صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

صوت الجماهير… والإجابة في الملعب

4

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

صوت الجماهير… والإجابة في الملعب

 

من تعليقاتكم تبدأ الحكاية… أنتم كتبتم وأنا أجيب

هذه المرة لن أبدأ الحديث من عندي، بل منكم أنتم. قرأت في الأيام الماضية عددًا من التعليقات التي وصلتني عبر منصّاتي في وسائل التواصل، أصوات مختلفة اتفقت في الوجع وإن اختلفت في التفاصيل. رأيت أن أرد عليها بصراحة وأمانة، وأمنحها المساحة التي تستحقها، على أمل أن يكون هذا الحوار بيني وبينكم مفتوحًا للجميع… لمن كتب، ولمن لم تصله الفرصة بعد.
**ياسر كدك** كتب يقول إن النجاح في التدريب لا يُقاس بتجربة واحدة، وإن فلوران الذي تألق مع النجم التطواني تعثّر في الهلال لأن البيئة هنا مختلفة. وأقول لياسر إن هذا صحيح في جزء منه، لكن لا يجوز أن نحول البيئة إلى “عذر جاهز” لكل إخفاق. حين تُوفر للمدرب المال والصفقات والمعسكرات ويظل الأداء في الحضيض، فلا البيئة هي السبب، بل الشخص الذي يقود المشروع هو موضع السؤال.
**عبدالوهاب هلاوي** لامس لبّ الحقيقة حين وصف الفريق بأنه بلا روح جماعية، بلا أسلوب، ولا حتى ملامح لطريقة لعب. وهذا ما نقوله دائمًا: ما نراه ليس فريقًا يلعب لهدف، بل أفرادًا يلعبون لأنفسهم، بلا انسجام ولا خطة. والسبب أن الفريق بات مرآة لمدربه: بارد، بلا نبض، ولا يعرف كيف يزرع الحافز في لاعبيه.
**هاجر هاجر** عبرت عن إحساس جمهور واسع حين قالت إن الهلال أصبح آلة بلا حماس، والخوف من الخروج من التمهيدي صار هاجسًا دائمًا. هذا ليس تشاؤمًا بل قراءة واقعية، فحتى في التفاصيل البسيطة – كالكرات الثابتة أو التحولات – لا نرى أثر عمل تدريبي جاد، وكأن كل شيء يسير بعشوائية وانتظار “الستر”.
**طارق عبدالرحمن** تناول نقطة مهمة جدًا حين أشار إلى أن بعض الأقلام روّجت لوهم أن العليقي إذا غادر سينهار الهلال، وأن هذا الوهم نفسه صار وسيلة لتوسيع سلطاته. وهذه الحقيقة المؤلمة: الهلال ليس رهينة لشخص، ولا يجب أن يكون. إذا كانت الإدارة تربط مصير الكيان بوجود فرد واحد فهي لا تدير نادٍ مؤسسي بل “شركة خاصة” باسم الهلال.
**إبراهيم ود الهلالية** طرح سؤالًا جوهريًا: أين أصل الخلل؟ في الإدارة؟ أم الجهاز الفني؟ أم اللاعبين؟ أم الجمهور؟ والإجابة – في رأيي – أن المشكلة مركبة. الإدارة أخفقت في التخطيط، الجهاز الفني فشل في صناعة هوية، اللاعبون لم يتحملوا المسؤولية، والجمهور أحيانًا بالغ في التبرير. الهلال لن ينهض إلا إذا تحركت هذه العناصر كلها في الاتجاه الصحيح.
أما **عارف حسن عثمان خيري**، فقد طالب بإنصاف الإدارة وشكر السوباط والعليقي على ما قدموه رغم ظروف الحرب وانعدام الموارد، وأشار إلى الفارق بين الهلال وبقية الأندية. وأنا أقول له: الشكر لا يعني الصمت، ولا يعفي من المحاسبة. نعم، لا ننكر ما قدموه، لكن الإنفاق وحده لا يصنع مشروعًا. فكم من مال صُرف، وكم من صفقة أُبرمت، ومع ذلك ما زال الفريق بلا شخصية ولا رؤية.
كل هذه الأصوات، وإن اختلفت زواياها، تلتقي عند حقيقة واحدة: أن الهلال الحالي ليس الهلال الذي نريده ولا الذي يليق بتاريخه. لا يكفي أن نقارن أنفسنا بالمريخ أو بأندية محلية لنشعر بالفخر، فالهلال الحقيقي لا يقيس نفسه إلا بالقمة.
**كلمات حرة:**
الإجابة ليست في التصريحات ولا في الوعود، بل في المستطيل الأخضر. هناك فقط تُختبر المشاريع وتُعرّى الشعارات. فإما أن نرى فريقًا يُشبه اسم الهلال، أو نُدرك أننا كنا نطارد سرابًا ونصفق لوهم كبير.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد