متابعات كروية: متى ينتهي مسلسل (الملاعب الافتراضية) في بطولات الأندية والتصفيات الأفريقية..؟!!

متابعات كروية

إعداد/ محمد كامل سعيد

(كورة سودانية) تفتح الملف الحساس وتناقشه:

متى ينتهي مسلسل (الملاعب الافتراضية) في بطولات الأندية والتصفيات الأفريقية..؟!!

*المنتخب والأندية السودانية الأكثر تضررا من هذه القضية التي برزت قبل الحرب الحالية..!!*

*الكاف يتجاهل البحث عن حلول.. والاتحادات الوطنية تدور في فلك المجهول..!!*
انطلق الموسم التنافسي بالقارة السمراء قبل أيام معدودة.. حيث شهدت ملاعب المدن والعواصم المختلفة بمعطم أنحاء افريقيا عشرات المباريات التي اقيمت في ذهاب واياب الدورين التمهيدي الاول ببطَولتي ابطال الدوري والكونغدرالية.. وتتاهب القارة لإستقبال جولات الذهاب في الدور التمهيدي الثاني بالمسابقتين بعد حوالي عشرة أيام من الان.. انطلق الموسم التنافسي بنفس المعطيات القديمة المتمثلة في المشكلة الكبيرة والمعضلة الثابتة المتعلقة بملاعب الأندية التي ظلت في معظم الاحيان تؤدي مبارياتها على ملاعب افتراضية.. بعيدا عن جمهورها وملاعبها وبلدانها..
(كورة سودانية) قررت أن تفتح هذا الملف المهم والحساس.. ولو من باب اننا نحن في السودان أكثر الذين اكتوو بنيرانه لسنوات طويلة.. فالي تفاصيل القضية التي نراها مهمة وتحتاج لتحرك جماعي من الدول التي تعيش نفس مشاكل انديتنا ومنتخباتنا السودانية.. فالي المحصلة في السطور التالية:
*ضوابط من الكاف هدفها الإحتراف:*
قبل سنوات.. أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) عن ضوابط جديدة بالنسبة للاندية التي ترغب في المشاركة ببطولاته.. سواء دوري الأبطال او الكونفدرالية.. واستحدث الاتحاد ما سمي بالرخصة الدولية لجميع الأندية.. والتي يتم منحها (أي الرخصة) وفق شروط وضوابط محددة.. بداية من النظام المالي للاندية.. ومرورا بالملاعب.. وانتهاء بالفنادق التي يتم فيها استقبال الفرق المنافسة والحكام والمراقبين.. كل شرط من تلك الشروط التي ذكرناها يضم ضوابط شاملة كاملة تتعلق بسلامة الضيوف والمشجعين.. ويتفرع كل شرط ويضم في تفاصيله بنودا مختلفة هدفها الأول احترافي من الدرجة الأولى..!!
*الدعم المالي يتواصل.. ولكن:*
الاتحاد الافريقي أعلن تلك الشروط والضوابط والأحكام في إطار سعيه لتحقيق التطور المنشود لكرة القدم بالقارة السمراء.. والتي تعتبر الأكثر فقرا وجهلا مقارنة ببقية القارات التي تفوقت على افريقيا بالنزاهة المالية والعمل الجاد وقناعةً قادة الكرة سواء في القارات المختلفة او البلدان المنتمية لتلك القارات بأهمية تحقيق التطور المطلوب والوصول إلى النهضة المرجوة.. إيمانا بثوابت قد تكون غائبة عن قادة الكرة في القارة الأكثر بؤسا وظلاما وتخلفا وفقرا..!!
الاتحاد الافريقي وإيمانا منه بتلك الثوابت الخاصة بتخلف القارة السمراء عن ركب التطور الذي يحدث في كل العالم.. قرر مساعدة الدول الفقيرة ودعمها بذات الطريقة التي يدعم بها الفيفا الكرة.. والذي يشارك (أي الفيفا) سنويا بمشروع الهدف للنهوض بالبنات التحتية من ناحية المنشآت.. والارتقاء بالجوانب الفنية المتعلقة التأهيل والتدريب للحكام َوالمدربين والاداريين وخلافه..
الكاف لم يتأخر عن الدعم.. ولكن لا تزال معظم البلدان الأفريقية تعاني ويفشل قادة كرة القدم فيها في تحقيق النجاح المطلوب.. لماذا..؟! انه السؤال العميق والذي نبحث له عن إجابة..!!!
*الكاف يتراجع لأسباب واهية:*
مع مرور الايام التي اعقبت اصدار الاتحاد الافريقي لتلك الضوابط المتعلقة بالشروط والأحكام الخاصة بالرخصة الدولية للاندية التي بموجبها تمنح او تستحق رخصة الموافقة على المشاركة في بطولات الكاف.. أعلن الاتحاد الافريقي تراجعه عم موضوع الرخصة.. ربما بعد ظهور أكثر من تجاوز حدث من جانب بعض الاتحادات الوطنية والأندية.. فكان ان برزت فكرة جديدة وهي منح الأندية والمنتخبات التي ترغب المشاركة سواء في بطولات الكاف او التصفيات المختلفة فرصة اختيار ملاعب افتراضية تنطبق عليها الشروط والأحكام المتعلقة بسلامة الجماهير والفنادق التي تستقبل الفرق والمنتخبات والحكام..!!
*الملاعب الافتراضية مسلسل.. حلقاته طويلة:*
الاتحادات الوطنية والأندية لم تصدق اعلان الكاف الموافقة على فكرة الملاعب الافتراضية هذه.. وسريعا جدا تابعنا معظم الأندية التي لا تنطبق عليها الضوابط والشروط وهي تهرول لإيجاد ملاعب افتراضية.. تؤدي عليها مبارياتها الدولية.. دون ادني فهم او فكرة للآثار السالبة لتلك الخطوة وخطورتها الكبيرة على المنتخبات والأندية..
وعمليا ومع مرور الوقت تفشت ظاهرة الملاعب الافتراضية بين جميع أندية القارة.. وصارت (موضة جديدة لنج) وَمسلسل حلقاته طويلة.. تلجأ إليه الأندية او المنتخبات لاداء مبارياتها الدولية عليها.. واما اذا سالنا عن متي ينتهي هذا المسلسل..؟! فإن الإجابة تبقى غير معروفة..!!
*إنجازات كبيرة للاندية والمنتخبات السودانية:*
المتابع لمسيرة المنتخبات والأندية السودانية في بطولات الكاف او التصفيات المختلفة.. يتأكد من حقيقة واحدة هي ان عشاق الكرة السودانية هم الذين ساهموا بصورة مباشرة في كل الإنجازات التي حققتها المنتخبات الوطنية او الأندية السودانية خلال مشاركاتها في البطولات او التصفيات بالسنوات الأخيرة.. فمنتخبنا الوطني الأول تمكن من العبور – قبل سنوات – لنهائيات الكان من ستاد الهلال على حساب منتخب جنوب أفريقيا وغانا بفضل جهود الجمهور..!!
حتى المريخ فقد وصل لنهائي الكونفدرالية وَنصف نهائي ابطال العرب بفضل الجماهير ووقفتها القوية خلف اللاعبين في جميع المباريات..
أما الهلال فإن اول عهد له بالوصول لأول مرة مرحلة المجموعات بدوري أبطال أفريقيا كان بفضل وقفة الجمهور القوية..!!
*المنتخبات والأندية السودانية الأكثر تضررا:*
لكن الآن وبعد اتباع اسلوب الملاعب الافتراضية.. واختيار المنتخب لبنغازي في ليبيا.. تارة والمغرب تارة أخرى.. واداء المريخ لمبارياته مرة في جوبا.. ومرة بنغازي.. والهلال وَادائه لمبارياته في موريتانيا وتنزانيا َورنربار استنادا على تلك الخيارات فإننا نستطيع تأكيد ان الأندية والمنتخبات السودانية صارت هي الاكتر تضررا من اللعب بعيدا عن الجماهير.. نقول ذلك مع الإشارة إلى أنه كان يحدث حتى قبل اندلاع الحرب اللعينة قبل أكثر من عامين وللأسف لا اتحاد يتحرك ولا يفكر في إيجاد حل نهائي لهذه المعضلة التي تدفع كرتنا السودانية ثمنها غاليا.. ويظهر ذلك في شكل نتائج متراجعة وهزائم وسقوط وانهيار..!!
*الكاف يتجاهل الحلول.. والاتحادات تنتظر المجهول:*
أن مرور الايام والاسابيع والشهور والسنوات دون أن نتابع اي شروع في حلول لتلك الإشكالية يحمل في طياتها ويؤكد ان الاتحاد الافريقي لكرة القدم (كاف) يتجاهل البحث عن حلول.. وفي نفس الوقت نجد أن الاتحادات الوطنية وعلى راسها الاتحاد السوداني وغيره ينتظرون المجهول لحل هذه الإشكالية التي تمددت بيننا.. وصارت تهدد مستقبل مشاركات انديتنا ومنتخباتنا دون أن يكون هنالك اي تحرك إيجابي من جانب قادة الكرة في بلادنا.. ولنا عودة بإذن الله لهذه القضية المهمة والحساسة..!!