صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

من يقيل العليقي يا سوباط؟

24

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

من يقيل العليقي يا سوباط؟

السؤال الذي لا بد أن يُطرح بجرأة: من يقيل العليقي يا سوباط؟ الرجل الذي تمدد نفوذه حتى غطى على كل الوجوه، وصار ذكر الهلال لا يأتي إلا مقروناً باسمه. أيعقل أن يصبح مدير قطاع، مهما بلغت سلطاته، أكبر من الرئيس نفسه، وأقوى من كل مؤسسات النادي؟
ما يحدث اليوم لم يشهده تاريخ الهلال من قبل. لا الأرباب، ولا البرير، ولا الكاردينال، مع ما لهم من نفوذ، تركوا كيان الهلال في قبضة رجل واحد. لكن العليقي جمع بين صفتين: نائب الرئيس ومدير القطاع، ثم استأثر بالقرار كله. صار هو من يقرر في الصفقات، في الإقالات، في التعاقدات، حتى في التشكيلة الإدارية يرفض المجلس، وهو الكلمة العليا. كل شيء يمر عبره، وكل كلمة تصدر عن أي لاعب أو مدرب أو إداري لا تذكر المجلس بل تقول: “أشكر العليقي”. أي عبث إداري هذا؟ أي استعباد للنادي؟
الهلال اليوم ليس بحاجة إلى “مدير قطاع يختصر الكيان في شخصه”، بل بحاجة إلى مؤسسة تعيد التوازن. المشروع الاستثماري الذي تبناه العليقي أثبت فشله، فهو لا يبني فريقاً، بل يكدس أجانب بلا خطة، يبيع نصفهم ويجلب آخرين، ويحرم الوطنيين من فرصتهم، محوّلاً الهلال إلى ملعب تدوير بلا هوية. الجماهير تفرح بالتسجيلات فقط، لا تدري أنها مجرد دمى في مشروع تجاري شخصي.
إقالة عبدالمهيمن في النهائي، التخبط في تسجيل الأجانب، التخلي عن أفضل اللاعبين واستثمارهم، التعاقد مع مدرب قصير النفس مثل ريجيكامب، كل ذلك لم يكن قرارات مجلس، بل قرارات رجل واحد. والسوباط يقف متفرجاً، وكأن الأمر لا يعنيه. هل يعقل أن يصبح الرئيس تابعاً والمدير الرياضي هو القائد الفعلي للنادي؟
اليوم، لا حل إلا أن يعود الهلال لمؤسساته. إما أن يُعاد العليقي إلى موقعه الطبيعي كنائب للرئيس، أو يغادر غير مأسوف عليه. أما أن يبقى ممسكاً بكل الخيوط، فهذا أمر لا يمكن أن يستقيم، ولا يمكن أن يبني نادياً بحجم الهلال.
**إبر وخز من الآراء:**
* كسلا: العقم الهجومي والهلال بحاجة لتدريب حقيقي على الكرات الثابتة والعرضية والهجمات المرتدة.
* ريجيكامب: متعالي، يفضل لاعبين على حساب الوطنيين، يخلق شقاقاً ويهمل عناصر أساسية.
* العليقي: تاجر بالمشروع الهلالي، يكدس أجانب بلا خطة، يبيع نصفهم ويجلب آخرين، يقتل الهوية الوطنية ويستثمر في صفقة دون وعي الجماهير.
* عبدالمهيمن وخالد بخيت: الضحيتان، جهودهما لم تُذكر، بينما يُستغل الهلال لمصلحة شخصية لرجل واحد.
* الجماهير: تفرح بالتسجيلات الجديدة فقط، لا تدري أن كل لاعب جديد جزء من تجارة شخصية تقتل روح النادي.
* النتيجة: فريق بلا هوية، إدارة فردية، مشاريع استثمارية فاشلة، وجماهير تُستغل، وصبرها على المحصلة مستنزف عاماً بعد عام.
**كلمات حرة :**
الهلال ليس منصة لتلميع أسماء الأفراد، بل كيان أكبر من الجميع.
المؤسسة حين تُختصر في شخص، فإن الفشل يصبح نتيجة طبيعية مهما كانت النوايا.
كل موسم يُسجّل العليقي اثني عشر لاعباً جديداً، يبيع نصفهم، ويأتي بآخرين، بينما يحارب الوطنيين أو يعيرهم بلا رؤية، فقتل الأمل في المواهب الوطنية.
الجماهير قد تنخدع بصفقة أو اثنتين، لكنها لا تصبر على مشروع يكرر السقوط عاماً بعد عام.
التاريخ لن يكتب عن المهاجم السوبر، بل عن إداري استولى على صلاحيات الهلال كاملة، واحتكر القرار، واستثمر في تجارة باسم النادي.
الكل يراقب، الكيان يهتز، والهلال يصرخ بصمت، لكن الأزرق لن يظل صامتاً أمام السيطرة الفردية ولن يُسكت عن الحقيقة مهما حاول المتسلطون.
**كلمة حرة أخيرة:**
من يظن أن الهلال ملكه ليبني مشروعه الفردي، ويبيع ويشتري الأجانب، ويغيّب الوطنيين، فقد خان التاريخ والكيان والجماهير. الهلال أزرق، والهلال أكبر من كل الأسماء الكبيرة والصغيرة، ولن يسمح لأي فرد أن يغيّب الحقيقة أو يخنق الأصوات الحرة. كل صفقة تُسجّل دون وعي الجماهير هي مجرد عباءة لتاجر استثمر على هوية النادي، ولن تمر دون حساب. من يغامر بالكيان، فليعلم أن الأزرق لن يرضى بالسرقة والهيمنة، وسيدفع كل متسلط ثمن استغلاله للنادي.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد