صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

من قتلى مظاهرات ٢٠١٣ وحتى جريمة كسلا..

14

من قتلى مظاهرات ٢٠١٣ وحتى جريمة كسلا..

تغييرات كبيرة طرأت على الشعب السوداني بعد أن إعتاد المآسي

أبوعاقله أماسا
* من عام ٢٠١٣، وبالتحديد بعد ذلك اليوم الذي قتل فيه أكثر من مائتي متظاهر بمناطق مختلفة بالخرطوم، بات القتل أمر عادي ومألوف، فارتفعت نسبة جرائم المادة ١٣٠، واكتظت السجون بالقتلة والمحكومين بالإعدام في أطول فترات انتظار لمدانين مستوفيين لكل مراحل التقاضي، حتى إذا اندلعت الحرب وجدوا أنفسهم أحراراً.. فانطلقوا يمارسون هواياتهم في القتل والترويع.
– وجاء يوم فض الإعتصام.. ذلك اليوم العجيب والذي سيعلق في ذاكرة الجرائم إلى يوم القيامة، كان أيضاً من الأشياء التي أزاحت الرهبة من اي حادثة قتل، فلم يعد الناس يهتمون كما كان في السابق، عندما يتصدر الصحف اليومية خبر عن: (جريمة قتل مروعة تهز العاصمة)، ويومها يرتفع توزيع الصحيفة ومبيعاتها إلى أعلى مستوى لأن الناس شغوفين بمعرفة تفاصيل الجريمة البشعة.. كيف يقتل الإنسان أخاه الإنسان بدم بارد، ويظل الخبر موضوع النقاش في المجالس لعدد من الشهور والسنين أحياناً..!؟
– مثال لذلك قضية المغدورة أميرة الحكيم في ثمانيات القرن الماضي، وقتها كانت جريمة القتل تهز أركان العاصمة بالفعل.. ولكن ماحدث في السنوات الأخيرة يؤكد جلياً أننا شعب فاشل، يحتفي بماضيه وتأريخه ويتحدث عن أعراقه وانسابه وقبائله أكثر من تثبيت قيم ودعائم الأمن والسلام في مجتمعه… كأبسط حقوق الإنسان، وهي ليست حقوق إنسان بنصوص قوانين الأمم المتحدة فقط، بل بدستور كل المسلمين (القرآن الكريم)
– أكتب كل ذلك بمزيج من التشاؤم والإحباط والحزن بعد أن تابعت خبر قتيل شارع الوالي بكسلا، وكيف تسربت الصور القتيل وهو ملقي وجمهرة من الناس يتفرجون.. في غياب أي مظاهر شرطية أو أمنية، وبعد ذلك، كيف تعامل الأغلبية مع الخبر؟
– الشارع السوداني أصبح متوحشاً ومعتاد على كل سيء، غير متفائل لأنه شبع من الخذلان في الحكومات منذ فجر الإستقلال، وما تزال ارواح البشر أرخص سلعة في أسواق السودان، بعد أن أصبحت مناظر الفتك والمتك متداولة ببساطة بين فئات المجتمع المختلفة، لذلك قلنا من الأول أنه ليس هنالك أسوأ من الحرب في حياة البشر، ولن يأتي التأريخ بأسوأ من مذابح الحروب..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.