صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الجزُولي نوح في اليَـد ولا (10) “إيفرا أغباغنو” في الشّـجرة

361

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد

الجزُولي نوح في اليَـد ولا (10) “إيفرا أغباغنو” في الشّـجرة

إذا سألت عن الأخطاء التي تقع فيها لجنة تسجيلات الهلال في فترات رئيس مجلس الإدارة هشام السوباط، لقلت هي تساهلهم أو تعاونهم مع المريخ في عدم تسجيل بعض الأسماء التي كانت تلعب في المريخ وكانت متاحة للهلال ولم يُولِّها الهلال اهتماماً، مثل الحارس محمد المصطفى وعمار طيفور وسيف تيري ومصطفى كرشوم والتش والجزولي نوح ـ كل هذه الأسماء كان في وقت ما يمكن أن تنتقل للهلال، لكن لجنة تسجيلات الهلال أضاعت على الفرقة الزرقاء فرصاً كانت في متناول اليد، وكان يُمكن أن يتقَـوّى بها الهلال ويوجِّـه بها ضربات قاضية للمريخ.. وبعيداً عن فقه (المُكايدة)، هي تُشكِّل إضافةً كبيرةً للهلال وكان الأزرق في حاجة لها، وهو أوْلى بها من أندية ليبيا، وجحا أوْلى بنجوم وصيفه.
هذه الأسماء التي ذكرتها، تمتلك إمكانيات كبيرة، وتلعب للمنتخب وانتقلت من المريخ لأندية كبيرة، فلماذا تجاهلها الهلال؟ ـ هل لا يريد مجلس الهلال أن يحرج مجلس المريخ؟ أم أنهم لا يعرفون القيمة الفنية لتلك العناصر؟ وهي عناصر لا خلاف على مردودها الفني، وقد كان الهلال في بعض الأحيان في حاجة إليها بشكل كبير ـ خاصةً مصطفى كرشوم وسيف تيري.
رئيس نادي المريخ عمر النمير قبل الإستقالة كان قد خاطب جماهير المريخ وناشدهم في حواره الأخير مع صحيفة (مريخابي)، مؤكدا أنه لن يستقيل، وطالباً من أهل المريخ أن لا يعطوا الناس فرصة للقول بأنهم فرتكوا المريخ، وهو يقصد بذلك ناس الهلال ـ مع أنّ الهلال لم يقم بأية خطوة في هذا الاتجاه، وقد كانت أمام الهلال فرصة ذهبية لفرتكة المريخ في ظل الأوضاع التي يعيش فيها ـ لكن مجلس الهلال تعامل مع أزمة المريخ بمثالية شديدة، وهي مثالية مخلة، فقد كان أمام الهلال الفرصة مواتية لتدعيم صفوفه، وإضعاف المريخ ولكنهم لم يفعلوا وهذا خطأٌ، ولو أُتيحت هذه الفرصة للمريخ لفعل في الهلال ما يجعله من أندية الدرجة الأولى.
لقد فضّل معظم نجوم المريخ الهجرة ومغادرته، وطالب معظم لاعبي المريخ بفسخ تعاقداتهم مع ناديهم، وقد كان ذلك يكفل لهم الانتقال مُعزّزين ومُكرّمين للهلال، لكن الهلال استعفف عن ذلك.
التش ومحمد المصطفى وعمار طيفور، كل هذه الأسماء شرعت في فسخ عقوداتهم مع المريخ وخرجوا منه وهم رافضون له، وقبلهم كان سيف تيري قد قطع الزلط بصورة مشينة، مع ذلك الهلال لم يتحرك نحوه.
هنالك محترفٌ كبيرٌ في المريخ طلب الانتقال للهلال ـ نتحفّظ على اسمه حتى لا نفسد العلاقة بينه وبين جماهير المريخ، وليس كل ما يُعرف يُكتب، لكن نملك الدليل على ذلك وننتظر، وليس هنالك دليلٌ أوضح من أن محمد الرشيد طالب بفسخ عقده من المريخ، وغادر من قبل عوض زايد ومعتز التوزة معسكر المريخ ومازال الأخير رافضاً الانضمام للمعسكر، إلى جانب اللاعب السماني الصاوي.
هذه أزمات في المريخ لا علاقة للهلال بها، بل إنّ الهلال تعامل مع تلك الأوضاع بشهامة على حساب مصلحته.
وفي كرة القدم لا توجد مثل هذا المثاليات ولا معنى لها.
كان في إمكان الهلال أن يُـوجِّه ضربات قوية للمريخ ويستغل هذه الظروف، ولكن في الهلال لم يحركوا ساكناً للاستفادة من تلك الأزمات التي يعاني منها المريخ.
اللجنة الفنية التي يستمد منها العليقي التقارير الفنية وتوصيات التسجيلات ـ هي جيدة جداً في ملف المحترفين الأجانب، لكن في جانب ملف اللاعبين الوطنيين، أعتقد أنهم يفتقدون الكثير، يعانون من فقر فني في عدم النظرة للاعب الوطني، وفي إضاعة فرص ذهبية كانت أمام الهلال.
لجنة التسجيلات في الهلال تشعرني أنها لجنة لرأب الصراع وفضّ الخلافات بين طرفي القمة.
لجنة تسجيلات الهلال هي للرفق بالمريخ وهذا عيبٌ وليس ميزة.. لكن ربما لنواياهم الطيبة تلك يوفقهم الله، في المنافسات وفي تسجيلات الأجانب فهم بعيدون عن الكيد الرياضي والخُبث الكروي.. وإن كانت البطولات القارية تحتاج إلى الكيد الحميد والقليل من الخُبث، لأننا نصارع في غابة وليس في المدينة الفاضلة.
الهلال في الموسم قبل الماضي كان موقفه سوف يكون مختلفاً لو ضم سيف تيري إلى صفوفه، خاصةً في ظل الحديث عن عدم وجود مهاجم سوبر وعن استعداد السوباط لدفع قيمة أي لاعب يرصده الهلال، كما أعلن بنفسه عن ذلك، وكان الهلال في الموسم الماضي سوف يكون في حتة تانية لو كان يلعب في منظومته الدفاعية مصطفى كرشوم.
ومازال أمام الهلال فرصة كبيرة لتعويض النقص الفني في الفرقة الزرقاء، ومازالت حاجة الهلال قائمة، ومازال أمام الهلال الوقت لتصحيح الأخطاء التي وقع فيها في الفترات السابقة بعدم سعيه بصورة جادة لإضافة بعض الأسماء من تلك العناصر التي كانت تلعب للمريخ.
الهلال مازال في حاجة إلى الحارس محمد المصطفى، خاصةً بعد خروج كديابا، والهلال في حاجة إلى مصطفى كرشوم، إذ تسجيل هذا اللاعب سوف يجعله يستغنى عن أحد الأسماء الأجنبية جونيور أو ديوف، أو بديلهما، خاصةً في ظل حاجة الهلال لتقليل عدد الأجانب في كشوفاته.
أما اللاعب الثالث، فهو الجزولي نوح والذي أرى فيه كل مواصفات المهاجم السوبر الذي يحتاجه الهلال، خاصةً أنه صغير السن ويمتلك خبرة كبيرة وهو لاعبٌ وطنيٌّ، يلعب للمنتخب السوداني، وأرى فيه أنه صاحب إمكانيات فنية كبيرة، وأنّ تسجيله في الهلال سوف يُشكِّل إضافةً كبيرةً، وسيجعل ثلاثي الهجوم الهلالي الذي يلعب في قلب الهجوم الغربال وأكيري والجزولي قوة هجومية يمكنها أن تهز عرش الكرة الأفريقية، خاصةً إذا نجح الهلال إلى جانب هذه الأسماء في ضم مهاجم أجنبي سوبر بحق وحقيقة.
ويمكن لو نجح الهلال في ضم الجزولي يكون بذلك ليس في حاجة إلى ضم مهاجم سوبر، حتى ولو كان “إيفرا أغباغنو” أو أي مهاجم أفريقي آخر ـ الإمكانيات التي يمتلكها الجزولي نوح لا توجد عند أي مهاجم محترف يمكن للهلال أن يتعاقد معه، والجزولي نوح في اليد ولا (10) “إيفرا أغباغنو” في الشجرة.
دائماً انحاز للاعب الوطني، وأرى أنّ العناصر الوطنية هي التي تمنح الفريق شخصيته، وهي التي تصنع طقسه وبيئته وهذا أمرٌ أكّدته بطولة دوري النخبة الأخيرة.
وأدرك أنّ البطولات القارية لن تتحقّق إلّا برفع مُعدّل جودة اللاعب الأجنبي.
الهلال في حاجة إلى إحداث طفرة في عناصره الوطنية تُواكِـب الطفرة التي حدثت في الأجانب، لأنّ فريق البطولات يخرج من توليفة تجمع بين الطفرتين (الوطنيين والأجانب).
الجزولي نوح ومحمد المصطفى وكرشوم أهم من أي أجنبي يمكن أن ينضم للهلال في الفترة القادمة.
رئيس المريخ عمر النمير (المستقيل) قدم للهلال لاعبي المريخ على طبق من فضة، وذلك في حديثه عنهم في صحيفة (مريخابي)، فماذا يريد الهلال أكثر من تلك (الهدايا)؟
لولا أنّ عمر النمير رئيسٌ لنادٍ كبير في حجم المريخ، لقلت عنه إنه (سمسار) يُروِّج في لاعبيه للهلال.
عن مصطفى كرشوم، قال النمير إنّه قدم له بيده 250 ألف دولار، ورفضها كرشوم، وأعتقد من حق كرشوم أن يرفض، لأن هذه اليد قدمت لمهاجم المريخ الكولومبي سانتياغو باتينيو 300 ألف دولار في الموسم الواحد براتب يصل إلى 20 ألف دولار في الشهر، ولم يلعب هذا المهاجم مباراة واحدة كاملة مع المريخ ولم يفتح الله عليه بهدف وحيد ـ أظنه في التمارين فشل في ذلك.
عمر النمير الذي يفتقد للخبرات (الرئيس البرلوم)، واضحٌ أنه دخل في صراعات وتحديات شخصية مع نجوم المريخ، فقد قال النمير وهو يحاول أن يقطع الطريق لعودة محمد المصطفى للمريخ إنّ هذا اللاعب قال إنه مستعدٌ لكي يدفع 40 ألف دولار ليتخارج من المريخ ـ هكذا قالها النمير وهو يقدمه لجمهور المريخ من أجل أن يتخذوا ضده موقفاً، وهو لا يدري أنّه يقدمه بحديثه هذا للهلال، وهي عندي ليس نقصاً في الخبرات فقط، بل نقصٌ في الوعى والمسؤولية أيضاً.
عن التش، قال النمير، إنّهم في المجلس أعاروا التش مرتين بسبب رغبته في ذلك وفي النهاية أوصلهم للمحاكم.
هذه الوضعية تؤكد أن رئيس المريخ (السابق) دخل في خلافات مع كل نجوم الصف الأول في المريخ، ثم خرج بعد ذلك وقال إنّ المريخ لا يملك صفـاً أول.
هذه الخلافات، تتعدّد فيها الأطراف، ويبقى النمير هو القاسم الوحيد المشترك فيها ـ هل كل هؤلاء اللاعبون مخطئون؟ والنمير الذي دخل الوسط الرياضي (أول أُمبارح) هو الصاح ـ إن هذه الخلافات على الأقل تؤكد أنّ رئيس المريخ (البرلوم) عمر النمير لم يحسن إدارة تلك الخلافات أو تلك الملفات، قبل أن تصبح خلافات، فقد تحدث عنها النمير حديثاً لا يختلف عن الحديث في قضايا النفقة والطلاق.
عن الجزولي نوح، قال رئيس المريخ السابق في عنوان رئيسي لهذا الحوار، إنّ الجزولي نوح قال أمامه إنه لا يرغب في العودة للمريخ بشكل نهائي ـ وهنا الغلط غلط الرئيس وليس اللاعب، ولجماهير المريخ أن تغضب على رئيسها السابق وليس على لاعبها السابق، لأن هذا الحديث وبما أنه دار في نقاشات تفاوض وفي حوار بين الرئيس واللاعب يفترض أن لا يخرج للناس، إلا إذا قصد النمير من ذلك مواراة عجزهم في إعادة اللاعبين للمريخ مرة أخرى.
إنّ غرف التفاوض يجب أن تكون مغلقة ـ وما يجري فيها يجب أن يكون (سرياً) هذا أمر أخلاقي لا يجب لشخص يشغل المنصب الأول في نادٍ كبير، أن يقول مثل هذا الكلام، ليقطع الطريق أمام هؤلاء اللاعبين للعودة من جديد للمريخ، خاصةً أنّ النمير يمكن أن يرحل أو يُجبر على المغادرة، فلماذا يسد الطريق أمام الرئيس القادم لعودة طيور المريخ المهاجرة؟
لو قيل أو نقُل ما يجري في غرف المفاوضات لما لعب لاعب في النادي الذي يفاوضه.
