجة عالية من الحكمة والصبر والقدرة على تجاوز المطبات والعوائق، كما تمتد التحية للجنة المسابقات بالاتحاد السوداني لكرة القدم السابقة بقيادة الأستاذ طارق عطا صالح الذي تحمل الكثير من المصاعب بصبر وجلد حتى سلم الراية لخلفه الشاب محمد حلفا صاحب القدرات الإدارية والقانونية الفذة والتي جعلته يمضي في الطريق بكل ثقة ويقود المنافسات من نجاح إلى نجاح ليثبت قدرة الاتحاد على تجديد نفسه وصنع كوادر شابة مسلحة بالعلم والمعرفة ومثقفة قانونياً، بما يكفي لإكمال مسيرة النجاح بدرجة امتياز.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد