القيمة الإبداعية العالية التي تميز الفنان “أبو عركي البخيت” لا تنحصر فقط في قدرته الفائقة على تجسيد حاجات الناس أشعاراً وغناءً.. ولا تتوقف عند أعماله الغنائية التي توارثها الناس (أذناً عن أذن).. ولا في جماهيريته التي تزداد يوماً بعد آخر.. ولكن ثمة أمر آخر قد يكون غير مرئي لكثير من محبيه أو للذين لم يختبروا مشاعره عن قرب.
“أبو عركي” (زول دموعو قريبة).. هذه حقيقة يعلمها كثير من الناس عن المطرب صاحب الجماهيرية العريضة.. دموع لا تحتاج إلى كثير (وجع) أو (ألم) ولكنها تتالى فطرياً دون سابق (عصف قلبي).. تملأ وجهه في الحالات الإنسانية التي يتعرض لها زملاؤه المطربون.. أو عند رحيل أحدهم.. أو عندما يجد أن أحدهم قد انتهك (قانون الإنسانية لديه).. وآخر ما أسالها “عركي” من دموع كانت أثناء زيارته والدة الشاعر “التيجاني حاج موسى” الراحلة الحاجة “دار السلام” صاحبة (أمي الله يسلمك) في مستشفى (حاج الصافي) ببحري برفقة الفنان “سامي المغربي”.. إذ عند دخوله للمستشفى تذكر صديقه الفنان الراحل “خليل إسماعيل” فبدأت دموعه في الهطول بشدة رغم مرور
أعوام طويلة على رحيل صاحب (الأماني العذبة)، وعندما هموا بالدخول إلى الحاجة “دار السلام” للاطمئنان عليها علق ابنها “التيجاني” بقوله: (يا أخوانا ما عايزين أبو عركي يقوم يبكي لينا تاني).