إنّ رئيس المريخ السابق بكلامه هذا أثبت أنه إلى جانب نقص الخبرة الذي يعاني منه، يفتقد كذلك لأخلاق العمل العام وتنقصه الدبلوماسية والوعي الكافي لقيادة نادٍ في حجم المريخ.
لقد قلنا إنّ حل الأزمة في المريخ تتمثل في دعم النمير واستمراره في المنصب، لكن ذلك لا يعني إغفال (الجلطات) التي يقع فيها الرئيس البرلوم.. الذي عندما انتصر فريقه على الهلال في نواكشوط رفع شعار (بل بس).. إنّ رئيس المريخ يبدو أنه (مشجِّع) مُعدّل، ونخشى أن يكون صفة (المشجِّع) جاء بها من الهلال ليكون رئيساً للمريخ.
أحياناً أشعر أنّ إعلام المريخ وجماهيره محقٌ في تلك الحملة القوية التي كان يشنها على رئيس المريخ ـ يبدو أن النمير يستحق كل ما قيل فيه.
رئيس المريخ المستقيل لم يكتفِ بهذا، وإنّما قال إنّ كل أحاديث المفاوضات موجودة عنده في الواتساب لمن أراد أن يتأكد منها ـ وهذا حديث (واتساب) يجب أن لا يخرج من الرئيس وعليه أن لا يبتز به لاعبي المريخ.
المُضحك أنه بعد كل هذا الحديث، وجّه كلامه لجماهير المريخ وقال لهم ما تدُّوهم فرصة يقولوا فرتكوا المريخ ـ وماذا تقول أنت؟ وماذا يقول جمهور المريخ عما يحدث في المريخ؟ ـ ناس الهلال خليهم، لأنّ ما يحدث في المريخ هو ليس له تسمية غير أنه (فرتكة) للمريخ ـ بل خراب ودمار للمريخ، هل هنالك تسمية غير هذه التسمية؟
والسبب روفا.
النمير محظوظ، لأنه جاء والهلال على قيادته السوباط والعليقي، لكن إذا كان على رئاسة الهلال الآن صلاح إدريس أو حتى الكاردينال ـ النمير نفسه كان سوف يكون انضم للهلال.

متاريس
أعتقد أنّ العليقي في حاجة إلى أن يكسب شيئاً من الخُبث الكروي.
صلاح إدريس كان صاحب مواقف، إلا أنه كان عندما يضرب لا يرحم.
السوباط هو الآخر في حاجة للمزيد من الفهلوة.
الكورة ما كدا.
في مصر، الأهلي انتهى من الزمالك وجعله للموسم الثالث توالياً يقبع في المركز الثالث، مع أنّ الزمالك فريق كبير.
سجّل الأهلي من الزمالك عدد كبير من الاعبين ،و من العناصر التي لعبت له من الزمالك ياسر إبراهيم وإمام عاشور وأشرف بن شرقي وزيزو، لذلك المسافة بين الأهلي والزمالك أصبحت بعيدة.
ويطارد الأهلي الآن ويخطط لتسجيل حسام عبد المجيد ومحمد السيد وهو من شباب الزمالك وعمره 19 سنة وينتظره مستقبلٌ كبيرٌ.
الهلال سوف يكون في حتة تانية خالص إذا ضم محمد المصطفى وكرشوم والجزولي نوح.
الأجواء في الهلال مثالية، وهذا أمرٌ يُحسب لمدير الكرة عبد المهيمن الأمين، وللقائد محمد عبد الرحمن.
الغربال يمكن أن يتحرك في هذا الملف، وقد قيل إنّه هاتف كرشوم.
شاهدت كرشوم أمام الاتحاد في المباراة الأخيرة، فوجدته يقدم في مستوى لا يقدمه المحترفون الأجانب.
الجزولي نوح أمام الأخضر تفوّق على كل اللاعبين.
ماذا ينتظر الهلال؟
الطريق أمامكم مُمهّد.
لو سألوني عن اللاعب الذي أتمنى أن أراه في الهلال لقلت بدون تردُّد هو الجزولي نوح.

ترس أخير: يقولوا ليكم الكــلام ألف مَــرّة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد