صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

 الهلال… بين جاموس البطولة وغزالة التسجيلات

8

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

الهلال… بين جاموس البطولة وغزالة التسجيلات

في كرة القدم الحديثة، المعلومة متاحة بضغطة زر، من قائمة اللاعبين إلى تفاصيل العقود. أما في السودان، فالأمر أقرب لأسرار حربية، والقوائم محجوبة، والمعارين مجهولو المصير، والقرارات كثيرًا ما تتم خلف الأبواب المغلقة. لا عجب أن نعيد كل موسم نفس الأخطاء وكأننا نكتشفها لأول مرة.
المشكلة الحقيقية ليست في ضبابية القوائم فقط، بل في تجاوزات وتنازلات بين الاتحاد والأندية. الاتفاقات السرية التي تحكم تسجيلات اللاعبين، والفساد الإداري، وغياب الشفافية يجعل الدوري بلا قواعد واضحة، ما يسمح لمخالفات التسجيل أن تمر بلا حساب. الهلال والمريخ وأندية أخرى تصبح الضحية الأولى لهذا الواقع المظلم.
الهلال مقبل على موسم حاسم بعد قرعة الأمس، لكن داخله أسئلة أكثر من الإجابات. وفق منشور الاتحاد، يملك الفريق 18 محترفًا، ويجب الاستغناء عن ثمانية. حتى الآن، لا أحد يعرف من غادر ومن بقي، ولا من سيعوض هذه المراكز بلاعبين وطنيين. ما ظهر هو تسجيل لاعب واحد – إسماعيل من مريخ الأبيض – وسط أخبار عن إعارته هو نفسه! أما ملف المعارين فغارق في الغموض، بين من تنتهي إعارتهم بلا إعلان، ومن يعودون فجأة كما حدث في بورتسودان.
الأزمة الأكبر أن قائد الهلال والمهاجم الأول الغربال مصاب، ولم يأتِ المهاجم السوبر المنتظر، بل مهاجم نيجيري مغمور. وكأننا نسينا درس الموسم الماضي في دوري الأبطال حين واجهنا الأهلي وفقدنا الفاعلية الهجومية. نحن لا نعالج السلبيات، بل نزيدها عنادًا.
والأدهى أن ثلاثة من أعمدة الفريق – عيسى فوفانا، كوليبالي، وإيبولا – لوّحوا بالمغادرة، وهم من العناصر الأساسية. من سيعوضهم؟ أم سنكتفي بلاعبين صغار من إفريقيا دون خبرة؟ كان يفترض أن يقود المدرب الجديد ريجكامب ملف التعاقدات منذ البداية، لكن الملف في يد القطاع الرياضي، وفق سقف استثماري جامد، وكأن الفريق مشروع تجاري لا مشروع بطولة.
الجماهير تشعر بالقلق، وبعضها يطلق التحذيرات من مواجهة “الجاموس” الجنوب إفريقي، ليس لأنه أقوى، بل لأن الهلال لم يُعد نفسه كما ينبغي. الهلال حين يجهز لن يوقفه جاموس أو غزالة، لكننا نلدغ من نفس الجحر كل عام.
الأغرب أن الأخبار تأتي من مواقع خارجية أو إعلام مقرب من القطاع، بينما المنصة الرسمية صامتة. نعرف متى أكل المدرب وأين يسكن قبل أن نعرف القائمة النهائية!
أنا من أشد الداعمين لريجكامب، خاصة بعد مرحلة فلوران التي جلبت للهلال هزائم لم يعرفها قريبا. لكن المدرب الكبير يحتاج إدارة واضحة الرؤية، تعرف ما تريد، وتعمل بشفافية تحترم جماهيرها قبل أي أحد.
** كلمات حرة**
* المهاجم السوبر ضرورة، لا رفاهية.
* ترك ملف التعاقدات لغير المدرب… وصفة للفشل.
* ثلاثة أعمدة للفريق يلوّحون بالرحيل… ولا بديل.
* الخبر من المنصة الرسمية… لا من “أصدقاء القطاع”.
* تجاوزات الاتحاد والأندية… السر الذي يحكم الدوري.
“أما نحن، فمع الهلال ومع كرة السودان… لا مع الأسماء ولا المصالح. نحن مع الحقيقة، وإن كانت مُرّة تكشف العيب وتجرح الغرور، لا مع الكلمة الحلوة التي تُسعد لتصفق لنا الجماهير.”

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد